الأول من مايو .. يوم ضنك عمال اليمن

قبل 4 ساعة و 42 دقيقة

ها هو الأول من مايو يحل على عمال اليمن وموظفي الدولة، وهم يعيشون حياة ضنكة، لا يحتفلون بالمناسبة بقدر ما يبحثون عن لقمة العيش التي اختطفتها مليشيا الحوثي من أفواههم في حرب قذرة قادتها على الدولة والشعب اليمني كافة.

لم يبقَ للعامل سوى الذكرى بأنه في يوم من الأيام كان مستقرًا في عمله لا يخشى على أولاده الجوع والفقر، أما اليوم فقد شرَّدته الحرب، ودفعته قسرًا إلى ترك منزله ومدينته ليتوقف به المطاف في خيمة وسط صحراء مأرب، ينتظر ما سوف تجود عليه المنظمات من مساعدات في الغذاء والدواء.

وأمام هذا الوضع المزري لا أحد ينظر إلى معاناة العمال، تخرج لنا وزارة الخدمة المدنية بإعلان أن الأول من مايو إجازة رسمية لموظفي الدولة، ولم تقل لنا أين هي الوظيفة!، وأين هو العمل حتى يأخذ منه قسطًا من الراحة، بعد أن أغلقت كافة مرافق الجهاز الإداري للدولة، واخيرًا بالمرافق التي لا تزال عاملة بموظفين بعدد أصابع اليد بينما جمد البقية ينتظرون مرتب آخر الشهر، والذي يصل اليهم بعد معاناة شديدة، تضطر بعض الجهات لتنفذ مظاهرات واحتجاجات حتى تتكرم وزارة المالية وتطلق المرتبات بمبالغ لا تغطي أبسط الاحتياجات، وبما يساوي قيمة كيس من القمح.

هنالك من جعلتهم الحرب يعيشون في نعيم، فمرتباتهم بالدولار، تصل إلى الملايين من الريالات شهريًا، وهم خارج الوطن لا يُقدمون شيئًا سوى استنزاف خزينة الدولة. تسلطوا على المال العام كغنية يتقاسمها كبار مسؤولي الدولة فيما بينهم، ومنحوا الموظف يوم إجازة وهو الأحوج لكل ساعة حتى يعمل ويوفر قوت يومه، ويبقى السؤال اين العمل ؟!.

ها هو عيد العمال يستقبله المعلم بالمدرسة، والاستاذ الجامعي بالجامعة، وهو معلن الإضراب عن العمل، وموظف الكهرباء والمياه، وغيرهم بلا مرتبات، وطوابير طويلة تنتظر مرور ثلاثة أشهر حتى تُصرف مرتباتهم من المكرمة السعودية، بعد ان وجدت  الحكومة أن وظيفتها شحت الراتب للموظفين، وأخذ نصيب الأسد بدلًا من تحريك العجلة الاقتصادية، وإستعادة تصدير النفط والغاز، ووضع حد لتهديدات الحوثي من ضرب موانئ التصدير في حضرموت وشبوة. وعليها أن تدرك ان العامل لم يكن يومًا متسول، ولن يقبل بهذا الوضع من الفساد والتهام مقدرات الدولة تحت اسم الحرب.