غياب الوعي.. خطر يهدد مستقبل اليمن

12:12 2024/01/24

يُعرّف ماركس الوعي الاجتماعي بأنه مجموع الأفكار والنظريات والآراء والمشاعر الاجتماعية والعادات والتقاليد الموجودة بين الناس والتي تعكس واقعهم الموضوعي. إن الوعي الاجتماعي هو أحد ركائز تقدم وتطور أي مجتمع. بل إن له دوراً كبيراً ورئيساً  في استقرار المجتمع وتقدمه.

غياب الوعي المجتمعي لدى الشعب اليمني ساهم إلى حد كبير بانتشار الفساد وإطالة أمد الحرب، .

وعندما كان هناك وعي مجتمعي لدى الشعب اليمني، استطاع الشعب التخلص من حكم الإمامة في الشمال، والتحرر من الاحتلال البريطاني في الجنوب، وتحقيق الوحدة اليمنية. كل هذه الإنجازات تحققت بوجود الوعي المجتمعي ووجود القيادة الوطنية الحقيقية. رغم قلة الإمكانيات وصعوبة التواصل، إلا أن الإرادة والوعي كانا أقوى من هذه العوائق اليوم هناك سهولة في التواصل والاتصال ونشر الأفكار بين الناس.

لكن هناك نقص في الوعي المجتمعي وهناك استمرار للانقسام بين أبناء الشعب اليمني على أسس مناطقية وريفية ودينية وسياسية.

إن غياب الوعي المجتمعي لدى الشعب اليمني هو من منح المسؤولين الشجاعة للاستمرار في الفساد، والمسؤولين هم المستفيد الأول من غياب هذا الوعي لدى المجتمع اليمني، وربما هم من يساعدون على تكريس فجوة الانقسام بين أبناء الشعب. وبث الأفكار الهدامة في أوساط المجتمع

ولذلك، لا يمكن أن يتحرر اليمن من هذا الفساد إلا بوعي المجتمع ووعيه بحقيقة ما يجري على الأرض. وغياب الوعي الاجتماعي خطر يهدد مستقبل اليمن السياسي والثقافي، وهناك من يستغل حاجة الشعب اليمني ويجتهد في نشر الأفكار الهدامة سواء السياسية أو الأيديولوجية لإطالة أمد الأزمة اليمنية. الشعب في اليمن يحتاج إلى الوعي المجتمعي لينعم بالأمن والأمان والاستقرار.