الشرع الأصولي والمتسلق الوصولي

02:57 2025/04/01

تعبنا من كثرة ملاحقة طيارة الرئيس وصلت عدن، و نفرح بالعودة للوطن، نستعد نحزم حقائبنا نرجع لليمن، عاد احنا ما غلقنا الشناط غير و الرئيس قد أقلعت طائرته إلى الرياض، تعبنا فتّاح و غلّاق للشناط ..
هذه المره جلست أفكر أيش مشكلتنا في اليمن؟، وليش ما نكون مثل بقية الخلق وتستقر بلادنا؟!..

و بقليل من التأمل في ما حولنا و الأقرب لنا سوريا، نجد أحمد الشرع قضى 100 يوم في الرئاسة، و وجدت الفارق الكبير جدًا بين رجل أصولي يسعى لتحقيق انجازات ويقدم خطوات هامة لبلاده، و رئيس متسلق وصولي. و بالمقارنة البسيطة نجد أن الأصولي بدأ من الباب يصلح و يضع الأساس، وهو الدستور، و الأمن، و توحيد الفصائل بمختلف دياناتهم وأفكارهم السياسية المختلفة، بينما الآخر الوصولي خلع الباب والأساس، فلا نظر للدستور، و لا حقق الأمن، و لم يستطيع توحيد أفراد القيادة الرئاسي وهم سبعه افراد فما بالكم بشعب. أكتب باللهجة الشعبية بعيدًا عن بناء المقال؛ لأن ذلك شأن حياتي ومصيري.

و الحقيقة فأنا فكرت مرارًا بالعودة الى تراب الوطن وأظل حائرًا لأي تراب ارجع؟، ولأي مليشيا تحكمني و خصوصا انه وسط كل مليشيا عصابات فئوية و جهوية و حزبية؟،ط ونقرأ يوميًا قراح البنادق في كل مدينة و قرية و حارة و القنابل اصبحت في يد الشباب مثل البسكويت من كثرة انتشار المخدرات..

وما يزيد الأمر صعوبة كيف أعود ببنات شابات في مناطق تخلو من تواجد رمزي للدولة في اي مكان؟،  صحيح أن هناك دولًا فيها عبث، و لكن رمزية الدولة موجودة هنا او هناك، اما عندنا موجودة الدولة شكلًا و تبحث عن الأمن، والدليل ان كبار المسؤولين بمرافقين من دول شقيقة.

حتى لقمة الجهال عليها تعب و ملاحقة، فالأصولي المتشدد خفض أسعار العملة 40%، و رفع الرواتب 60%، و صرف راتب إكرامية رمضان، و في عهد الوصولي المتسلق ارتفعت العملة 220%، و الرواتب التي لا تصل الى خمسين دولار، ما تصل غير بعد مظاهرات و تنديد و شجب و استنكار، والرواتب في عهده ما تحركت فلا علاوات و لا زيادات و نحن دولة نفطية أكبر من سوريا التي في عهد الشرع في 100 يوم بدأ ضخ البترول بالسياسة رغم أنها تحت قبضة مليشيات، و صاحبنا الوصولي المتسلق استلم آبار النفط كلها شغالة للدولة و الآن تحت قبضة الإخوان او تحت رحمة مليشيا إجرامية، فلا استطاع بالدولة إعادتها للدولة و لا بالسياسة وشغالة من تحت الطاولة للمليشيا ..

أتحدث بحرقة كمواطن يمني، وأكتب وبكل صراحة من القلب بعيدًا عن البنية الصحفية للمقال و غيرها، و جعلت قلبي هو الذي يكتب .. ثلاث سنوات و الثمانية قتلونا عنطزة و صور و تصريحات نارية، فماذا عملوا؟، وانا اريد العودة بالاولاد من بهذلة الغربة الى حضن الوطن، وانا أرى المواطنين يأكلون من صناديق القمامة، او اتفاجأ بمقتل صديق او قريب وبشكل يومي رغم ما يحظون به من دعم كبير جدًا من الدول الشقيقة و الصديقة.
و الأغرب من ذلك أنني سمعت خبرًا بأن الأخوة في سوريا تمكنوا من إعادة الكهرباء لكل المدن والقرى، بينما لابرز المدن اليمنية منذ سنوات تعاني من ويلات الكهرباء رغم الدعم الكبير المقدم للحكومة الشرعية، و الصيف يزداد سعيره واخواننا من مجلس القيادة الرئاسي لم يتمكنوا ومنذ ثلاث سنوات من تأمين محافظة واحدة بالكهرباء، بل حتى مديرية واحدة. إن القلب ينزف و التساؤلات كثيرة، و عميقة، و العجب أكثر من سوء إدارة المتسلق، و لكنها الحقيقة، فإمكانياته ضعيفة في إدارة شؤون الحكم، و ما الغرابة فقد مضى عامان ونصف منذ قرار توحيد المليشيا القتالية في اطار وزارة الدفاع ولم يتمكن من دمج اي تشكيل او معسكر في كل أرجاء الوطن، بينما أحمد الشرع وحدها في أسبوع.

وهنا اقول، ليس لأن أحمد الشرع رجل خارق، و لكن ضعف الإرادة والإدارة لدى المتسلق الوصولي هو السبب في جعل القوات متناثرة غير موحدة و هذا لصالح الحوثي بالتأكيد.
لا أريد أن أعمل مزيدًا من المقارنة ما بين الأصولي أحمد الشرع و المتسلق الوصولي؛ لأن ذلك سوف يصب في مصلحة الأول بالتأكيد خصوصًا إذا عرَّجنا على الجانب الحكومي، فالأول عمل موازنة وجهز حكومة توافقية و ألزمها بتقديم برنامجها، بينما االآخر ثلاث سنوات و حكومتية بلا برنامج حكومي او موازنه عامة.
بالله عليكم كيف أعود و المهاجرين يوميا بالمئات من بلادي، لأن الوصولي أوصلها الله الى أفق مغلق، و منذ وصوله للحكم هاجر حوالي مليون مواطن يمني، و الاصولي عمل على إعادة اثنين مليون مواطن سوري في اقل من 100 يوم. 
لن استمر فى سرد الفارق بين الإدارتين فقد اعياني ذلك، و لا أريد أن أحبط القارئ أكثر، ولا أريد توضيح  مساوئ المتسلق فأجد المقال يطول و قد يصل لعشرة آلاف كلمة.

باختصار، هنيئًا لسوريا بالشرع الأصولي، وربنا يعيننا على المتسلق الوصولي.. وكفى.