مَن وضع تاريخ 11 فبراير 2011؟
في يناير 2011 خرج الشباب إلى الساحات اليمنية ضد علي عبدالله صالح ورجال حكمه، لكن هؤلاء الشباب أو من لا يزال على موقفه السابق منهم، أصبحوا يحتفلون بهذه المناسبة في الـ11 فبراير من كل عام، فما الذي أدى إلى تغيير تاريخ ذكرى الخروج، ولمصلحة من؟
لتاريخ الـ11 فبراير مناسبات يمنية سابقة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحكم الإمام يحيى حميد الدين شمالاً، وبالاستعمار البريطاني جنوباً، وهو نفس التاريخ الذي أعلن فيه الخميني ثورته ضد نظام الشاه في إيران عام 1979، فهل لهذه الأحداث علاقة باختيار ذات التاريخ كمناسبة لانتفاضة الشباب في اليمن؟
شهدت ساحات التغيير جدلاً واسعاً بشأن تحديد تاريخ موحد لخروج الشباب ضد الرئيس السابق، وكان أغلبهم يؤيدون يوم 15 يناير 2011، والبعض لهم تواريخ أخرى أقل تأييداً، لكن تيار توكل كرمان وآلة قطر الإعلامية نجحوا بتحديد وفرض تاريخ 11 فبراير كذكرى للحدث الذي ما زال يثير جدلاً واسعاً بشأنه حتى اليوم.
هل أرادت كرمان وفريقها خدمة الإماميين عن قصد أم أنها وقعت في شرك منصوب لا تدرك دلالاته؟
يوم 11 فبراير 2011 مر عام كامل على إيقاف الحرب السادسة للدولة اليمنية مع جماعة الحوثيين، حيث توقفت تلك الحرب رسميا في 11 فبراير 2010، وكان لقطر في ذلك أياد وأذرع وغايات كثيرة، مستغلة خلافات صالح مع الرياض التي شاركت قواتها في تلك الحرب دفاعا عن حدودها الجنوبية، فهل أراد الحوثيون القول إنهم أزاحوا نظام صالح في الذكرى الأولى لوقف حربه ضدهم؟
في الـ11 من فبراير 1934 تم توقيع اتفاقية الصداقة بين اليمن وبريطانيا، التي اعترف بموجبها الملك جورج الخامس وبريطانيا بالإمام يحيى حميد الدين حاكما مستقلا لليمن لأول مرة، فهل كانت ذكرى الاعتراف بالإمام مناسبة مغرية للحوثيين وهم يعملون على استعادة السلالة حكم اليمن؟
أيضا في الـ11 من فبراير 1959 أعلنت بريطانيا إنشاء اتحاد إمارات الجنوب العربي في المحميات الغربية من جنوب اليمن، فهل كان لهذا الأمر ارتباط باختيار هذه المناسبة، لإشعار بريطانيا أن مشروعها القديم قابل للبعث من جديد، خاصة وقد اتضح أنها تقف بقوة إلى جانب الحوثيين اليوم، وتخرجهم من كل ورطة يقعون فيها؟
ثلاث مناسبات تقع في اتجاه وسياق واحد حدثت في الـ11 من فبراير خلال عقود متفرقة، هل يمكن أن تكون صدفة!!
هل كان صالح وحزب المؤتمر، أم الإصلاح ومعه أحزاب المشترك هم من صادروا تطلعات شباب 2011، أم أنه الحوثي من قام بذلك بعد أن فتحت له الساحات وقاعات مؤتمر الحوار الوطني، وهو مستمر بفتح فوهات أسلحته لإغلاق آمال اليمنيين في وطنهم ومستقبلهم؟
مجرد تساؤل..
عن: "نيوز يمن"