مش غلط .. المطالبة بالكهرباء الحكومية

09:00 2024/09/25

في ذكرى الثورة المجيدة  تمنى   أبناء تعز الثورة والنضال  و هم  يحتفلون بأعياد الوطن ، و  يوقدون  الشعلة ، أن يعيشوا  أجواء نشوة الإنجاز  للثورة اليمنية حقيقة لا مجازًا  .. فيسعدوا  بإضاءة  تعز ريفها و حضرها  بالكهرباء الحكومية ، لتستولي عليهم  لحظة  الزهو  بانجازات فارقة في مجال الخدمات العامة  و الأنسنة .

و نحن إذ نحتفل بأم الثورات   و نوقد شعلتها المباركة ، كنا  نتمنى أن يتسلل  الضوء إلى منازلنا  و غرفنا المظلمة ، و ينجلي سواد الليل  الذي خيّم على المدينة وشوارعها  و أزقتها بسبب الغياب القسري  للكهرباء الحكومية طيلة  سنوات  الحرب والحصار.

فمن المعيب أن ترتفع  أصوات المواطنين الشرفاء للمطالبة بها ، ونحن على أعتاب القرن الواحد و العشرين .

نصف قرن و 12 عاماً  يفصلنا  عن العهد البائد ،  و أمنياتنا جميعًا أن تصدق الحكومة  في وعودها وتفي بالتزاماتها ،  لتبدد  سوء ظننا  و سواد أيامنا  و عتمة  ليالينا، لنشعر  بالفارق الكبير  بين زمن القطرنة و زمن العولمة.

 حقبة فاصلة بين زمنين لهي  كفيلة أن تجعل من  تعز سيدة المدن دبي الثانية ، لا  أن نستدعي فصول تلك الليالي العابسات ونعيش في ظلامها  الدامس .. زمن القمقم و السراج المغزوز  .  

لقد عمد الإماميون الجدد من رموز الفساد في  السلطة المحلية  والسلطة المركزية إلى استهداف  ممنهج  لكرامة الانسان التعزي ، و لمنجزات الثورة  ، وضرب أهدافها ، وسلب  بريقها  الوطني ،  تماهياّّ مع أجندة السلالة  في مشهد مستفز ، فأصبحنا محاصرين من مليشيا الداخل والخارج ، التي  سعت   إلى تكدير معيشة وحياة   أبناء هذه المحافظة الصامدة ،  و إعادتهم  ستة عقود  وأكثر  إلى الوراء ، فقذفت  بهم  إلى نفق  العصور الظلامية  ، وزمن الكهف و الكهنوت ،  وحكمت  عليهم  بالعقاب الجماعي  لتحرمهم  من  حقوقهم ، ومن  كافة الخدمات الأساسية  وفي مقدمتها كهرباء الدولة  ، التي  تحدثت عنها كثيرا ، و أرتفعت أصوات الشرفاء للمطالبة المستمرة  بعودة   الكهرباء الحكومية في هذه  المدينة أسوة بالمحافظات المحررة .

 في  ذات  المسار، نجد إن تلك الجهود الحقوقية و المطلبية  قد   تصدّت لها  أسماك قرش كبيرة  ،  فغلبت مصلحتها الشخصية على المصلحة العامة  لتثخن رصيدها البنكي بالمليارات ، فوقفت دون خجل  ضد مصفوفة   تطبيع الحياة  وعودة الكهرباء الحكومية  كمطلب شعبي عاجل  ، و التي لن يطول غيابها إذا وجدت الإدارة و الإرادة . 

  ختامًا .. على الوعي الجمعي أن يدرك أن الكهرباء حقنا كلنا  و حق كل مواطن وأقول له : "مش غلط أنك  تطالب بالكهرباء الحكومية ، الغلط إنك تجلس  في الغدر طول العشية".