الشيطان يتبرأ من الحوثي
في الوقت الذي تنشد فيه دول العالم تنمية وبناء مؤسساتها الخدمية و التنموية بما يحقق النهوض والرخاء لمجتمعاتها ، تستمر عصابة الحوثي في ممارسة سياساتها التدميرية والتخريبة التي تعكس ثقافتها القائمة على الخراب والعنف ، المعبرة عن نواياها الشريرة.
بينما تدشن الحكومات المحلية والدولية مشاريع تنموية مثل المدارس والطرقات والمستشفيات والمصانع لخدمة الناس وتحسين جودة حياتهم ، نجد بالمقابل المليشيا المارقة تفتتح مقابر جديدة لضحاياها في الحرب التي تشنها على مدى السنوات الماضية على الشعب اليمني أو ممن سقطوا بسبب سياساتها القمعية.
إن هذا الفعل الوحشي لا يظهر إلا النوايا الخبيثة للحوثيين نحو تدمير المجتمع اليمني بشكل أكبر ، فهم يستهدفون شباب الوطن والشعب اليمني بشكل عام، بهدف تحقيق أجندتهم الإيرانية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار والسلم بالمنطقة عبر سلوكهم الارهابي و الاجرامي والعنيف .
إن الساكنين في مناطق سيطرة الحوثي يدركون المدى الذي آلت إليه الحياة وما تكتنفها من منغصات يومية تمارس في حقهم من قبل عصابة لا تجيد سوى لغة العنف والإجرام والنهب والسلب ، ولهذا تشاهد الأسى والحزن في وجوه ساكني مناطق الحوثي يتزايد يوماً بعد يوم؛ وذلك بسبب تصاعد الانتهاكات والانتقامات والإرهاب الذي يمارسه الحوثيون ضد المدنيين الأبرياء .
لقد أصبحت الحياة في العاصمة صنعاء جحيماً ، حيث القمع والخوف يسيطران على كل شيء الكل تحت مجهر الأمن الوقائي الذي يصادر حق الرأي وحرية التعبير ، ونحن كإعلاميين و ناشطين سياسيين تقع علينا مسؤولية فضح أفعالهم الإجرامية وانتهاكاتهم الصارخة لحقوق الإنسان عسى ان يتفاعل مع أصواتنا التي نطلقها هنا وهناك ، المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين حتى يكفوا عن ممارسة المزيد من الانتهاكات الغير إنسانية بحق المواطن المغلوب على أمره ، وأن تعمل المنظومة الأممية على الدفع نحو إجبار الحوثي على إطلاق سراح الشباب المختطفين بتهمة الاحتفال بالأعياد الوطنية ورفع علم الجمهورية ، وكذا جميع المعتقلين بسبب آرائهم السياسية.
إن حق الشعب في التعبير عن آرائه والتظاهر بسلمية هو حق أساسي لا يمكن المساس به. وعلى الحوثية أن تدرك أن القمع والاضطهاد قنبلة موقوتة سيأتي اليوم التي تنفجر في وجه العصابة القادمة من مران وتربت في قم والحرس الثوري لممارسة الإرهاب بحق شعبها الذي لن يستسلم للظلم والفساد، وكما اجتث الإمامة من أُسرة حميد الدين سوف يواصل النضال لاجتثاث اسرة بدر الدين الحوثي التي تحمل معول الهدم والتدمير وترفع شعار أجدادها الإماميين في نشر الجهل والتخلف فالحق والعدالة سينتصران في النهاية.
وما يزيد من الألم و الوجع و الدهشة ، هو قيام مليشيات الحوثيين بإقرار حصص تعليم السلاح في المدارس ، في خطوة خطيرة ومثيرة للقلق ، تدفع الأطفال الى العنف والكراهية بتحويلهم إلى قتلة ومجرمين لا يحملون سلاح العلم بل سلاح صرخة الموت الخمينية .
إن تعليم الأطفال العنف وتحويل المدارس إلى معسكرات يُعدُّ انتهاكاً خطيراً لحقوق الطفل والمواثيق الدولية التي تجرم استخدام الأطفال في أعمال العنف والدفع بهم إلى جبهات القتال ، ولهذا يجب أن يواجه التطرف الحوثي بكل قوة وصرامة ، فالأطفال هم مستقبل الأمة ويجب علينا حمايتهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح بدلاً من تعريضهم للخطر وتأثيرات سلبية قد تؤثر على حياتهم المستقبلية.
إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب حماية الأطفال وتوجيههم نحو القيم الإنسانية السامية، وعدم تعريضهم للأفكار المتطرفة والعنيفة التي تهدد سلامتهم واستقرار مجتمعهم بعد أن أصبح القتل الأسري شائع في مناطق الحوثي ، في ترجمة للنهج الذي يقود الأطفال نحو المجهول ويحولهم إلى قنابل موقوتة تهدد السلم الاجتماعي.
وهنا نقول ، إذا كانت تلك العصابة تمارس كل هذا الجرم بحق لاطفال اليمن ، فإن على الشرعية تقع المسؤولية الكبيرة في فضح تلك الممارسات وكشفها للعالم والتوعية بخطورتها على المجتمع على المدى القريب والبعيد ، بأن تقدم نموذجًا في رعاية الأطفال والاهتمام بهم وبتعليمهم بدلًا من أن تغض الطرف.
فإذا كان الشيطان يتبرأ من الحوثي ، نأمل أن نرى في الشرعية ملائكة بقدر الفرق ما بين الخير والشر.