مستشفى خليفة تستغيث للارتقاء بخدماتها الصحية ولمواجهة الضغط الشديد
- الدكتور/ مازن حمود: توسعت الخدمات وزاد عدد القادمين للمستشفى وما زلنا نعمل بموازنة ٢٠١٢م
- اعتماد المستشفى كهيئة وتوفير الكادر الطبي ودعم الكهرباء هي أبرز مطالبنا
مستشفى خليفة العام الكائن في مدينة التربة "عاصمة الحجرية" تكتسب أهمية استراتيجية كونها تقع في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، و أصبحت اليوم محطة عبور بين مدينتي تعز وعدن وتستقبل يوميا عشرات بل مئات الحالات المرضية في مختلف التخصصات والأقسام .
هذه الأهمية وما تقدمه المستشفى من خدمات في ظل موازنة ضئيلة جدا و"ثابتة لم تتحرك" منذ ٢٠١٢م، حري بأن يجعلها تتصدر اهتمامات قيادة الدولة والحكومة ووزارة الصحةوالسلطة المحلية، وأن تنال ما تستحقه من دعم في اعتمادها كهيئة مستشفى، و اعتماد الموازنات الكافية والحوافز المالية للموظفين، وتوظيف الكوادر والاستشاريين الاخصائيين في التخصصات المختلفة، ودعم المستشفى بكميات الوقود اللازمة للطاقة الكهربائية.
هذا وغيره أبرز ما تناولناه في لقائنا الصحفي مع الدكتور/ مازن حمود قائد "استشاري جراحة عامة" مدير عام مستشفى خليفة العام بمدينة التربة.
نود أن تحدثنا عن نشأة مستشفى خليفة ؟
يجيب الدكتور / مازن حمد مدير عام مستشفى خليفة العام بالقول: "تم افتتاح مستشفى خليفة في عام ١٩٨٩م بتمويل من دولة قطر الشقيقة التي موّلت إنشاء المبنى. ومنذ افتتاح المستشفى، استمرت بتقديم خدماتها الصحية في مختلف التخصصات المتوفرة حينها".
- شهدت المستشفى توسعا في خدماتها ما أهم هذه الاستحداثات ؟
- خلال العامين الماضيين شهد المستشفى توسعا في خدماته وبما يواكب زيادة عدد الحالات القادمة إليها، حيث تم افتتاح عدد من المراكز والأقسام، منها مركز الغسيل الكلوي، و الذي كانت قدرته الاستيعابية عشرة أسرّة، وسيتم قريبًا افتتاح التوسعة لتصل قدرته الاستيعابية إلى (٢٠) سريرًا مع جميع المرفقات.
كما تم افتتاح مركز الطوارئي التوليدية، ومركز الطوارئ للجراحي وبحكم أن المنطقة الكائن فيها مستشفى خليفة منطقة تربط بين محافظة تعز ومحافظتي عدن ولحج، وتمثل مركز العبور الوحيد من و الى مدينة تعز. ونتيجة لتضاريس المنطقة التي تؤدي إلى وقوع الكثير من الحوادث المرورية وما ينتج عنها من إصابات وضحايا، فقد حرصنا على فتح مركز طوارئ الجرحى لاستقبال ومعالجة المصابين في الحوادث المرورية. كما تم استحداث مركز العناية القلبية والتنفسية مزود بأحدث الأجهزة الطبية اللازمة وبطاقة استيعابية (١٣) سريرا. كما يوجد مركز الاسهالات الحادة والذي تم استحداثه عام ٢٠٢٣م بهدف معالجة الاسهالات الحادة والكوليرا ويتم التعامل مع جميع الحالات الوبائية .
هذه هي أهم المراكز التي تم استحداثها، ولكن توجد في المستشفى من سابق كافة الخدمات الصحية كأقسام الباطنية والجراحة والعظام والأنف والحنجرة وأطفال.
-كيف يتم التعامل مع الحالات المرضية المستعصية ( كأمراض القلب والأورام وغيرها )؟
- الخدمات النوعية كجراحة المخ والأعصاب وجراحة القلب والأوعية الدموية، والاورام وغيرها، يتم التعامل مع هذه الحالات بإجراء الفحوصات والاسعافات الأولية ومن ثم نقوم بتحويلها ونقلها عبر سيارات المستشفى إلى هيئة مستشفى الثورة العام بتعز، أو إلى المستشفيات المختصة الأخرى.
- هذه الأهمية للمستشفى التي تزتاد يومًا عن يوم، هل لكم جهود لإعلانها كهيئة مستشفى عام؟
- منذ حوالي أربع سنوات، تم إعلان مستشفى خليفة كمستشفى عام، وحاليًا نسعى وبدعم من قيادة الوزارة والسلطة المحلية لإعلان مستشفى خليفة كهيئة مستشفى، ونحن ننتظر مناقشة هذا الأمر من قبل مجلس الوزراء لاعتماد المستشفى كهيئة مستشفى عام .خصوصا وأن المستشفى ملتزمة بالمعايير التي يمكنها من الحصول على قرار اعتمادها كهيئة. وما هذه الاستحداثات التي شهدتها المستشفى إلا خطوات على طريق اعتمادها كهيئة مستشفى.
- ماهي المعايير التي مكنت المستشفى من الحصول على شهادة شكر من منظمة الصحة العالمية وقيادة الوزارة ؟
-المستشفى يطبق نظام الجودة في الخدمات الطبية والصحية منذ٢٠٢٠م، ونظرًا لحرص المستشفى على الارتقاء بخدماتها الصحية فقد حصلنا ومن بين كافة المستشفيات في المناطق المحررة على شهادة شكر من منظمة الصحة العالمية ومن وزارة الصحة العامة والسكان رغم شحة الإمكانيات والظروف التي تمر بها بلادنا. ولكن من خلال حرصنا وجهودنا بالامكانيات المتاحة والمتوفرة لدينا عملنا بكل إخلاص لتحسين وتطوير الخدمات الصحية، الأمر الذي جعلنا نحظى بهذا التكريم.
- ما مقدار الطاقة الاستيعابية للمستشفى؟، وكم عدد الطاقم الطبي في مستشفى خليفة ؟
- تبلغ الطاقة الاستيعابية للمستشفى (٢٣٠) سرير.
ويصل عدد الطاقم الطبي (٣٢٠) موظفًا، ما بين طبيب وفني وممرضين وإداريين وغيرهم، منهم (٨٠) موظف رسمي والبقية ما بين متطوع ومتعاقد .
- ماهي أبرز الإشكاليات والصعوبات التي تواجهكم؟
-ابرزالإشكاليات تتمثل بأن معظم الأطباء لا يحصلون على رواتب أو حوافز لأن المستشفى حكومي والرسوم رمزية وقليلة جدًا، ولا تكفي لدفع رواتب وحوافز للأطباء . نحن بدرجة أساسية نعاني من نقص الكادر الطبي وبوجود الكادر ممكن نعمل حتى في خيمة، لكن وان توفرت كل الخدمات والكادر غير متوفر فستكون الخدمة فاشلة .
- أين تكمن المشكلة إذً،ا هل بنقص الموازنة ام بعدم استقرار الكوادر الطبية ؟
-المشكلة تكمن أن موقع المستشفى في منطقة طاردة للكوادر الطبية، وللأسف أن أبناء المنطقة يتواجدون في المناطق والمدن الأخرى ولا يرغبون بالعمل في المستشفى، وأغلب الكوادر العاملة في مستشفى خليفة هم من خارج المنطقة، أي أن أغلب الكوادر الاخصائية الموجودة في المستشفى هم من أبناء عدن، مثلًا اخصائي العظام ,والأنف والحنجرة والباطنية وغيرها. المنطقة طاردة للكوادر لأنه لا توجد حوافز مالية على عكس المدن الأخرى فبإمكان الطبيب أن يحسن من دخله من خلال العمل في مستشفيات أو عيادات أخرى، ولكن لا يمكن أن تعمل لك مصدر دخل اضافي في مدينة كالتربة لأنها تمثل سوقًا للقرى والتجمعات السكانية في الأرياف وينتهي نشاط المدينة بعد الظهر من كل يوم حيث يعود الناس لقراهم.
- ماذا بالنسبة عن الموازنة التشغيلية للمستشفى ؟
-لا نستطيع أن نسميها موازنة تشغيلية فهي ضئيلة جدا والمبلغ المعتمد للمستشفى ما زال هو المبلغ الذي تم اعتماده للمستشفى عام ٢٠١٢م ايام ما كان اسعار الصرف منخفض جدا عما هو عليه اليوم، وبالامكان مقارنة اسعار السلع بين عام ٢٠١٢م واليوم في عام ٢٠٢٥م .
- من المعروف أن نتائج الحرب أثرت كثيرًا على ديموغرافية المنطقة، ما أثر ذلك على أداء مستشفى خليفة؟
- بالتأكيد أن ما بعد ٢٠١٥ م وكنتيجة حتمية لظروف الحرب فقد تغيرت ديموغرافية المنطقة. الآن أصبحت مدينة التربة مكتظة بالسكان من النازحين والمهمشين وأيضًا المعسكرات. بالإضافة إلى أنها أصبحت طريقًا وممرًا رئيسيًا من وإلى مدينة تعز والتي ترتبط بالعاصمة عدن، وهذا الأمر أدى بالتأكيد لزيادة الوافدين لتلقي العلاج في المستشفى، وكان لزامًا على إدارة المستشفى وكوادرها أن بواكبوا هذه المرحلة بالتوسع في زيادة خدمات المستشفى لمواجهة الضغط الشديد الذي تواجهه.
- كيف تمكنتم من تجاوز إشكاليات توفير الطاقة الكهربائية ؟
- الحقيقة، إن إشكاليات الكهرباء هي واحدة من أهم الإشكاليات كوننا نفتقر لكهرباء عمومية، وهذه من الصعوبات الأخرى التي نواجهها في مستشفى خليفة، وان كان لدينا بعض المولدات التي تحتاج إلى صيانة دورية لكن قيمة الوقود من الديزل والزيوت وغيرها يمثل إشكالية كبيرة في ظل شحة الإمكانيات المادية بالمستشفى. وإن كان هناك دعم فالدعم بسيط لا يتجاوز ربع الكمية التي نحتاجها .
- هل لكم أي تنسيق أو تعاون مع المنظمات المانحة ؟
- في الآونة الأخيرة ليس لدينا أي تنسيق مباشر وإنما يتم عبر مكتب التخطيط والتعاون الدولي ومكتب الصحة .. ونحن بدورنا نقدم الخطط والاحتياجات وهم من يحددوا الأولويات للدعم أو للمشاريع التي تحتاجها مختلف المرافق بالمحافظة.
و أصبح الدعم حاليًا يتركز لدعم مشاريع الاستدامة وليس مشاريع الإغاثة . وهذا يؤثر علينا في المجتمعات الريفية لكن إن شاء الله يتم تجاوز هذه الأمور
- ما أهم الحالات التي تفد إلى مستشفى خليفة خصوصًا وأنها في منطقة مجاورة لمديريات تنتشر فيها الوبائيات ؟
- نحن أكثر ما تصلنا للمستشفى حالات الوبائيات كالبلهارسيا وغيرها ولكن للأسف أن المواطنين لا يتعاونون في الحد من انتشار وباء البلهارسيا، مثلًا في الحفاظ على صحتهم (فالوقاية خير من العلاج) .. ينبغي أن يكون هناك تجاوب وتعاون مع الدور التثقيفي من قبل مكتب الصحة والسلطة المحلية ولكن للأسف لا يوجد التعاون والاستجابة لأعمال التوعية بل يتركون المريض على حالته أو أنهم يلجأون الى البقالة لشراء حبوب مهدئ، ولا يأتي المريض للمستشفى إلا في حالات متقدمة جدًا للإصابة بمرض الوبائيات .
واكثر ما نواجه حاليًا، حالات الإسهال الحاد الكوليرا، بالإضافة إلى حالات الإصابة بالملاريا رغم أن المنطقة غير حاملة لوباء الملاريا ولكن يصل إلينا مصابون من محافظتي لحج وعدن وحالتهم متقدمة جدًا.
- كلمة أخيرة تود قولها ؟
- نتقدم بخالص الشكر للفريق الصحفي الذي نتمنى أن يوصل رسالتنا هذه لكافة الجهات الرسمية والشعبية. عن أهمية مستشفى خليفة وموقعه الاستراتيجي في منطقة عبور لمدينة تعز والموقع المتوسط لمديريات ذات كثافة سكانية حسب تعداد ٢٠٠٤م، أنها تقدم خدماتها لأكثر من مليون وخمسمائة ألف نسمة، بالإضافة إلى مديريتي المقاطرة وطور الباحة لمحافظة لحج .
وندعو الجميع في الدولة والحكومة وقيادة وزارة الصحة والسلطة المحلية والمنظمات المانحة ورجال المال والاعمال الى تقديم مزيد من الدعم لمستشفى خليفة؛ نظرا لما لهذا المستشفى من أهمية بالغة في خدمة المرضى في مختلف التخصصات.