Image

ثورة 14 أكتوبر في مواجهة التزوير الحوثي .. التأكيد على أهمية التمسك بمبادئ الثورة للحفاظ على الهوية اليمنية.

ثورة 14 أكتوبر في مواجهة التزوير الحوثي ..
التأكيد على أهمية التمسك بمبادئ الثورة للحفاظ على الهوية اليمنية.
التمسك بالبناء الثوري الراسخ لردع محاولة إعادة التاريخ إلى الوراء


يقف اليمنيون اليوم على عتبة تاريخية فارقة في مواجهة عودة الاستبداد الإمامي الذي تخلصوا منه في ثورة 26 سبتمبر من العام 1962م، ورسخوا أفكاره بتجسيد واحدية الثورة باندلاع ثورة 14 أكتوبر من العام 1963م، في جنوب الوطن، ضد المستعمر الأجنبي، وحققوا أهداف ثورتهم اليمنية في تحقيق الوحدة عام 1990م.
ويرى العديد من المراقبين للشأن اليمني في ظل احتفائهم بذكرى ثورة 14 اكتوبر الـ 60، أن ما سعت اليه مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، في شنّ حروبها ضد اليمنيين شمالًا وجنوبًا منذ انقلابها على الدولة في 2014م، هي محاولة للعودة إلى ما قبل ثورة سبتمبر.

محاولة لتزوير الهوية والإرادة 
وأشاروا إلى أن استمرار حرب الحوثيين ضد اليمنيين للعام التاسع على التوالي، تذكر اليمنيين الأوائل بالظروف التي عاشتها اليمن في منتصف القرن الماضي، كما تُعدُ محاولة بشعة من تلك الجماعة الدخيلة على اليمنيين، لتزوير إرادة اليمنيين وهويتهم التاريخية بالتمسك بالوحدة الوطنية، ورفض التفريخ للبلاد بكيانات ذات أهداف فئوية مناطقية وطائفية. 
وعملاً بذات النهج الاستعماري القديم للبريطانيين، يراد إعادة النزعات الاستقلالية في كل محافظة على حدة من خلال إعطائها حكمًا ذاتيًا وفصلها عن محيطها إداريًا وعسكريًا بإحلال ميلشيات ودعمها بمسميات وأهداف مناطقية، خدمة لأجندات خارجية تهدف للسيطرة والاستحواذ على الممرات والموانئ و الجزر الاستراتيجية التي تكتسب أهمية دولية.

بناء راسخ في وجه الحوثي
ويتحدث العديد من المراقبين بأن الثورة اليمنية المباركة وأهدافها الراسخة في نفوس كل يمني، تقف كالبناء الراسخ أمام تلك المحاولات الهشة ذات الأفكار والأهداف المفضوحة التي تخدم الخارج على حساب اليمنيين أنفسهم.
لقد وضع مناضلو الثورة الأحرار منذ انطلاقة شرارة ثورة سبتمبر وأكتوبر، وما قدموه من تضحيات سخية بالأرواح الطاهرة والدماء الزكية فداءً للوطن، وضعوا "اللبنة الأولى" التي مهّدت الطريق أمام التحرر من الإمامة في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب، وصولًا إلى الـ 30 من نوفمبر في العام 1967م، ومن بعدها تحقيق الوحدة، ويقفون جدارًا حاميًا أمام أي محاولة لإعادة التاريخ إلى الوراء.
وها هم الأبناء والأحفاد وبإسناد، وهم يحتفون بذكرى ثورتهم المباركة سبتمبر واكتوبر، يواصلون السير بخطى ثورية ثابتة على نهج أجدادهم المناضلين والثوار، حاملين على عاتقهم مسؤولية حماية ثورة الـ 26 من سبتمبر عام 1962م، التي نجحت في الخلاص والانعتاق من النظام الإمامي الكهنوتي، وثورة الـ 14 من أكتوبر التي قادت للتحرير والاستقلال من الاستعمار البريطاني، والتصدي لكل ما تواجههما تلك الثورتين من تحديات عقب انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا في العام 2014م، من خلال إحياء مبادئ الثورة والاحتفاء بها دون خوف في جميع مناطق اليمن شمالًا وجنوبًا.

أيقونة النصر
وبدون شك، فان ثورة أكتوبر التحررية كانت ومازالت بالنسبة للمناضلين والثوار الأوائل، ومن بعدهم أبنائهم وأحفادهم، بمثابة أيقونة النصر والبطولة التي يتسلحون من خلالها بالإرادة والعزيمة الصلبة والفولاذية التي تحطمت أمامها أطماع النظام الإيراني وأدواته في المنطقة مليشيا الحوثي الانقلابية الطامحة وسط السراب لتنفيذ مشروعها التوسعي في اليمن والجزيرة العربية والخليج وابتلاع اليمن، دون مراعاة العواقب المدمرة لمغامراتها ورهاناتها الخاسرة على مستقبل اليمن واليمنيين تحديدا، وذلك كله في سبيل تنفيذ أوامر وإملاءات إيران.
ولهذا أضحت ثورة أكتوبر، رمزاً لشموخ وكبرياء وتحرر اليمنيين، ومحطة تاريخية ووطنية هامة ينبغي التوقف عندها كل عام لاستلهام العِبر والدروس البليغة في التضحية والفداء من أجل الوطن، ولا تقتصر تلك الدروس على البطولات التي سطرها الثوار الأحرار وإنما تمتد إلى التلاحم والاصطفاف الوطني والتفاف جماهير الشعب اليمني في جنوب الوطن وشماله من أجل تحقيق أهداف الثورة اليمنية المباركة التي يحاول ويحلم (الإماميون الجدد) مليشيا الحوثي الانقلاب عليها وإعادة عجلة الزمن مرة أخرى إلى الوراء وعصور الظلم والجهل والعبودية بأقبح أشكالها وصورها.

عظمة ومكانة الثورة
كما يجسّد حرص كافة أبناء اليمن بدون استثناء، على الاحتفاء كل عام بذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، وخصوصاً في السنوات الأخيرة منذ الانقلاب الحوثي، مدى عظمة ومكانة الثورة التحررية الأكتوبرية في أفئدة جميع أبناء الوطن، وانعكس ذلك جلياً من خلال إصرارهم على الاحتفال بثورة أكتوبر، رغم التعقيدات الراهنة المترتبة على انقلاب الحوثيين وآثاره السلبية على شتى مجالات وقطاعات الحياة الخدمية والمعيشية والاقتصادية، وما آل إليه الانقلاب الحوثي من مضاعفة المعاناة الإنسانية بين أوساط فئات وشرائح واسعة في المجتمع، وبالمجمل تسبب ذلك الانقلاب بتدمير ما كان قائماً من مقومات الدولة ومقدرات الحياة الأساسية، وإدخال البلد في نفق مظلم يحتاج للخروج منه والتعافي والمضي صوب صنع الغد المشرق والمأمول لعقود من الزمن.

الشعور بالعظمة
عند الاحتفال بذكرى ثورة 14 اكتوبر الـ60، وقبلها ذكرى ثورة 26 سبتمبر الـ 61، يشعر اليمنيون بأهمية الحفاظ على النضال الوطني من أجل الحرية والديمقراطية، وعظمة تضحيات آباءهم وأجدادهم من أجل المبادئ التي ناضلوا من أجلها.
لقد شَكَّل الارتباط الوثيق بين الثورتين "سبتمبر وأكتوبر"، شعورًا وحدويًا لدى جميع اليمنيين، وحثّهم على مواصلة النضال ضد مليشيات الحوثي; للحفاظ على منجزات الثورة واستمرار بناء اليمن الواحد، كما تجسّد فيهم ذلك الارتباط بين الثورتين الذي جسّده الآباء والأجداد في منتصف القرن الماضي.
لقد فجّرت ثورة 26 سبتمبر 1962م ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﻧﻀﺎﻟﻪ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، لتنشأ كيانات وطنية وتحررية مجسدة بالحركة الوطنية في جنوب الوطن التي قامت بثورة أكتوبر ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ، انطلقت منها ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺛﻮﺭﺓ 14 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ.

فشل وأد ثورة سبتمبر
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻓﺠّﺮﺕ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻹﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ لا يعني أهمية مشاركة ثوار الجنوب ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ في الشمال.
لقد كانت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻠﺜﻮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺿﺪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺈﺷﻬﺎﺭ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ يونيو 1944م، ﻭﺃﺻﺪﺭﻭﺍ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮﺍﺕ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃقضت ﻣﻀﺎﺟﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﺣﻴﺚ الإمامة الأولى ممثلة بالامام ﻳﺤﻴﻰ ﻭﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪﻩ وأد حركة التحرر التي قادت إلى ثورة 26 سبتمبر، من خلال ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﺇﺫ ﻗﺎﻡ ﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺇﺑﺮﻳﻞ 1946م ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻋﺪﻥ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ "ﺭﻳﺠﻨﺎﻟﺪ ﺷﺎﻣﺒﻴﻮﻥ" ﻃﺎﻟَﺐ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻋﺎﺩ ﺑﺨﻔﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺰ.
ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺎﻧﺪﺕ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ثورة 14 أكتوبر ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻓإن عدن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﺠﺄً ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﻌﻠﻮﺍ ﺛﻮﺭﺓ 14 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺳﺒﻖ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ شاركوا في الدفاع ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺗﺄﻳﻴﺪًﺍ ﻟﻬﺎ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ والثورة عقب محاولة الامامة استعادة سطوتها وحكمها الاستبدادي ضد اليمنيين، بتمويل ومساندة كبيرة من قوى الرجعية حينها.

أهمية ثورة أكتوبر
واليوم على الجميع ان يستحضروا الأهمية الاستراتيجية التي حققتها ثورة 14 اكتوبر في جنوب الوطن، خدمة للتاريخ والأجيال، تلك الثورة التي فجّرت أعتى زلزال في وجه الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، بعد إشراقة فجر ثورة الـ 26من سبتمبر عام 1962م، الثورة الأم لثورة 14 أكتوبر العظيمة التي يعتبرها المراقبون أهم حدث في تاريخ اليمن، ومن كبريات ثورة التحرير الوطني في العالم، وبقدرما أنجزت الاستقلال  للجنوب اليمني المحتل، بالقدر نفسه كان لها تأثيرها في تغيير موازين القوى في العالم.
واليوم نحن نعيش حالة من النضال الوطني الذي يُعدُ إمتدادًا لثورتيّ سبتمبر وأكتوبر، ضد الإمامة الجديدة ممثلةً بمليشيات الحوثي الإرهابية ذات الفكر الإيراني، وعلى الجميع ان يجسد تلاحمهم في مختلف المناطق للدفاع عن مبادئ الثورة اليمنية التي تحاول تلك الجماعة الإرهابية القادمة من كهوف التاريخ، طمسها بتمويل ودعم خارجي هو نفس الدعم الذي كان يجده الإماميون عقب ثورة 26 سبتمبر في عام 1962م.

بين الاستعمار والحوثي
إن وجه التشابه بين الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن، ومليشيات الحوثي حاليًا في شمال الوطن، هي الممارسات التي تطال الشعب اليمني، فقد مارَس الاستعمار ضد أبناء الجنوب اليمني طيلة فترة احتلاله سياسة التجهيل والتجويع والإذلال. أستخدم كل ما لديه من خبرات ودهاء في تمزيق جنوب اليمن إلى العديد من السلطنات والإمارات والمشيخات، وفي ظل غياب المنافع والخدمات العامة للمواطنين، فلا طرق ولا مستشفيات ولا مؤسسات ولا مدارس, بعض الإدارات المتبوعة للمستعمر لخدمته ولخدمة الجاليات الأجنبية الأخرى.
ولقد عمل الاستعمار على إقامة الفواصل والحدود بين المناطق وتعميق النعرات بين أوساط السكان، وبخاصة القبائل منهم، مستخدماً أسلوب (فرّق تسد) حتى يتمكن من السيطرة ونهب الثروات، والجثمان على أراضي جنوب اليمن إلى مالا نهاية.
والحوثيون اليوم يمارسون شتى أنواع الانتهاكات والبطش والقتل والتنكيل والتدمير والمصادرة للاراضي ونهب الاموال وكل ما هو ثمين، فضلًا عن وضع الحواجز وإغلاق الطرق وفرض الحصار على مناطق، وتدمير أخرى حاولت الوقوف في وجه بطشه الدموي، فلا اختلاف في النهج والاسلوب حيث ان الضحية الأول والاخير هو الشعب اليمني سابقًا وحاليًا.

الشعور بالزهو
وعلى اليمنيين اليوم التذكر بكل فخر انتصارات آبائهم وأجدادهم اليمنيين على المحتل البريطاني من خلال ثورته المجيدة التي انطلقت تباشيرها من جبال ردفان في الـ 14 من عام 1963م، بقيادة المناضل راجح قاسم لبوزة، والتي تُعدُ ذكرها الـ 60 فرحة ومفخرة وعزة وإباء لكل يمني.
إن الاحتفال بذكرى الثورة من كل عام تذكير بالمعاني النبيلة والعظيمة لهذه الثورة التي ينبغي أن تُخلّد وتبقى حية في نفوس وعقول الأجيال اليمنية; ليستمد منها أبناء اليمن الشعور بالزهو والعظمة كونها ترجمة فعلية لإرادة الشعب في الحرية والاستقلال .
واستناداً إلى ما حققته ثورة الـ14 من أكتوبر 1963م من إنجازات ومكاسب فقد أصبحت الثورة ذات قيمة وطنية، ذلك لأنها أعادت للإنسان اليمني كرامته وعزته.

مبادئ جسّدها الشهيد الزعيم
لقد جسّد الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، خلال حياته السياسية والعسكرية والمدنية وقيادته لليمن وحتى اخر لحظة في حياته، مبادئ الثورة اليمنية بكل معانيها، كيف لا وهو الذي ضحى بروحه وقدم دمه رخيصًا للحفاظ على تلك المبادئ في انتفاضته التي قادها ضد الإمامة الجديدة في أواخر العام 2017م، فيما بات يُعرف بانتفاضة ديسمبر المباركة.
كما جسّدها في إعلانه للوصايا العشر التي تُعدُ اليوم نبراسًا يضيء طريق الثوار الجدد ضد الإمامة الجديدة مجسّدة بمليشيات الحوثي الإرهابية، والتي يستمد منها أبناء اليمن الأحرار في مختلف المناطق اليمنية نهجمهم الثوري الجديد لاستعادة مؤسسات الدولية المنهوبة من قِبل تلك الجماعة الفاشية ذات الطبيعة الدموية والإرهابية والفكر الإيراني الدخيل على اليمن واليمنيين.