Image

الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لتأمين المياه الإقليمية اليمنية .. استمرار التحضيرات العسكرية لعملية برية واسعة لتحرير الحديدة وتأمين الملاحة الدولية

تتواصل الاستعدادات العسكرية الدولية والمحلية، لتنفيذ عملية عسكرية واسعة بهدف تحرير الساحل الغربي لليمن والممتد من جنوب الحديدة حتى ميدي في محافظة حجة، لتأمين الملاحة الدولية وطرق التجارة والطاقة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وفي هذا الاطار، أكد الممثل الاعلى للشؤون الخارجية والسياسة الامنية في الاتحاد الاوروبي، نائب رئيس المفوضية الاوروبية، جوزيب بوريل، دعم الاتحاد الاوروبي للحكومة اليمنية لتعزيز دورها في السيادة على مياهها الاقليمية، في مؤشر كبير لوجود استعدادات وتنسيق عسكري بين الاطراف الدولية لتنفيذ عملية عسكرية لتأمين المياه الاقليمية اليمنية في المنطقة.
جاء ذلك خلال لقاء عقده ، الأحد، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في العاصمة السعودية الرياض، حيث أشار الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، إلى ان اللقاء يمثل رسالة دعم قوية للجانب الحكومي اليمني على خلفية التعاطي الجاد مع جهود ومبادرات السلام.
وكان العليمي استعرض في اللقاء، مستجدات الاوضاع اليمنية، وانتهاكات المليشيات الحوثية الجسيمة لحقوق الانسان، وهجماتها الارهابية على المستويين الوطني والاقليمي، وتداعياتها على الاوضاع المعيشية والاقتصادية للشعب اليمني، وشعوب المنطقة، والسلم والأمن الدوليين.
واشار العليمي إلى صعوبة الوصول الى السلام المستدام في ظل عدم وجود شريك جاد يغلب مصالح الشعب اليمني على مصالح النظام الايراني، و تباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ اجراءات حازمة لتجفيف مصادر تمويل، وتسليح المليشيات، وتفكيك رؤيتها العنصرية القائمة على الحق الإلهي في حكم البشر، والتعبئة العدوانية ضد المجتمعات، والديانات والحقوق والكرامة الإنسانية.

لقاء عسكري سابق
وتأتي تصريحات المسؤول الأوروبي، بعد اسبوع من عقد لقاء عسكري مرئي بين وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، وقائد عملية أسبيدس فاسيليوس جريباريس، تم فيه مناقشة مستجدات الأوضاع في البحر الأحمر، والاجراءات المتبعة لحماية السفن التجارية من هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية.
حيث اكد الداعري، أن الحل الأنجع لتأمين البحر الأحمر وباب المندب وطرق الملاحة الدولية يكمن في دعم الحكومة والقوات المسلحة اليمنية لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، والقيام بدورها في تأمين هذا الممر الحيوي الهام.
سبق ذلك تصريحات صحفية للناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لويس ميغيل بوينو، اشار فيها إلى أن "هجمات الحوثيين عشوائية وكان لها تأثير سلبي على تكاليف نقل البضائع، بما في ذلك المساعدات الإنسانية لدول مثل السودان أو اليمن نفسه، عبر البحر، اذ رأينا زيادة تكاليف التأمين بنسبة 60% وانخفاض حركة الملاحة البحرية بنسبة 50%".
وأضاف "هناك حاجة إلى مواصلة هذه المهمة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي هذا الإطار سيستمر الاتحاد الأوروبي في القيام بواجبه".
وذكر أنه ومنذ إطلاقها في 19 فبراير، رافقت مهمة "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي 70 سفينة تجارية وصدت 11 هجوماً للحوثيين، كما تمت الموافقة على جميع طلبات الحماية من السفن التجارية التي تمر بهذا الممر الاستراتيجي.
وتشار في المهمة الاوروبية 23 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي بينما 4 دول أعضاء توفر سفنا حربية عسكرية، دفاعية بامتياز، حيث لم ولن تشن أي هجمات على الأراضي اليمنية وليست لها علاقة بمهمات أخرى في المنطقة.

تشكيل قوة ردع سريع اوروبية 
وعلى وقع تصاعد الأزمة الاقليمية في البحر الأحمر التي تسببت بها ايران ووكلاؤها في المنطقة خاصة اليمن، اعلن الاتحاد الاوروبي تشكيل قوة "الرد السريع" مخصصة لعمليات مثل إجلاء المواطنين من البلدان التي تشهد أزمات، يمكن أن تبصر النور العام المقبل.
وأيد رؤساء برلمانات دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الثلاثاء الماضي في إسبانيا فكرة إنشاء قوة رد سريع مشتركة في الاتحاد قوامها 5 آلاف جندي تهدف للاستجابة السريعة للأزمات الناشئة، وهو ما يعد أكثر المؤشرات العسكرية الاوروبية لوقوع معركة مرتقبة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب والتي تأثرت بها دول أوروبية وعالمية عدة.

تصعيد عسكري قادم
وكان وزير الخارجية اليمني الأسبق الدكتور أبوبكر القربي، أوضح على منصة "إكس"، بأن تواجد وانسحاب بعض السفن الحربية من البحر الأحمر وارتفاع وتيرة التسريبات المتناقضة قد تكون تمويهًا لتصعيد قادم يهدد ما اسماه توافقات الحل، تعد اشارة الى تصعيد امريكي غربي مرتقب لردع تصعيد المليشيات في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية.
من جانبه، ألمح القيادي الحوثي حسين العزي، إلى جماعته على علم بما تخطط له واشنطن من أعمال عدائية ضدها، وانهم يحملونها المسؤولية في حال اقدمت على حماقة ضد اليمن"، ما اعتبر من قبل مراقبين محليين، انها تصريحات تنم عن مخاوف كبيرة في أوساط قيادات الجماعة المدعومة ايرانيًا.

تصريحات روسية مفاجئة
وفي وقت سابق هذا الشهر، فجّرت وزارة الخارجية الروسية قنبلة مثيرة للجدل والقلق بشأن اليمن وتطورات الاحداث المتسارعة والمواجهات العسكرية المتواصلة بين تحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني، و"اسبيدس" الاوروبي وجماعة الحوثي في البحرين العربي والاحمر، ووجهة مسارها، وانها قد تنزلق الى حرب اقليمية وربما دولية في المنطقة برمتها.
ونقل عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، إن "الوضع في البحر الأحمر يستمر في التفاقم مع استمرار هجمات الحوثيين على سفن الشحن، والهجمات الأمريكية على الأراضي اليمنية"، متوقعًا انفراط دائرة المواجهات بين القوات الامريكية والبريطانية والاوروبية وجماعة الحوثي ليشمل دولًا اقليمية اكثر، تتقدمها ايران، ودول تكتل البريكس، التي تضم روسيا والصين والهند.

سلاح ايران يعجل بالمعركة 
وتوقع خبراء عسكريون، بأن استمرار تدفق السلاح الايراني المخالف لقرارات مجلس الامن الدولي إلى جماعة الحوثيين في اليمن، والذي كان آخرها وصول منظومة دفاع جوي متطورة من ايران الى الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر وتحت سيطرة الحوثيين غرب اليمن.
وأشاروا إلى ان انطلاق معركة عسكرية برية بمشاركة اطراف دولية باتت وشيكة وضرورية لحماية الملاحة الدولية في المنطقة والتي زادت الاسلحة الايرانية من استفحالها مؤخرًا، رغم استمرار الجهود الدولية للتهدئة واحلال السلام في اليمن، حيث قابلتها ايران بالتصعيد ما تسبب في إفشالها.
وفيما توقعت المصادر، ان تكون العملية العسكرية المرتقبة بمشاركة أمريكية – بريطانية فقط لتأمين الساحل الغربي لليمن لتأمين الملاحة في البحرين الاحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، فإن التحركات التي تجرها تلك الدول بالتنسيق مع الجانب اليمني تنبأ بانها ستكون واسعة وفي مختلف الجبهات، حيث تم نشر قوات يمنية في جبهات لحج والضالع وتعز والساحل الغربي، وشبوة ومأرب والبيضاء، في حين تم اعادة تموضع عدد من قطع القوات الدولية في البحر الأحمر.
وكانت مصادر عسكرية يمنية، أكدت تزويد ايران لوكلائها في اليمن "الحوثيين"، بنظام دفاع جوي يدعى "خرداد -3"، تم تهريب هذا السلاح الدفاعي إلى ساحل البحر الأحمر بالتزامن مع عملية حماس ضد اسرائيل في اكتوبر الماضي.
ووفقا للمصادر، فإن  نظام خرداد 3 هو  نسخة متطورة من  نظام الدفاع الجوي رعد الإيراني، الذي استخدمته ايران في أسقط طائرة امريكية America n  RQ-4 Global Hawk  في عام 2019 فوق مضيق هرمز، مشيرة إلى ان الحوثيين استخدموه في إسقاط ثلاث طائرات أمريكية مؤخرًا.