شمسان و انتهاك حقوق الانسان
يبدو أن محافظ محافظ تعز نبيل شمسان يأبى أن يختم فترة ولايته كرئيس للجنة الأمنية، رئيس السلطة المحلية بالمحافظة إلا بمنجز استراتيجي فاق التوقعات ، ليقص الشريط إيذاناً بضرب القيم المدنية و مصفوفة النضال السلمي وتكميم الأفواه و انتهاك الحقوق والحريات العامة، الاعتقالات التعسفية التي طالت قيادة وأعضاء ملتقى تجار تعز تؤكد ذلك المسلك ، لينافس المليشيا في سياسة تكميم الأفواه وانتهاك حقوق الإنسان "وما فيش أحد أحسن من أحد"..
فملتقى تجار تعز هو كيان مستقل ليس تابعاً للغرفة التجارية ، و قد حصل على تصريح مزاولة النشاط بطريقة قانونية من مكتب الشؤون الإجتماعية والعمل في العام الماضي..
فإذا كان مدير عام مكتب الشؤون الإجتماعية والعمل بالمحافظة منحهم الترخيص بالمخالفة للقانون ، فيجب إقالته و إحالته لنيابة الأموال العامة..
و إذا افترضنا جدلاً صحة ما زعمه مكتب الشؤون الإجتماعية حول تجديد التصريح كإجراءات ادارية ، والتي يجب أن تستمد من القانون و تسير وفقاً للأطر الادارية المعروفة، و ليس بالاستقواء بالسلطة الأمنية و بالقوة العسكرية عبر المداهمات والإعتقالات التعسفية ، و عبر تحريك جهاز الأمن السياسي و الأطقم العسكرية ، كما أوضح ذلك شهود عيان..
فماذا أبقى مكتب الشؤون الإجتماعية والعمل للأجهزة القمعية و البوليسية؟
لا أدري لماذا لم يظهر ذلك العذر القبيح والمبرر الأجوف إلا بعد أن دعا ملتقى التجار أعضاءه للإضراب للمطالبة بالحقوق والخدمات ، و احتجاجاً على انهيار العملة الوطنية وجميعنا متضررون من ذلك.
فمهما بلغ الأمر و كان الخلاف إدارياً فله قنواته المتعارف عليها ، فلم نشهد في تاريخ تعز و تاريخ اليمن قديماً وحديثاً أن يتم مداهمة و اعتقال ناشطين مدنيين واقتيادهم لسجون الأمن السياسي تحت ذرائع واهية وكأنهم تجار حشيش و مخدرات وخلايا نائمة.. حتى الأحكام القضائية في جرائم جسيمة لا تنفذ بتلك الكيفية ، فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟.
ختاماً .. لا يمكن لنا كإعلاميين و حقوقيين وناشطين نؤمن بمبادئ حقوق الإنسان ونحن نصفق للجلاد ونقف بصف منتهكي حقوق الإنسان، لأنه ببساطة سيتكرر ذلك السلوك معي و معكم ومع الجميع ..
وعندها تكون الكارثة !!.