اين ذهبت الحشود الثورية والمظاهرات المليونية؟

11:15 2023/10/01

في زمن وجود الدولة وعهد النظام والجمهورية والحرية والديمقراطية والتنمية، كنا نشاهد العديد من الأحزاب السياسية والجماعات الدينية والمنظمات الجماهيرية والنقابات المهنية والعمالية تحشد الناس، وتدعوا للتظاهر وتمتلئ الشوارع والميادين والساحات، وتطالب السلطة بمطالب ثانوية، أو ترفض أجزاء من بعض القرارات، أو بعض الإجراءات الحكومية، ومنها على سبيل المثال.


خروج قواعد العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية إلي الشوارع ،وإعلان احتجاجها على الإصلاحات الاقتصادية التى كانت في أغلب حالاتها ترفع من الدعم الحكومي مبالغ ضئيلة لا تتجاوز المائة ريال على المشتقات النفطية والمواد الغذائية.
ومنها أيضاً إعلان بعض النقابات الإضراب الجزئي أو الكلي عن العمل وفي مقدمتها نقابة المعلمين التى كانت تعلن الإضرابات العامه، وتعطل العملية التعليمية، وتغلق المدارس الحكومية في مختلف أنحاء الجمهورية من أجل المطالبة بصرف العلاوات السنوية ..


ومنها أيضا خروج المسيرة الراجلة من مدينة تعز والسير مشياً على الاقدام أيام وليالي إلي العاصمة صنعاء; اعتراضاً على بقاء نظام الدولة الشرعي في السلطة للفترة الدستورية المتبقية له من فترة حكمه، والمطالبة بتعطيل العمل بالنظام والقانون والدستوى والاحتكام للفوضى والشوارع، وتنفيذ إجراءات تخريبية وكيدية وغير دستورية لتحقيق مصالح حزبية 
وغيرها من المظاهرات والمسيرات والاعتصامات التى كانت تتكرر بصورة دورية، بينما الآن أختفت كل تلك الانشطة والممارسات، وضاع كل الأقوياء والمفصعين والشحطات في عهد التغطرس والتخلف والاستبداد والتحديات، وزمن حكم المليشيات وتجار الدماء والعصابات، ولم يتجرا أحد منهم على انتقاد الظلم والفساد والتجبر والاستعباد أو المطالبة ببعض الحقوق والخدمات الأساسية، أو ممارسة أدنى درجات الديمقراطية والحرية حتى من مخابئهم خلف الجدران والأبواب المغلقة،
فكيف قبلوا العيش في هذا الوضع الماساوي القاتل الذي لا تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة المعيشية، وبدون أمن، ولا حرية، ولا كرامة، ولا سيادة، ولا خدمات عامة؟


وكيف قبلوا البقاء في أعمالهم الوظيفية طيلة هذه الأعوام الكارثية بدون علاوات، ولا تسويات، ولا حتى مرتبات اساسية؟
ولماذا استحى أصحاب المسيرات الراجله حتى من الخروج إلي شارع جمال، والمشي على الأقدام حتى ثلاث ساعات صباحية والمطالبة بحقٍ واحدٍ من حقوقهم الأساسية، أو بخدمة واحده كخدمة الكهرباء، أو الماء، أو غيرها من الخدمات المقطوعة والمعدومة؟


ولماذا لم يقوموا بنصب الخيام، وإشعال الساحات، ورفع الأصوات المعارضة للفساد، ورفع سطح المطالب، وشن الهجمات على المعسكرات،أم أن الخوف والذل والرعب والفزع والهلع قد أصابهم، وكشف حقيقتهم، ووضح مقدار هشاشتهم وانبطاحهم أمام من لا يعرف الحرية، ولا يعير أي إهتمام للقيم والمبادئ الجمهورية والديمقراطية والاجتماعية والإنسانية؟