دروس مستفادة من خطاب السفير الصالح

12:18 2024/08/05

قلما نسمع أو نقرأ خطابات فيها من معاني الأصول والأخلاق والمروءة في هذا الزمن . 

فقد تابعنا كلمة السفير أحمد علي عبد الله صالح الذي قدم فيها الكثير من الثناء والشكر ، لمن تعاون وشارك في شطب ورفع اسمه وإسم والده الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح .

وكأي شخص طبيعي عاش وسط أسرة محافظة على قيم التربية والأخلاق ورد الجميل ، ومن منطلق من لا يشكر الناس لا يشكر الله قدم هذا الخطاب التاريخي.

وقد تعلمنا من معلمينا الأفاضل أن التحليل للمعلومات يأتي بعد قراءة المعلومة ثلاث مرات ، لقراءة ما بين السطور ، وليس القشور .

وفي بادئ الأمر وبعيداً عن الظروف المرحلية التي تمر بها اليمن ، فإن السفير أحمد قدم في خطابه هذا نموذجاً يمنياً أصيلاً ، يعرف قدر الرجال ، وينشر الفضيلة ، والأخلاق الحميدة ، والقيم التي تكاد أن تندثر وسط كومة من التخوينات والمؤامرات والمصالح .

ولعل المطلع على كلمة السفير الصالح يعرف أنه تم كتابتها بعناية وسياسة حكيمة نابعة من موروث سياسي ليس بالقليل .

ففي خطابه قدم معلومات هامة حول قضيته ومن تعاون معه في حلها ، ووضع النقاط على الحروف ، سواء بالإسم والصفة أو بالكيان من الذين ساهموا بإخلاص على رفع العقوبات في المحافل الدولية خلال السنوات الماضية حتى لا يتم تأويل الأحاديث واختلاق القصص الكاذبة .

وهذا دليل على حكمة وحنكة الكلمة الأولى له بعد عودة الحقوق الى أصحابها ، ليعلم الجميع من معه ومن ضده .

كما لم ينسَ بلده الثاني دولة الإمارات العربية الشقيقة التي فتحت له ذراعيها دون اعتراض أو امتعاض او منة ، وهذا ديدن العظماء . فإكرام الكريم من شيم الرجال. 

وبتعبير دقيق فإن السفير أحمد علي عبد الله صالح في هذه المرحلة مد يده بالسلام والأمان ليطوي صفحة ماضية كانت قاسية . لكنه دفنها بشهامة الفرسان والأبطال ، لينتقل الى مرحلة جديدة يزرع فيها التعايش والسلام بين ربوع الوطن المشتت .

فليس عليه أن يشهر سيفه ويسلط لسانه على هذا وذاك ويعادي الشرق والغرب كما يراه البعض أو كان يتمنى .

فهذا ليس من المنطق ولا من الحكمة ولا من السياسة  ولا من أخلاق من ترعرع في أسرة الشهيد علي عبد الله صالح الذي ملأ اليمن أماناً .