ثورة 26 سبتمبر .. تحوُّل جذري وانعكاسات مستمرة
ثورة 26 سبتمبر 1962 كانت نقطة تحوُّل حاسمة في تاريخ اليمن، حيث أطاحت بالنظام الإمامي السلالي الذي حكم البلاد لقرون، وأعلنت قيام الجمهورية العربية اليمنية..
ثورة 26 سبتمبر، رغم أنها حدثت قبل عقود إلا أن آثارها لا تزال تتردد في شبه الجزيرة العربية والعالم العربي ليومنا هذا.
كان النظام الإمامي المستبد يتميز بالطابع الديني والسلطة المطلقة للإمام مما أدى إلى تهميش وتجهيل الطبقات الاجتماعية الأخرى وقمع الحريات لذلك ازدادت تطلعات الشعب اليمني إلى الحرية والمساواة والتطور، خاصة مع تزايد الاتصال بالعالم الخارجي وانتشار الأفكار القومية.
ولا يجب ان نغفل تأثير الأيديولوجيا القومية العربية التي تبناها جمال عبد الناصر وما لها من دور هام في تشجيع الثورة ودعمها.
لذلك قام مجموعة من الضباط الأحرار بقيادة المشير عبد الله السلال بانقلاب عسكري على الإمام محمد البدر وأعلنت قيام الجمهورية.
وبعد نجاح الثورة اندلعت حرب أهلية طويلة بين الجمهوريين المدعومين من مصر والملكيين المدعومين من السعودية، استمرت حتى عام 1970 مما تسبب بحرب أهلية استدعت تدخل دول المنطقة والقوى الدولية، مما زاد من تعقيد الأوضاع في اليمن.
أدت الثورة إلى تغيير جذري في النظام السياسي في اليمن، وانتقال السلطة من الأيادي الإمامية الآثمة إلى الجمهوريين، وللأسف خلفت الحرب الأهلية دماراً واسعاً في البنية التحتية والاقتصاد اليمني، وتسببت بخسائر فادحة في الأرواح.
ولا يخفى على أحد أن التدخلات الخارجية أدت إلى تقسيم اليمن وتعميق الصراعات الداخلية، لا سيما تأثير الثورة على التوازنات السياسية في المنطقة، وزادت من التنافس بين الدول العربية.
ختامًا..
إن ثورة 26 سبتمبر كانت نقطة تحوُّل في تاريخ اليمن ومن الضروري فهم أسباب هذه الثورة وآثارها لمعالجة التحديات الحالية وبناء مستقبل أفضل للشعب اليمني بعيدًا عن النظام الإمامي الكهنوتي الرجعي الذي تحاول عصابة الحوثي استرجاعه بالرغم من مرور 62 عامًا على قيام الثورة المجيدة.