عيد الجلاء المجيد في الذكرى الـ 57.. اليمن تتنفس حرية..
عيد الجلاء المجيد في الذكرى الـ 57 .. اليمن تتنفس حرية..
ـ 30 نوفمبر تأكيدًا لواحدة الثورة اليمنية وتتويجا لها
ـ استمرار النضال حتى جلاء آخر عنصر فارسي من اليمن
تحل علينا الذكرى الـ57 لعيد الجلاء المجيد 1976، هذا العام واليمن تواصل نضالها ضد مستعمرين جدد، أهلكوا الحرث والنسل، واستباحوا الحرمات وسفكوا الدماء ودمروا المعمور، ونبشوا المقبور.. فئة ضالة قادمة من مزبلة التاريخ الغائر في القدم.
لقد شكَّل يوم الـ 30 من نوفمبر من العام 2967، نقطة فارقة في تاريخ نضال الشعب اليمني من أجل الاستقلال من الاستعمار البريطاني البغيض، كما شكَّل منعطفا هاماً في مسار الحركة الوطنية اليمنية، وانتصار الثورة اليمنية المباركة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر.
أبرز محطات الثورة اليمنية
لقد توَّج الـ 30 من نوفمبر 67 (عيد الاستقلال المجيد)، نضالات اليمنيين الأحرار الذي خاضوا كفاحًا مسلحًا في مختلف ربوع اليمن لنيل الحرية التي يريد ان يسلبها اليوم بقايا الامامة الجائرة من اليمنيين الاحرار.
وتتحدث مصادر تاريخية، بأن يوم جلاء آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن في 30 نوفمبر 67، كان المحطة الأبرز في تاريخ الوطن، انتقل من خلالها نحو تحقيق أهداف ومبادئ ثورته المباركة نحو إعادة ترتيب البيت اليمني وتتويجها بالوحدة اليمنية المباركة.
وتشير المصادر إلى أنه منذ انطلاق شرارة ثورة الـ 14 من اكتوبر من جبال ردفان في العام 1936، ونجاح الثورة الأم 26 سبتمبر في الشمال، تحولت تطلعات وآمال أحرار اليمن نحو تطهير البلاد من دنس الاستعمار وبقاياها في عدن ومناطق أخرى بجنوب الوطن.
تتويج النضال
لقد شكل يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م، وخروج آخر جندي بريطاني من عدن، تتويجا لمسيرة نضال استمرت على مدى قرن من الزمن، حتى تحقق الهدف الأسمى منها في إعلان بيان الاستقلال من قبل قيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني في نوفمبر المجيد.
وخلال أربع سنوات من الكفاح المسلح الذي بدأ مع إعلان شرارة ثورة اكتوبر في 1963م، من أعلى قمم ردفان، قدم خلالها اليمنيين أعظم التضحيات في سبيل الخلاص من جحيم المستعمر البريطاني.
مشاركة مجتمعية
لم تكن لتتحقق آمال وتطلعات الشعب اليمني في الحرية والاستقلال وبناء اليمن الحديث، ولول مشاركة جميع فئات المجتمع في النضال خلال مسيرة الثورة اليمنية في شمال الوطن وجنوبه، وهو ما نحتاجه اليوم في سبيل استعادة الدولة وطرد المستعمر الفارسي من شمال الوطن.
لقد شكلت مختلف أطياف المجتمع اليمني من فعاليات طلابية ونسائية ونقابية التي شاركت في المظاهرات والاحتجاجات والاضرابات المطالبة برحيل الاستعمال، شكلت القوة التي استند عليها قادة الثورة خلال مسيرة نضالهم وصولا حتى يوم الاستقلال في نوفمبر 67.
منعطف استراتيجي
ووفقًا للمصادر التاريخية، فقد تم فتح العديد من جبهات النضال ضد الاستعمار خلال فترة الكفاح المسلح التي امتدت من اكتوبر 1963م، حتى نوفمبر 1967م، كأن ابرز تلك الجبهات العمليات الانتحارية التي كأن لها وقعها المؤثر في كيان الاستعمار، وشكلت أحد ابرز عوامل رحيله المبكر من اليمن، إلى جانب بقية عوامل النضال الثوري.
كما شكّل نقل العمل العسكري إلى عدن انعطافاً استراتيجياً لتنظيم الجبهة القومية والثورة محلياً وعربياً، ودولياً، بل شكّل مرحلة جديدة في حياة المناضلين أنفسهم الذين اشتركوا في العمليات العسكرية، فكان العمل العسكري والفدائي داخل المدينة عامل إرباك للقوات الأجنبية, حيث عمل على تخفيف الضغط على الجبهات الريفية المقاتلة، وتشتيت قوات الاحتلال، الأمر الذي ساعد على مد الجبهة القومية لنشاطها النضالي إلى مختلف مناطق الجنوب اليمني.
واشارت إلى فتح 12 جبهة ضد الاستعمال شهدت تطورًا في أساليب النضال المسلح ليشهد صوراً مختلفة كان أكثرها تأثيراً العمليات الفدائية, حيث شهدت أهم وأخطر العمليات الفدائية كالعملية التي اشترك فيها (30) شخصاً لضرب الإذاعة البريطانية في التواهي، وحادثة مطار عدن ـ التي قتل فيها مساعد المندوب السامي البريطاني في عدن, وإصابة المندوب السامي، وعدد من مساعديه أثناء توجههم إلى الطائرة التي كانت ستقلهم إلى لندن.
وأكدت المصادر، بأن العمليات الفدائية أثبتت نجاحها, في بث الرعب في نفوس الجنود البريطانيين الذين تعرضوا لخسائر في صفوف قياداتهم وعناصرهم، ليجد البريطانيون أنفسهم بين جحيم المقاومة الشرسة التي سادت كل أوساط الشعب في جنوب الوطن، والتي أخذت أشكالاً عدة وحظيت بدعم عربي كبير خاصة من جمهورية مصر العربية.
مؤتمر جنيف
وتحت تأثير هذه الضربات الموجعة والقاسية فوجئت بريطانيا بتلقي ضربة قوية أخرى أسقطتها أرضاً وذلك عندما اشتدت حركة التظاهرات والاضطرابات والإضرابات السياسية ونتيجة لتوالي واستمرار هذه الأحداث الثورية استضافت مدينة جنيف في الـ 22 من نوفمبر وحتى الـ 27من نوفمبر عام 1967م مؤتمراً تفاوضياً بشأن استقلال الجنوب والذي انتهى بتوقيع وثيقة الاستقلال في يوم الـ 29 من نوفمبر 1967 والذي فيه شهد رحيل آخر جندي بريطاني من الجنوب سابقاً.
وكان يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م هو ميلاد جمهورية جنوب اليمن سابقاً وخلوها تماماً من قراصنة الاستعمار البريطاني وبذلك تكون الثورة السبتمبرية قد أنجزت وحققت أول أهدافها الثورية والمتمثل في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما.
واليوم وبعد مرور 56 عامًا على عيد الاستقلال وخروج آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن، عاد اليمن ليتنفس حرية من جديد من خلال مقاومة الاحتلال الجديد المتمثل بمليشيات الحوثي الارهابية والمنظمات الارهابية المتحالفة معها.
أهم محطات عام الاستقلال
لقد شهد عام الاستقلال 1967، محطات بارزة جسَّدت فرحة اليمنيين بهذه المناسبة الوطنية المجيدة سنتوقف عند ابرزها..
15 فبراير: جماهير غفيرة في عدن خرجت في مظاهرات حاشدة معادية للاستعمار البريطاني وهي تحمل جنازة رمزية للشهيد مهيوب علي غالب (عبود) الذي استشهد أثناء معركة ضد القوات الاستعمارية في مدينة الشيخ عثمان.
8 مارس: الجامعة العربية تصدر قراراً تشجب فيه التواجد البريطاني في جنوب اليمن.
2 إبريل: بدون تنسيق مسبق، حدث إضراب عام شل كافة أجهزة العمل في مدينة عدن، دعت إليه الجبهة القومية وجبهة التحرير في وقت واحد.
3 إبريل: فدائيو حرب التحرير ينفذون عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني في مدينة الشيخ عثمان بعدن، كبدوا خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسقط خلالها عدد من الشهداء في صفوف الفدائيين.
20 يونيو: تمكن الفدائيون من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين.
21 يونيو: ثوار الجبهة القومية يتوجون كفاحهم البطولي ضد الاستعمار الأجنبي وعملائه في إمارة الضالع بالسيطرة على عاصمتها ومعهم آلاف المواطنين الذين دخلوها في مسيرة حافلة يتقدمهم علي احمد ناصر عنتر.
12 أغسطس: الجبهة القومية تسيطر على مشيخة المفلحي بعد أن زحفت عليها بمظاهرة كبيرة شارك فيها أبناء القرى والمناطق المحيطة بالمشيخة، وتوالى بعد ذلك سقوط السلطنات والمشيخات بيد الجبهة.
28 سبتمبر: تأسيس إذاعة المكلا التي انطلقت باسم “صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل”.
5 نوفمبر: قيادة الجيش الاتحادي في جنوب الوطن المحتل تعلن وقوفها إلى جانب الثورة ودعمها للجبهة القومية، بعد أن باتت غالبية المناطق تحت سيطرتها.
14 نوفمبر: وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) يعلن أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال لجنوب الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967 وليس في 9 يناير 1968، كما كان مخططاً له سابقاً.
21 نوفمبر: بدأت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من جنوب الوطن. وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون.
26 نوفمبر: بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن، ومغادرة الحاكم البريطاني هامفريتر يفليان.
29 نوفمبر: جلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن.
30 نوفمبر: إعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، بعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم.
30 نوفمبر: صدر في عدن قرار القيادة العامة للجبهة القومية، بتعيين قحطان محمد الشعبي، أمين عام الجبهة، رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة سنتين.