"التربة" والسقوط في مصيدة تمدد "إمارة الإصلاح" في تعز

07:22 2020/07/13

يندفع التجمع اليمني للإصلاح بماكينة الحرب التي راكمها طيلة عقود مضت، ولافتة الشرعية التي يرفعها صوب الاستحواذ على (مدينة التربة) وقرى قضاء الحجرية، بحجة أن هناك مؤامرة لخنقه داخل مربعات مدينة تعز.
 
يعي خصوم الإصلاح التفكير الغريزي لديه، واندفاعه نحو التمدد مستكملاً ما يراه قطاعاً مستقلاً وإمارة تخصه في تعز، بعد أن تم ضربه في العديد من الجغرافيات اليمنية.
 
وككل مستبد يرى تجمع الإصلاح أنه الشرعية وأن الشرعية هو.
 
نُخاطب في كتاباتنا خصومه منذرين ومنبهين من خطورة إسقاط (التجمع اليمني للإصلاح) من معادلة التوازن والمشترك السياسي، فيتحرك الإصلاح من داخل ثقافته مزيحاً ومقصياً ومسقطاً للآخرين من معادلة المشترك الوطني!
 
سيكسب "تجمع الإصلاح" المعركة في التربة، بل إنه على الأرض قد كسبها بعد أن أمَّن انتصاره بنقله للسلاح والمقاتلين إلى مدينة (التربة) وقرى الحجرية منذ قُبَيْل اغتيال الحمادي وبعد اغتياله، ولم يعد الحسم العسكري والمليشاوي سوى قرار يعلن.
 
لكن كسب هذه المعركة لا يعني سوى خسارته للحرب، ومراكمة قوة خصومه وإعادة رسم لخارطة تحالفات هي من صنع أطماعه وإقصائه للآخرين، ومخاوف الناس منه.
 
تجمع الإصلاح في هذه المرحلة هو أحوج ما يكون إلى عقل استراتيجي يحسب له حاصل جمع المكاسب الآنية في معركة التربة، مع حاصل طرح الخسارات، في حرب ستنال وجوده المدني والاقتصادي والثقافي الذي راكمه طيلة العقود الماضية!
 
لن يُجْديه التفكير الانفعالي الضَّاج في منشورات البرلماني شوقي القاضي، التي تجعل من شرعية الإصلاح كيانا موازيا بل ومزيحا لشرعية التوافق والإجماع الوطني للخروج من نفق وقعنا فيه طيلة السنوات الماضية، فإذا بالغرائز المنفلتة تدفع بالإصلاح إلى قاع سيكون كهفه الأخير!
 
إذا وضعت الظروف قوته العسكرية في كفة وتواجده كحزب في المجتمع في كفة فإن وجود الحزب مقدم على أوهام القوة والحسم بالبندقية لو كنتم تفقهون!
 
لن يجدي ترديدكم لعبارات تذكيرية وتحريضية، وأنتم تؤدونها بلهجتها المحكية، مثل "دجوهم بالجناصة" " دقوهم بالقناصة" لأن ما تمارسونه على الأرض دكا يزلزل أقدام شركائكم ولا يبقي لهم مساحة لمشترك ولا حركة!
 
لهذا ستتغير التحالفات وستجدون أنفسكم هدفا للجميع، لم تصنعه رغبات خصومكم بل أنفسكم الأمارة بقصور ذاتي وضيق أفق، ودوافع مستبدة ترى الوطن والجمهورية وتجمع الإصلاح شيئا واحدا!
 
سيخسر الوطن بالتأكيد حين تخرجون من المعادلة السياسية، لكنكم ستكونون الخاسر الأكبر، فالآخرون وضعوا في خيار وحيد، وأنتم الأقدر على أن تزيحوا أنفسكم عن شمس (ديوجين) وتستضيئوا بمصباحه، ليرى الجميع إمكانية لمشترك وطني يوفر الأمان ويصنع الحياة للجميع، فهل أنتم فاعلون؟!
 
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك