فبراير الأسود !
عاد فبراير الأسود ليعيد لليمنيين ذكرى فشلهم في الحفاظ على وطنهم ومكتسباته ومقدراته وثرواته.
و في حين تسعى شعوب الدول للحفاظ على استقرارهم وأمنهم وسيادتهم وكرامتهم، سعى الشعب اليمني دون إدراك منه بخطورة الوضع، إلى هدم كل ما تم بناؤه خلال ثلاثة عقود من التنمية والازدهار والبنية التحتية، وتحويله لركام تقتات منه الأحزاب التي استغلتهم بدايةً من هذا الشهر المشؤوم من عام ٢٠١١ إلى يومنا هذا. وللأسف، فإن المضحك المبكي انه ما زال هناك إلى يومنا هذا من يتشدق بنجاح الثورة التي قامت على اساس الهدم لا البناء.
ولليوم ومنذ نكبة فبراير المريرة لا يزال الشعب يدفع الثمن، شعب أصبح يعيش على هامش البشرية لا حياة تستحق العيش، ولا حاضر يذكر، ولا مستقبل يُعوّل عليه. وخلال أربعة عشر عامًا وأكثر لم يستطع أحد من الذي استغلوا الشباب باسم الثورة أن يملأ فراغ الدولة التي فرط بها الشعب بسبب قلة وعيهم وعدم إدراكهم للمخطط الذي يحاك ضدهم وضد الوطن من قِبل عملاء الدفع المسبق الذين تسابقوا للهروب والتقافز من السفينة وتركوها ومن عليها للغرق في غياهب بحور الظلم والظلام والفقر والمرض.
هل ما زالت عقولكم فارغه يا شعب اليمن؟،
هل ما زلتم تتأملون خيرًا بمن تخلّوا عن الوطن وباعوه برخص الثمن، ولم يستطيعوا الحفاظ عليه، وقد كانت بأياديهم مؤسسات الدولة بكامل عدتها وعتادها وخزائنها التي أفرغوها عن بكرة أبيها ليأمنوا بها مستقبل أبنائهم تاركينكم لمصيركم المحتوم؟
.. هل تتوقعون منهم أن يستعيدوا وطنًا لم يستطيعوا الحفاظ عليه، ويتركون حياة الرفاهية التي اعتادوها؟.
لا تتوقعوا ممن امتهن مهنة التسول باسمكم أن ينزع لباس التسول ويحمل سلاحه للدفاع عنكم، فمصيركم اليوم بأيديكم إما أن تقوموا بثورة ضد الظلم والفساد كما قمتم بها ضد التقدم والازدهار، وإما ان تقبلوا حياة الذل والمهانه وتورثوها لأبنائكم من بعدكم.