Image

جراء تصعيد المليشيات الحوثية داخليًا.. موجات نزوح وقتلى وآثار مدمرة للألغام

واصلت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، تصعيدها العسكري في مناطق يمنية منذ بداية العام الجاري، مستغلةً الظروف المحيطة بعملية السلام التي تسعى لتحقيقها السعودية والمجتمع الدولي، نتج عنها آثار كبيرة على الواقع الداخلي في البلاد.
وشنَّت مليشيات الحوثي خلال الفترة القليلة الماضية، هجمات قتالية بالصواريخ والمسيّرات والمدفعية الثقيلة، في جبهات تعز المختلفة، وفي غرب وشمال غرب محافظة مأرب، وفي جبهات ثرة بين البيضاء وأبين وشمال الضالع، وكذا في جبهات شمال محافظة لحجة ، وجنوب محافظة الحديدة.
كما نفّذت عمليات قنص في مناطق عدة بمحافظة تعز، وفي شمال وغرب محافظة الضالع، ادت إلى مقتل 8 مدنيين بينهم اطفال ونساء، وخلّفت إصابات عديدة، بينها أصابات أدت إلى إعاقة دائمة، وفقًا لمصادر عسكرية وأخرى طبية.

حالة نزوح كبيرة
وفي هذا الإطار، كشفت إحصائية رسمية صادرة عن وحدة النازحين في اليمن، بأن التصعيد الحوثي الأخير تسبب بنزوح ما يقارب 14 ألف شخص خلال ستة أشهر من العام الجاري 2023م.
وأشارت إلى أن الهجمات التي تشنّها مليشيات الحوثي على المدنيين في عدد من المحافظات وعلى راسها تعز والحديدة، تسببت بموجة جديدة من النزوح في أوساط المديين شملت 2571 أِسرة، تتألف من 13879 فردًا، خلال الفترة من ابريل إلى سبتمبر الماضي.
وأوضحت، بأن حالات النزوح كانت في محافظة الحديدة التي احتلت المرتبة الأولى بنسبة 34 بالمائة، تلتها محافظة تعز بنسبة 23.9 بالمائة ومحافظة مأرب بنسبة 12 بالمائة، فيما توزعت النسب الباقية على محافظات إب، وأبين، وريمة، وصنعاء.

مقتل حوثيين 
كما لم تَسلَم ميليشيات الحوثي من جراء ذلك التصعيد، فقد أقرت مؤخرًا بمقتل 19 من قادتها البارزين في عمليات قتالية مع القوات الحكومية في جبهات عدة.
وصَعَّدت المليشيات مؤخرًا وتيرة هجماتها في عددٍ من الجبهات، وسط إعلانات متكررة لقوات الجيش بالتصدي لتلك الهجمات.

حصاد الألغام
يأتي ذلك، في الوقت الذي تواصل فيه ألغام الحوثيين، حصد مزيد من الضحايا المدنيين في عدد من المحافظات، حيث سَجَّلت خلال الربع الاول من العام الجاري سقوط 121 ضحية مدنية جراء انفجار الألغام الحوثية، فيما ارتفعت الحصيلة، وفقا لتقارير دولية إلى 9 الآلاف ضحية منذ اندلاع الحرب الحوثية.
وفي هذا الصدد، وجَّهت وزارة الدفاع الحكومية إتهامًا لمليشيات الحوثي بأنها حوَّلت اليمن إلى أكبر حقل موبوء بالألغام، وزرعت المدن والطرقات والمزارع والمدارس والأحياء السكنية في تحدٍ واضح للقانون الدولي والإنساني.
و دعت الجانب الدولي، إلى "استمرار الجهود الإنسانية ودعم البرنامج الوطني لنزع الألغام الذي يضطلع بجهود كبيرة في نزع وتطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية بكميات كبيرة وبطرق عشوائية ومموهة".
وأكدت، بأن حجم الألغام والكميات المهولة من الألغام تتطلب تعاوناً وتدخلاً كبيراً لنزعها، فضلّا عن أهمية "الدور الكبير الذي يقوم به المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" من خلال انتزاع مئات الآلاف من الألغام".
وأشارت إلى أن "اليمن باتت حالياً من أكثر البلدان الملوثة بالألغام منذ الحرب العالمية الأولى".