Image

التأثير المحلي والإقليمي لتزايد التواجد الإيراني في مناطق الحوثيين ..

كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء، عن معلومات تؤكد بأن العناصر الإيرانية باتت تتحكم بمفاصل الحكم بالكامل في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الارهابية "وكلاءها في اليمن".
وأكدت بأن العناصر الإيرانية الموزعة بين قوات الحرس الثوري ممثلة بوحدات من فيلق القدس، وعناصر من الاستخبارات الايرانية، وخبراء في رسم الاستراتيجيات والتخطيط، وفي مجالات التصنيع الحربي، وصناعة المتفجرات، باتوا هم المتحكمون بالمرافق وأجهزة الحوثيين العسكرية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب الانشطة الدينية والفكرية.

إيران كلاعب إقليمي من اليمن
ووفقًا للمصادر، فقد بدأت ايران مؤخرًا بتنفيذ سياستها وأجندتها إقليميًا انطلاقًا من  مناطق مليشيات الحوثي في اليمن، وبدت كلاعب إقليمي رئيسي تمارس العديد من الأنشطة التي تخدم مصالحها الإرهابية.
وباعتبارها الداعم الرئيسي والأساسي للحوثيين بشتى المجالات خاصة العسكرية، استحوذت العناصر الإيرانية على جميع مفاصل الحكم في مناطق الحوثيين الذين مكنوها من ذلك وسهّلوا لها ترسيخ وجودها العسكري قبل السياسي في مناطق سيطرتهم، بهدف ممارسة أجندتها ضد السعودية ونفوذها في اليمن والمنطقة.

ثلاثة اتجاهات إيرانية
ووفقًا للمصادر المطلعة، فإن التواجد الايراني في مناطق الحوثيين اتخذ ثلاثة اتجاهات رئيسية، الأول: تمثل في تضخيم حجم النفوذ الإيراني في مناطق الحوثيين الذين يعتبرون وكلاءها في المنطقة، وهو ما عززه الأنشطة الايرانية الأخيرة ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر والمنطقة.
الثاني: يتمثل بحجم الدعم الاقتصادي والعسكري خاصة في مجال الصواريخ والمسيّرات والتكنولوجيا العسكرية الحديثة التي يتم تهريبها للحوثيين وقواتها في اليمن، إلى جانب تمويل انشطتها من عمليات تجارة المخدرات والممنوعات وغيرها من التجارة الغير مشروعة خاصة غسيل الأموال.
والاتجاه الثالث: يتعلق بالعلاقة العقائدية التي تحاول مليشيات الحوثي الترويج لها في مناطق سيطرتها وفرضها على السكان هناك، وهذا الاتجاه يعد الاخطر على مستقبل اليمن والمنطقة بشكل عام.
و إلى جانب تلك الاتجاهات، عملت الحكومة الشرعية والتحالف العربي  ، وبدون قصد منهما على تدعيم التواجد الايراني في مناطق الحوثيين من خلال سياسة عدم الحزم ومكاشفة الحقائق بشأن حجم ما يشكله التدخل الايراني خاصة في مجال تهريب الاسلحة، والعمل على حشد المجتمع الإقليمي والدولي لمساعدتهما في مواجهة ذلك باعتباره أكبر خطر يهدد أمنهما القومي.


ووفقًا للمصادر، فقد زاد التقارب الايراني مع السعودية من تمكين الإيرانيين للعب دور أكبر في المساحة الجغرافية الخاضعة لسيطرة الحوثيين باليمن، والبدء في تنفيذ سياسة السيطرة على الممرات المائية ذات الأهمية الاقتصادية والتجارية في المنطقة وعلى رأسها "باب المندب".
وشهدت الأشهر التي تلت هدنة 2022 في اليمن وإيقاف عمليات التحالف العربي العسكري، وكذا الاتفاق السعودي – الإيراني الذي رعته الصين في مارس 2023، عمليات ترتيب واسعة لأجندة ايران في اليمن وعلى رأسها العسكرية والاقتصادية والفكرية، وعززت من تحركاتها العسكرية ذات الطبيعة الاستراتيجية في المنطقة، فضلًا عن زيادة استحواذ النفوذ الإيراني على مناطق الحوثيين، ومكّنها من فرض رؤيتها بكل ما يتعلق بالوضع في اليمن بما فيها مفاوضات السلام بين الاطراف اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة.

من شركاء إلى وكلاء 
لقد تحوّلت مليشيات الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الدولة في 2014، من طرف شريك يتلقى الدعم من ايران، إلى وكيل حصري لتنفيذ تجندتها وترسيخ تواجدها في قلب العالم العربي، وجوار المناطق المقدسة ومنابع النفط والغاز في المملكة العربية السعودية والخليج.
ومن خلال الدور الايراني البارز الذي ظهر خلال الأشهر الماضية إلى السطح وتكشف من خلال تصريحات العديد من المسؤولين البارزين في ايران واقرارهم بدعم ومساندة الحوثيين بكل الطرق والوسائل خاصة الدعم العسكري.
وصولًا إلى ما يجري من مفاوضات سرية بين السعودية والحوثيين في مسقط، وما تم الاتفاق عليه بين طهران والرياض بهذا الخصوص، ينتظر اليمنيون جولة مفاوضات تم رسم ملامحها بين السعودية وايران برعاية وتنسيق من الوسطاء العمانيين، بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية.
ومن خلال تلك المقاربة يتضح لنا حجم دور ايران في اليمن انطلاقًا من مناطق وكلائها الحوثيين، وتأثيره على المستوى المحلي لليمن، والاقليمي والعالم، والذي تجسد منذ نوفمبر 2023 بالهجمات التي تشنها العناصر الحوثية بأسلحة ايرانية على سفن النقل والملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن ومحيطهما المائي.

تحذيرات لا مدى لها
وفي هذا السياق يطلق مراقبون للشأن اليمني، العديد من التحذيرات من تزايد النفوذ الايراني واستحواذه على مناطق سيطرة مليشيات الحوثي في اليمن، بما يشكله من خطر على اليمنيين أنفسهم، والذين تلقوا أصنافًا منه خلال السنوات العشر الماضية، وخطرها الإقليمي، خاصة وأنها تتخذ من دعاية العداء لأمريكا وإسرائيل واجهة لتحقيق أهدافها الخبيثة في المنطقة.
ومن التحذيرات أيضًا، المساعي الايرانية لتغيير معادلة قمع الشعوب وتغيير افكارهم ومعتقداتهم الدينية لصالح فكرها الطائفي، وهو ما بدأ واضحا من ممارسة وكلائها مليشيات الحوثي بحق اليمنيين وعلى راسها تقديس ما يسمى بخرافة "يوم الولاية" او (يوم الغدير) إلى جانب ممارسة العديد من الشعائر الدينية الايرانية.
وإلى جانب التحذير من تغيير معادلة الشعوب، فإن خطر ايران يكمن ايضا في سعيها لإيجاد بديل سياسي قادر على تغيير المعادلة لصالح مشروعها المعتمد على النظرية الخمينية المبنية ابراز سلطة الولي على حساب السلطة المركزية للدولة، أي تقوية الفرع على حساب مركز السلطة، وهو النظام المتبع في ايران وتمارسه مليشيات حزب الله في لبنان، وتسعى فصائلها لتكريسه في العراق.
وحذر المراقبون، من تراجع زخم التحركات العربية والاقليمية والدولية لمنع مساعي ايران لفرض سيطرتها على باب المندب والبحر الأحمر والذي كان احد اهداف التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم اليمن، منع وصول ايران إلى باب المندب، فيما بات هذا الهدف متراجعا رغم بدء وكلائها وعناصرها في تهديد الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر.