نبيل الصوفي يكتب: دعارة مفتي الديار الحوثية وأخلاق اليمنيين واليمنيات
هل تتذكَّرون ممثل حركة حماس حين وقف وبيده “سيدي” يشير به إلى محتوى “غير لائق” لابنة أحد مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية، مهدداً بنشره، في سياق حرب فصل غزة عن الضفة الغربية؟ حوَّل الحوثيون ذلك إلى مستوى أكثر دناءة، وصاروا يهدّدون كل اليمنيين بـ”فيديوهات” في أوضاع جنسية. وسمع الناس في صنعاء، بالأمس، مفتي الديار الحوثية يخطب في الجامع يوم جمعة، ويتحدث عن المنافقين والمنافقات الذين يتحدثون عن قضية اختطاف النساء”، واصفاً إياهن بـ”شبكات إفساد أخلاق شباب وبنات الأمة اليمنية”، وأنهن “من بقايا نظام عفاش واللاتي كن يعملن في خدمة المنافق صالح.
يا إلهي.. كم يحقرون دينهم ويسقطون دنياهم.. هؤلاء الأنذال باسم الأنصار.
يركّزون -فقط- على النساء، لأنهن أظهرن وطنية وعناداً وقوة لم يتجرأ عليها آلاف الرجال الذين يحملون ألقاباً ظلوا يكذبون بها علينا سنوات أنها أصل المَرجَلة والمشيخة، وطلع كله كلاماً فارغاً.
لقد ظلت التفاهة السياسيّة تدَّعي أن الزعيم علي عبدالله صالح يكلف أجهزته الأمنية برصد والإيقاع بكل قيادات دولته، وكانت تقوله ضد كل معارض للزعيم.. وظهر “علي عبدالله صالح” كأنقى مواطن له أخطاؤه ونزواته كإنسان.. لكنه مُبرّأ من كل دناءتهم وسقاطتهم وسوء أخلاقهم.. وأقوى ما قالته أجهزته في 2011، وقد وصل خصومه إلى الحديث عن غرف نومه، هي تفاهة الأمن القومي وهو يتحدث عن تسجيلات بين فؤاد دحابة وامرأة ظهرت أنها زوجته بعد ذلك.. وأتذكر أني سمعت هذه المعلومة قبل نشرها من مسؤول في ذلك الجهاز لا يزال إلى اليوم يخدم الحوثي.. فقلت له: لو نشرتم هذه التفاهة فأنتم أتفه منها. وهو حيٌ وفي صنعاء ويمكنه أن يقول روايته..
ونحن في صنعاء كان يقول لنا زملاء من الحوثيين أنفسهم، إن بعض قياداتهم توقِع آخرين من ذات الجماعة في هكذا مواقف مخزية.. وبقيت، وما زلت إلى الآن، أرفض قيمة مثل هذه الأحاديث.
نحن لسنا في حملات أخلاقية انتخابية.. ولا في فرص للتوظيف.. نحن أمام عدو قاتِل مجرم هو عبدالملك الحوثي، وكل الموبقات دون ما يفعله لا يمكن أن تستر دعارته هو وجماعته الأساسية وبغيه باليمن وبيعها في سوق دعارة دولي حقير.
جماعة تستدرج رجالاً ونساءً، يقعون تحت ظروف مختلفة بعضها إنساني طبيعي، تحدَّث عنها الخالق سبحانه في سورة كاملة.. وصوّر ما فعلته امرأة العزيز وهي مشغوفة بالنبي يوسف.. وصوّر تماسك يوسف وإنسانيته وعدالة عزيز مصر وكل هذه التفاصيل، صورها كأنها “فيلم” يحقر الأمراض التي تدّعي التدين والحفاظ على الدين في حديثها عن سلوك مهما كانت خطورته يبقى انحرافاً سيئاً، لكنه يعالَج داخل العائلات، أما في سوق السياسة فهو لا يساوي جرم إراقة الدم واستحلال العرض.
بل يصبح شهادة وطنية دينية للمتهم من قبل الباغي به.. يتوجّب علينا جميعاً أن نسقط هذه الدعارة الحوثية، فحينما تبتز جماعة حاكمة الناس بقصص قد تكون وهمية وقد يكون بعضها صحيحاً، فإن السقوط هو سقوط الجماعة وليس الناس.
كيف تتجرأ جماعة للاتجار بالجنس بهذه الطريقة؟ سيتحسّس اليمنيون كلهم، عوراتهم خائفين على حياتهم الشخصية.. ولن ينتبهوا أن التقنيات اليوم تطورت حداً يمكن للواحد أن يدبلج بها عبدالملك الحوثي نفسه داخل ماخور يعبث بها النساء والرجال.
تداركوا وطنكم.. وأوقفوا العبث.. ولن ينتبهوا أنه من العار أن توصلهم جماعة الحكم باسم الدين إلى هذا الانحدار.. سيكون مطلوباً من كل مُدان أو متهَم أو مشوّهة صورته أن يحمل بندقه ويقاتل جماعة وصلت بها القذارة أن تستعبد الناس بالخرافات والأوهام والجنس.
كيف يصل اليمنيون إلى لحظة ينجح فيها سافل مثل عبدالملك وجماعته في تصوير معركتهم كأنها معركة الملابس الداخلية، فيما هو عارٍ من كل أخلاق ووطنية ودين يعربد ويقتل ويسفك وينهب أموال الناس ومستحقاتهم.
حيّا على الجهاد أيها اليمنيون.
لن يبقي لكم عبدالملك الحوثي شيئاً إلا وحقَّره.
نقلاً عن: "نيوز يمن"