الضالع قاهرة الغزاة
لقد أخطأت المكان والمقصد أيها السيء، فاالضالع ليست لقمة سائغة، ولا منطقة ذليلة خائفة...
هي بركان ثائر، يقذف حمم الحرية، فصارت قبلة الأحرار، يقصدونها من شرق الوطن إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله، حتى أصبحت تنبض بروح الوطن، لماذا؟
لأن نسيمها حرية، وترابها حرية، ورجالها حرية، كلها حرية، فصارت تسطر بطولات عجزت عن صنعها محافظات، داست على عفاش وهاهي تدوس السيء وزنابيله، ومرغت خشومهم في التراب، سقتهم كأس الألم، وأذاقتهم الحزن، عرف السيء وزنابيله عظمة هذه المنطقة برجالها الأحرار، فصارت تنغص نومه، وصارت كابوسه المزعج، أراد أن يدوس عليها ويمضي، لكنها داست عليه...
نقاتل -الفئة الباغية- عن ديننا وعرضنا وأرضنا، ونحن على يقين بأن الله معنا، وناصر لنا، بصبرنا بقهرهم ونهزمهم، نقاتل ونحن نعلم بأنه لم يعد هنالك شيء نخسره، فقد رحل الأخوان والأحباب، ورحل الأقارب والأصحاب، نسعى إلى القتال من أجل الحياة، نسعى إلى الموت من أجل الشهادة والكرامة، كلا منا يقاتل عن دينه وعرضه وكرامته، من اجل دولتنا جنوبنا الابي، لا من أجل سيده ووليه، وهذا ما يزيدنا نصرا وثباتا...
هنا ومن أرض العزة والكرامة، من أرض البسالة والشجاعة، ليعلم السيء بأننا أمام خيارين النصر أو الشهادة، ومن هذه المنطقة المناضلة أهلها، المقاتلة رجالها، المضحية أبناؤها، نعاهدك بأننا سوف نجفف نسلكم، وسنجفف كل ظالم معتدي، جاء إلى أرضنا ضالع الشموخ، من هنا سنحرر كل الوطن، الضالع لم تعد بذرة من بذور الحرية، بل صارت شجرة باسقة، أغصانها حرية، وثمارها نضالية، لقد أخطأتم الأختيار، ووقعتم في الفخ، والمكان الخاطئ، فنحن قد نذرنا أنفسنا لتراب الجنوب، ولننتقم لأبناؤنا وأخواننا الشهداء..النصرحليفا والعار والخزي للمتخاذلين..