ذكرى تدمير اليمن وتحقيق أهداف انقلابيي" 11 فبراير" في إسقاط النظام

تحل الذكرى المشؤومة العاشرة لانقلاب مليشيات الحوثي على مؤسسات الدولة اليمنية، والتي أدت إلى حالة من الفوضى وانعدام الأمن في البلاد، والتي نقلت اليمن من حالة الامن والاستفرار المعيشي الى الفوضى، والمجاعة، وضياع الدولة في 21 سبتمبر/أيلول 2014م،

كان اليمنيون على موعد مع انقلاب مليشاوي يرفع شعارات زائفة في مواجهة فساد الدولة ظاهريًا، وفي باطنه مشروع سلالي يستهدف ادإعاد اليمن إلى حكم الإمامة، وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، إلى عهد التخلف، والجهل، والاستبداد . 

 اجتاحت المليشيات العاصمة صنعاء، وأشعلت الحرب في باقي محافظات البلاد.. الكل وقف متفرجّا لجحافل الحوثي، وهي تبسط على أجهزة الدولة، ومعسكراتها،  يعتقدون أنهم نجحوا في إسقاط النظام، ذلك الشعار الذي حمله المغرر بهم ممن يسمون انفسهم ب"ثوار فبراير "، حيت التقت الأحزاب بالتخلف، وحملوا معول هدم أركان الدولة. 

أسقطوا مؤسسات الحكومية، وبدأت مليشيات الحوثي في ارتكاب أعمال إرهابية ضد الفرقاء السياسيين الذين نأوا بأنفسهم مما يحاك في البلد، فكانت  المقرات الحزبية هدفًا للانقلابيين وقاداتها ملاحقون، وحاصرت منازل القادة، واعتقلت نشطاء سياسيين. كما صادرت وسائل الإعلام الخاصة والعامة، وفرضت سيطرتها السياسية بشكل استبدادي.

مليشيات الحوثي ارتكبت انتهاكات مروعة بحق الشعب اليمني، حَوَّلت البلاد إلى سجن كبير، حيث اعتقلت أكثر من 20 ألف شخص، وأنشأت أكثر من 600 سجن. 

وبسبب هذه الحرب الدموية، دخلت اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج ثلثي سكان البلاد - 21.6 مليون طفل، وامرأة ،ورجل - إلى مساعدات حيوية. 

ووصل عدد القتلى بسبب الحرب الحوثية إلى أكثر من 500 ألف شخص بشكل مباشر، وغير مباشر حتى نهاية العام 2023م.

تقرير حديث للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان في اليمن، كشف أن المليشيات الحوثية وثّقت 782 حالة استهداف للمدنيين، أسفرت عن سقوط 288 قتيلاً، و657 جريحاً. 

كما تم تفجير 161 لغمًا أرضيًا، أسفر عن سقوط 55 قتيلاً و124 جريحًا.

 في الفترة من أغسطس/آب 2022 إلى 31 يوليو/تموز 2023، وثّق التقرير أكثر من 2997 انتهاكًا، سقط فيها 3287 ضحية، بينهم العديد من النساء والأطفال. 

منذ عام 2016م حتى عام 2023م، سقط أكثر من 48 ألفًا و866 شخصًا ضحية لأكثر من 25 ألفًا، و511 انتهاكًا ارتكبتها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

تجددت مطالب المجتمع الدولي بوقف العنف والحروب في اليمن، وإيجاد حل سياسي للأزمة التي يعاني منها الشعب اليمني منذ تسع سنوات. وتُعد هذه الذكرى فرصة لإلقاء الضوء على المأساة الإنسانية التي يمر بها اليمن، والعمل على إنهاء الحرب التي أفسدت كل شىء في اليمن 

هنا، على الشرعية أن تصحوا من حال السبات العميق، وأن يكون لها الكلمة الفاصلة في مباحثات الرياض بالوساطة العمانية، بأن لا تقف متفرحة على الحوثي وهو يحصد المكاسب، ويكافىء على جرائمة، وحتى لا يقع اليمن مرة اخرى في فخ انقلاب جديد يدعمه الإقليم والمجتمع الدولي.