جمعة رجب .. ذكرى حصد الشتات وضياع الدولة
على الرغم من مرور 14 عامًا على جريمة القرن ، لا يزال اليمنيون يحصدون آثار التفجير الإرهابي الذي استهدف قيادات الدولة العليا والنظام السياسي، وعلى رأسهم الرئيس علي عبدالله صالح، اثناء صلاة الجمعة في مسجد "النهدين" داخل دار الرئاسة بالسبعين.
مرَّت السنوات تباعًا، وها هو الشعب اليمني اليوم يحصد الشتات والوجع على أمنه واستقراره وضياع دولته بينما انقلابيو الربيع العربي يجنون الثراء والعيش الرغيد ثمن خيانة وطنهم والتآمر على دولتهم مع قوى إقليمية ودولية تعمدت إسقاط النظام، وتفكيك أركان الدولة اليمنية بكل ما انجزت من تطورات على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي في عهد كان يعرف قائده ببشير الخير الزعيم القائد الشهيد علي عبد الله صالح.
ما حدث في جمعة رجب جريمة
مكتملة الأركان أتت وبشكل ممنهج على دولة النظام والقانون لتحل الفوضى، وتسلم المليشيات قيادة الدولة عبثت كيفما شاءت بمقدرات الشعب اليمني، وأدخلته حربًا طاحنة، وحوّلت اليمن بنظامه الجمهوري إلى حديقة يرتعي فيها قطعان إيران والقاعدة والإخوان .
يدرك الجمبع أن شركاء الانقلاب على النظام من «الربيع العربي » هم وحدهم من توجه إليهم أصابع الاتهام في ارتكاب أبشع جريمة ببيت من بيوت الله في الشهر الحرام. وإذا كنا نحتفى بجمعة رجب باعتبارها مناسبة دخول اليمنيين إلى الإسلام أفواجًا، إلا أن قوى الشر بإرهابها حوّلتها إلى ذكرى أليمة وجهت حقدها صوب الزعيم علي عبد الله صالح وكبار المسؤولين، وهم بين يدي ربهم يؤدون صلاة الجمعة في جريمة لم تشهدها البشرية ومسعى خبيث صوب الانقلاب الدموي وجر البلد إلى الاقتتال والحرب الأهلية حينها أدرك الزعيم حجم المؤامرة، وأصدر توجيهاته بعدم الانقياد إلى الحرب حينما طمأن شعبه وهو يقول "إذا أنتم بخير فأنا بخير".
جمعة رحب كلَّفت اليمنيين الكثير، وتداعياتها مستمرة باستمرار، تحالفت العصابات في اغتيال حاضر اليمن ومستقبله بعد أن غاب القائد القادر عن قيادة المعركة بحنكة واقتدار لاستعادة الدولة .
استشهد الزعيم مدافعًا عن النظام الجمهوري معلنًا انتفاضة "لا حوثي بعد اليوم" ، وبقي من جاءت بهم الصدفة الى السلطة عاجزين غير قادرين على لملمة الجراح، وحلحلة الملفات المتراكمة، والانتقال بالبلد من فشل الى فشل وواقع حال كل يمني يقول "ما لها إلا علي رحمة الله عليه".