الحقيقة كلمة مرة .. حتى لا تعيق الإجراءات الأمنية الحج إلى تعز

تحولت الإجراءات الأمنية لسلطة تعز إلى أدوات عقابية ، وتغيرت معها الصورة المتخيلة عن المدينة الحالمة التي تغير اسمها فيما يبدو الى مدينة للخلايا النائمة بنظر القائمين بدون تأهيل ..

تعز مهوي أفئدة ابناء اليمن وصمودها في وجه المشاريع الصغيرة زاد من مكانتها ، ما جعل مواطني المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي يحجون إلى المدينة العاصمة لليمنين .

تعز، اليوم، قبلة يحج إليها الناس من كل مناطق اليمن..
أنا كمواطن أجد في ذلك إضافة تسعدني ، وتؤكد حقيقة جلية أن تعز رأس حربة في المشروع الوطني ، كما هي نافذة لليمن إلى العالم ، هي اليوم قبلة يحج اليها.

خلال الآونة الأخيرة كثرت الشكاوى حول ما تسمى بالإجراءات الأمنية التي باتت سيفًا مسلطًا على الحريات العامة ، ما يترتب عليها من سمعة سيئة للعاصمة تعز ، لا تتوقف سواءً في المنشآت السياحية او الايوائية ، دون احترام للعوائل والاطفال .

حملات زوار الليل ينبغي أن تتوقف وتتحول إلى حراسات تأمين راقية لزوار المدينة العاصمة . فقد تكرر طرد العوائل مع أطفالها منتصف الليالي من المنشآت السياحية ليقضوا بقية الليل في الشارع او على سياراتهم.. امر معيب، وهذا بلاغ تلقيت نسخ متكررة من اكثر من صاحب منشأة .

وبدوري أنصح بإعادة النظر في مثل هكذا اجراءات ، وضرورة احترام العائلات، مع دعوتي لتيسير التنقل والمرور بإنسياب من المنفذ الشرقي للمدينة ليلًا ونهارًا دون عوائق امام حجاج تعز .
تامين تعز والحرص على بقائها عاصمة ومنارة للشرعية ، والمشروع الوطني هي في مخيلة الحجاج القادمين إليها نازحين،  وزائرين ، وليست حكرًا على من اعتلوا صهوة السلطة داخلها خلال الحصار فقط ، وعلى هؤلاء ألا يقتلوا بإجراءتهم الحلم في المخيلة المتشوقة الى الزيارة والحج .

جراء جموع الحج اليومي المتوافدة دون توقف ،
خُيل للمواطن العادي أن تعز ليست هي المحاصرة بقدر أن المناطق الخاضعة لسيطرة الإنقلاب هي المحاصرة .
 
قابلت مواطنين كثر قادمين للزيارة بالمصادفة سعدت اكثر عندما عبروا عن تنسماتهم لأجواء تعز بإعتزاز ورضا رغم ما يحدث من تجاوز على قلته .
وبالمقابل آخرون عبروا عن وجود حالة استقرار في مناطق سيطرة الحوثي رغم التازم الاقتصادي نتيجة عدم صرف الرواتب ،لكن فرحتهم بدخول تعز لم يخفوها .

ربما العينات ليست مقياسا لكن الحج اليومي لا يمكن اغفاله ، يعتبر استفتاءً شعبيا يصب في صالح الشرعية ،ولا يعتبر ضدها وعلينا ان نستوعب ذلك ونلزم السلطة الحاكمة بالقبول بذلك ، وقبلها عدم الالتفات لفزاعات تجار الحرب ومسعريها .
فعلى سلطة الأمر الواقع ألا تفسد على الناس حجهم إلى معشوقتهم تعز .

اجعلوا منها مركز اشعاع تنويري فكري وثقافي وحقوقي ، ولا تجعلوها سجونًا وغرف تحقيق.