الحوثي يثير غضب الشارع بنصف الراتب
لا يكاد يمر يوم إلا وتزداد حالة الاحتقان الشعبي ضد مليشيا الكهنوت في مختلف المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها، مع محاولة المليشيا في أن تتلافى حالات السخط والاحتقان تلك بإلهاء المجتمع قدر الإمكان وصرف أنظاره إلى قضايا استهلاكية لم تعد تستدعي اهتمام أحد.
الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها عصابة الإرهاب في موضوع صرف نصف الراتب، أثارت حنقًا كبيرًا لدى الشارع، لا سيما الموظفين الذين وجدوا أنفسهم بمئات الآلاف قد أصبحوا ضمن الخانة (ج)، وتم إسقاط أسمائهم من كشوفات الصرف الشهري لنصف الراتب. بحسب التربوي عارف المنزلي فإن خطوة كهذه من المفترض أن تدك عرش الكهنوت من جذوره وتهيج انتفاضة شعبية واسعة ضد مليشيا الحوثي.
وأضاف المنزلي لـ"المنتصف نت"، أن عشرات الآلاف من التربويين فوجئوا بإسقاط أسمائهم من كشوفات الصرف عمدا وعدوانا، ودون وضع أدنى اعتبار من قبل مليشيا الكهنوت لما عاشوه طيلة السنوات السابقة من حرمان وصل بهم حد العظم، لتأتي حكومة تلك المليشيا وبكل بجاحة وخسة تعلن لهم أنها لن تستطيع استيعابهم ضمن الآلية.
وتابع: "للأسف أن الحكومة التي يقترض بها أن تكون شرعية هي الأخرى غارقة في الفساد و لم تقدم نموذجًا محترمًا في شيء، بل وكأنها تتنافس مع الحوثي من منهما سيكون هو الأسوأ، وكل ذلك على حساب الشعب نفسه، والذي تشرذم وتمزق بفعل الربيع العبري والمؤامرة التي أطاحت بالدولة في اليمن، وتهنا في التمزق والتشرذم وغياب الهوية الوطنية الجامعة حتى أصبحنا شمالا وجنوبا مرتهنين لنفس المشروع التدميري للوطن".
واختتم المنزلي حديثه لـ" المنتصف" بالقول: "يبدو أن تلك الجريمة الحوثية بحق الموظفين ستكون هي المسمار الأخير لنعشها الذي صنعته بنفسها، والتعويل الحقيقي هو على الشعب نفسه وليس على أي طرف من الأطراف المزايدة التي تتاجر بمعاناة الناس لتتربح وتتزايد مصلحتها الخاصة. وعلى الحوثي أن يعرف أنه مهما استعد عسكريًا وزاد من ترسانة أسلحته سيؤتى من حيث لا يحتسب، لأن تجبره وطغيانه قد بلغ حدًا ليس له بعده إلا الانهيار والتهاوي".
يؤيده التربوي عصام المرهبي في كون مليشيا الحوثي أقدمت على جريمتها الأخيرة في تقسيم الموظفين إلى ثلاث فئات، فئة تتسلم راتبها كاملًا وهم الوزراء وطواقمهم وموظفو الوزارات ذات الدخل، بالإضافة إلى المشرفين وعناصر الجماعة، وفئة تتسلم نصف راتب شهريا وهي الفئة (ب)، وفئة الموظفين المستضعفين (ج) الذين هم الغالبية الساحقة ولن يحصلوا إلا على نصف مرتب كل ثلاثة أشهر.
وأكد المرهبي لـ" المنتصف نت"، أنه لن يقتصر الأمر على التربويين فقط، حيث ما زال منتسبو الأمن والجيش ينتظرون نفس المصير، وسيكونون هم الجهة الأكثر خشية بالنسبة لمليشيا الحوثي التي لا تريد استفزازهم حاليًا، لكن القرار سيتم تنفيذه عاجلًا أو آجلًا.
وأضاف: "إذا وقف الجميع في وجه هذه الجريمة الحوثية بحق الموظفين، فإن المليشيا ستتراجع رغمًا عن أنفها وتسلم للناس مستحقاتهم كاملة دون انتقاص، وعلى الناس أنفسهم أن يعوا أن المليشيا لو لم تكن في حالة ضعف لما كان لها أن تتعهد بصرف نصف الراتب، لكن عندما وجدتهم متخاذلين تراجعت وتلاعبت وعبثت من جديد، وذلك لأنها باختصار عصابة لا تعرف إلا كيف تسلب وتسرق وآخر ما يمكن أن تفكر به هو أن تتعامل بمنطق الدولة".
ويختتم المرهبي حديثه للمنتصف نت بالقول: "قريبًا سيتم التوقيع على وقف الحرب في غزة، وستجد عصابة الحوثي نفسها أمام مطالب الناس التي لا يمكن التغاضي عنها بعد الآن، وسيأتي اليوم الذي ينتفض فيه الشارع في الداخل ويصرخون في وجهها كفى مزايدة".