اختبارات الثانوية تكشف هشاشة الإدارة التربوية

07:52 2024/06/30

لم يتوقف فشل العملية التعليمية في حدود مناطق سيطرة المليشيات الحوثية ،وحسب، وإنما تعدى إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية التى توغل فيها وأصابها بالضعف والفساد والتردي والتراجع والاخفاق حتى وصلت إلى مرحلة الإفلاس التربوي والهلاك التعليمي، الذي دمّر العملية التعليمية، وأصاب منتسبيها بالضعف والإحباط ...

فقد فشلت الإدارة التربوية في توفير متطلبات العملية التعليمية من مدرسين مؤهلين متخصصين وكتب مدرسية بطباعة فنية ومناهج علمية ومواد ومواضيع مناسبة ومعامل ووسائل تعليمية،
وفشلت القيادة التربوية العليا في تعيين مدراء العموم والإدارات العامة ومدراء ورؤساء فروعها وأقسامها المختلفة، حيث اسندت مهام الإدارة لأصحاب المؤهلات الأساسية والثانوية وما يعادلها من المؤهلات المماثلة، والذين لا يمتلكون الخبرة والكفاءة والمهارة التعليمية، ولا يجيدون الإدارة والقيادة التربوية.

وفشلت في تحديد فترة العام الدراسي لطلاب الشهادة الثانوية العامة، حيث مددت العام الدراسي لما يقارب من ثلاثة أشهر إضافية بدون دوام ولا تدريس ولا مراجعة حتى اصيب الطلاب والطالبات بالملل والنسيان وعدم القدرة على المذاكرة ..

وبالرغم من كل هذا الفشل والتردي والانهيار التربوي والتعليمي المرعب، تحاول الإدارات التربوية أن تغطي فشلها وضعفها وهشاشتها بعمليات الترهيب والترعيب والتخويف واستعراض القوة والعضلات المصاحبة لعملية إختبار الشهادة الثانوية العامة من بداية اول أيام الاختبارات وبداية مرور الطلاب والطالبات بحواجز التفتيش المتعددة والمتكررة حتى وصولهم إلى قاعات الاختبارات التي تتحول أغلبها إلى قاعات أشباح مخيفة تمتلئ بأصوات تهديد ووعيد المراقبين المتغطرسين والمراقبات المتوحشات الذين يحولون القاعات الأختبارية الى ميادين عسكرية ويحرمون الطلاب والطالبات من الأجواء الاختباربة الهادئة والمناسبة والملائمة التى تمكنهم من التركيز والاجابة على الاسئلة بكل هدوء وإمكانية .

ولذلك، فإننا نتمنى ممن تبقي من القيادات التربوية المؤهلة أن ترشد العديد من مدراء المدارس والمراقبين والمراقبات الذين يستغلون الاختبارات للتحكم وابراز العضلات وإذلال الطلاب والطالبات، وان توجههم الى توفير الأجواء الأختبارية المناسبة، ومراعاة ظروفهم وحالتهم النفسية خاصة طلاب وطالبات مدينة تعز المحاصرة الذين يواجهون الموت، ويتحدون الحصار، ويتحملون تضاعف المعاناة طيلة أيام السنة.