Image

انفراجة في ميناء رأس عيسى: البحارة يستعدون للمغادرة وسط مخاوف أمنية مستمرة

قالت مصادر بحرية ونقابية إن نحو 200 بحار على متن أكثر من 15 سفينة عالقة قبالة ميناء رأس عيسى اليمني بدأوا استعداداتهم لتفريغ الشحنات والمغادرة، بعد توصل مليشيا الحوثي الارهابية والولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وبحسب مسؤولين في قطاع الملاحة، لا تزال مستويات التهديد مرتفعة في البحر الأحمر، حيث يؤكد الحوثيون استمرار استهداف الأصول المرتبطة بإسرائيل، وهو ما يبقي المخاطر على حركة الشحن قائمة، رغم أن بعض السفن المتضررة سابقًا لا علاقة لها بإسرائيل.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الثلاثاء أن واشنطن ستوقف غاراتها الجوية ضد الحوثيين، بعد تعهد الجماعة بوقف استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر. 

وتسببت الغارات الجوية الأمريكية، التي استمرت لنحو شهرين، في أضرار كبيرة للحوثيين، كما أثرت سلبًا على الملاحة في ميناء رأس عيسى، أحد الممرات الحيوية للتجارة العالمية.

وأوضح الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF) أن عدداً من أفراد طواقم السفن أُصيبوا في محيط ضربات أمريكية، كما مُنعت سفينتان من الإبحار من قبل الحوثيين.

 وقال مسؤول حوثي لوكالة رويترز إن السفن يُفترض أن تتمكن الآن من دخول الميناء وتفريغ شحناتها دون معوقات.

وتُظهر بيانات منصة "مارين ترافيك" أن إحدى السفن، وهي ناقلة تحمل إمدادات من الغاز المسال، بدأت التحرك باتجاه الميناء صباح اليوم.

ورغم تراجع الخطر الناتج عن القصف الأمريكي، ما يزال البحارة قلقين من هجمات محتملة تنفذها إسرائيل ضد أهداف حوثية، خصوصاً بعد قصف طائرات إسرائيلية لميناء الحديدة الأسبوع الماضي، رداً على هجمات حوثية بطائرات مسيّرة.

وقال قبطان إحدى السفن العالقة لرويترز، طالبًا عدم كشف هويته، إن بعض السفن تنتظر منذ أسابيع لتفريغ شحناتها وتواجه صعوبات في مغادرة المنطقة.

ودعا ستيفن كوتون، الأمين العام لاتحاد عمال النقل، إلى توفير ممر آمن للبحارة، مؤكدًا أن "الطواقم تحتاج إلى أكثر من كلمات الدعم، إنها بحاجة إلى ضمانات للعودة الآمنة إلى أوطانها".

وشن الحوثيون منذ نوفمبر 2023 أكثر من 100 هجوم على سفن تمر عبر البحر الأحمر، دعمًا للفلسطينيين في غزة، ما أدى إلى إغراق سفينتين والاستيلاء على أخرى ومقتل أربعة بحارة. ولم تُسجل هجمات جديدة منذ يناير الماضي.

وفي ظل هذا الوضع، علّقت العديد من شركات الشحن عملياتها عبر البحر الأحمر. 

وقال لاسي كريستوفرسن، الرئيس التنفيذي لشركة "فالينيوس فيلهلمسن"، إن شركته لن تستأنف الإبحار في المنطقة ما لم يتم التأكد من سلامة الطواقم، مضيفًا: "لا توجد معلومات حتى الآن تشير إلى أن الوضع آمن".