مش غلط .. المطالبة بالكهرباء الحكومية
في ذكرى الثورة المجيدة تمنى أبناء تعز الثورة والنضال و هم يحتفلون بأعياد الوطن ، و يوقدون الشعلة ، أن يعيشوا أجواء نشوة الإنجاز للثورة اليمنية حقيقة لا مجازًا .. فيسعدوا بإضاءة تعز ريفها و حضرها بالكهرباء الحكومية ، لتستولي عليهم لحظة الزهو بانجازات فارقة في مجال الخدمات العامة و الأنسنة .
و نحن إذ نحتفل بأم الثورات و نوقد شعلتها المباركة ، كنا نتمنى أن يتسلل الضوء إلى منازلنا و غرفنا المظلمة ، و ينجلي سواد الليل الذي خيّم على المدينة وشوارعها و أزقتها بسبب الغياب القسري للكهرباء الحكومية طيلة سنوات الحرب والحصار.
فمن المعيب أن ترتفع أصوات المواطنين الشرفاء للمطالبة بها ، ونحن على أعتاب القرن الواحد و العشرين .
نصف قرن و 12 عاماً يفصلنا عن العهد البائد ، و أمنياتنا جميعًا أن تصدق الحكومة في وعودها وتفي بالتزاماتها ، لتبدد سوء ظننا و سواد أيامنا و عتمة ليالينا، لنشعر بالفارق الكبير بين زمن القطرنة و زمن العولمة.
حقبة فاصلة بين زمنين لهي كفيلة أن تجعل من تعز سيدة المدن دبي الثانية ، لا أن نستدعي فصول تلك الليالي العابسات ونعيش في ظلامها الدامس .. زمن القمقم و السراج المغزوز .
لقد عمد الإماميون الجدد من رموز الفساد في السلطة المحلية والسلطة المركزية إلى استهداف ممنهج لكرامة الانسان التعزي ، و لمنجزات الثورة ، وضرب أهدافها ، وسلب بريقها الوطني ، تماهياّّ مع أجندة السلالة في مشهد مستفز ، فأصبحنا محاصرين من مليشيا الداخل والخارج ، التي سعت إلى تكدير معيشة وحياة أبناء هذه المحافظة الصامدة ، و إعادتهم ستة عقود وأكثر إلى الوراء ، فقذفت بهم إلى نفق العصور الظلامية ، وزمن الكهف و الكهنوت ، وحكمت عليهم بالعقاب الجماعي لتحرمهم من حقوقهم ، ومن كافة الخدمات الأساسية وفي مقدمتها كهرباء الدولة ، التي تحدثت عنها كثيرا ، و أرتفعت أصوات الشرفاء للمطالبة المستمرة بعودة الكهرباء الحكومية في هذه المدينة أسوة بالمحافظات المحررة .
في ذات المسار، نجد إن تلك الجهود الحقوقية و المطلبية قد تصدّت لها أسماك قرش كبيرة ، فغلبت مصلحتها الشخصية على المصلحة العامة لتثخن رصيدها البنكي بالمليارات ، فوقفت دون خجل ضد مصفوفة تطبيع الحياة وعودة الكهرباء الحكومية كمطلب شعبي عاجل ، و التي لن يطول غيابها إذا وجدت الإدارة و الإرادة .
ختامًا .. على الوعي الجمعي أن يدرك أن الكهرباء حقنا كلنا و حق كل مواطن وأقول له : "مش غلط أنك تطالب بالكهرباء الحكومية ، الغلط إنك تجلس في الغدر طول العشية".