Image

خلال 4 عقود وما يقارب نصف قرن.. المؤتمر الشعبي العام حزب الوسطية والاعتدال والتسامح

تحل علينا الذكرى الحادية والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، وها نحن ذا نحتفل بهذا الحدث الهام والكبير في تاريخ العمل السياسي.

حيث تأسس حزب المؤتمر الشعبي العام في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1982، بعد ثورة 26 سبتمبر التي شهدت العديد من التغيرات والتحولات السياسية في اليمن.


يحتفي المؤتمر الشعبي العام بهذه الذكرى كتنظيم نابع جذوره من عقيدة الشعب، و أهداف ثورتيه السادس والعشرين من سبتمبر و الرابع عشر من أكتوبر، بعد 41 عامًا من الرؤية، و التحديات في صناعة مستقبل اليمن.. وعندما نتحدث عن ال24 من أغسطس من العام 1982م، إنما نتحدث عن تحول تاريخي للحياة السياسية في  اليمن.

ما يزيد عن أربعة عقود من الزمن، وما يقارب نصف قرن، ورغم العواصف التي حصلت، و التحديات التي واجهت هذا الحزب الكبير استطاع مؤسسه الزعيم علي عبدالله صالح أن يرسخ دعائم هذا الحزب. وأ ن يصنع رجالاً قادرون على تحمل مسؤولياتهم في شتى مناحي الحياة. لهذا ظل حزب المؤتمر الشعبي العام هو الأفضل ليس على المستوى المحلي، و إنما ايضًا على المستوى العربي والإقليم.

المؤتمر الشعبي العام ليس حزب شخص أو جماعة، و إنما هو حزب يمني النشأة والفكر والتوجه، ويعد أكبر الأحزاب في الساحة الوطنية. وكان قبل إعادة وحدة الوطن مظلة سياسية لكل القوى الوطنية في الساحة. 
وفي عهده تحقق للوطن والشعب منجزات عظيمة في شتى المجالات الوطنية والتنموية والخدمية تحت قيادة الحكيم فخامة القائد المؤسس الزعيم الشهيد/ علي عبدالله صالح - رحمه الله - وطيب ثراه.

إن المؤتمر أكبر من مجرد حزب، إنه عنوان كبير تنطوي في إطاره مجموعة واسعة من الإنتماءات والتكوينات الإجتماعية الأصيلة والخلفيات والخصوصيات المحلية.


لذلك عندما نتحدث عن المؤتمر الشعبي العام ومكانته وجمهوره العريض المتواجد في كل محافظة، وفي كل مديرية وفي كل عزلة وفي كل قرية وفي كل بيت يمني، فإننا نتحدث عن بُعد تاريخي وإجتماعي راسخ في الذاكرة اليمنية العريقة، كونه ليس حديثًا عن حزب سياسي معين فحسب، بل هو حديث عن حاضنه وقوة سياسية وإجتماعية وفكرية لكل اليمنيين. فضلاً عن كونه نموذجاً عن الوسطيه والإعتدال والتسامح والمبادئ والوضوح والشمول والمرونه، وفكر عريق وراق قل نظيره في المنطقة العربية، كونه ولد من رحم التربة اليمنية، ولم يكن فرعاً مستورداً من الخارج كما هو حال الكثير من التنظيمات.
وفي مقدمة تلك المنجزات منجز إعادة وحدة الوطن في ال22من مايو عام 1990م، والنهج الديمقراطي، والمشاركة الشعبية في الحكم والتبادل السلمي للسلطة. 

يُعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام أكبر حزب في اليمن، فقد استطاع الحفاظ على قوته وتأثيره، رغم المحن والصعاب التي واجهها. فقد عانى الحزب منذ اغتيال رئيسه الراحل الزعيم علي عبدالله صالح في ديسمبر عام 2017، إلا أنه استمر في التعبير عن   مبادئه ورؤيته السياسية

يستند حزب المؤتمر الشعبي العام إلى أيديولوجية الثورة اليمنية في عام 1962، و يتبنى ميثاق الإسلام الوسطي كمنهج أساسي لعمله. يضم الحزب تشكيلًا واسعًا من فئات وقوى المجتمع اليمني، وقد سيطر سياسيًّا على المشهد اليمني خلال العقود الماضية. فقد حقق الحزب الأغلبية في الانتخابات التشريعية، و شكل الحكومة بدعم من مختلف الأطياف في المجتمع،و استقطابه لشخصيات مستقلة.

إن المؤتمر الشعبي العام، كان وما زال التنظيم الأكثر فاعلية في التعاطي مع الإصلاحات الداخلية، و كانت مؤتمراته العامة الاعتيادية و الاستثنائية محطات مهمة استغلها في تطوير و تحديث مختلف انظمته و لوائحه التي تنظم علاقاته الداخلية بمختلف تكويناته القيادية. وكانت هذه الإصلاحات الجوهرية تستجيب للتحديات، و المعطيات الجديدة التي أكد من خلالها أنه قادر على ترجمة أهدافه و مبادئه، و إثبات وجوده و بصورة فاعلة. الأمر الذي جعله التنظيم السياسي المتميز عن غيره في البلاد العربية من نظرائه من الأحزاب الحاكمة التي تلاشت بفعل تداعيات ما يُسمى بالربيع العربي. وهي التداعيات التي استطاع المؤتمر تجاوزها تمامًا ،وأن يُحافظ على مكانته ودوره في الحياة اليمنية، و أن يمثل اليوم شريكًا فاعلًا، و اساسيًا في السير باتجاه المستقبل، و تحقيق المزيد من الأهداف و التطلعات.

إن التحديات التى يواجهها المؤتمر منذ أزمة العام 2011، جعلت المؤتمر قويًا متماسكًا بحاضنته الشعبية، و قواعده الوفية، وسيظل المؤتمر الشعبي العام في الحاضر والمستقبل هو الرائد و الأهم والأكبر في الساحة الوطنية على مستوى المحافظات والمديريات. وسيظل التنظيم الأكثر حضورًا شعبيًا بكل قوة و ثبات، و تماسك، و الأقرب إلى الناس، و الأكثر قدرة على التعاطي بمرونة مع كل التحديات والصعوبات التي استطاع أن يتجاوزها بشكل لم يتوقعه الكثيرون. و كل ذلك من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية وإلتزامه بقضايا الشعب وهمومه وتطلعاته، متمسكًا بقيم التسامح والوسطية والاعتدال والانفتاح بعيداً عن كل أشكال التعصب والمناطقية، وحريصاً على الوحدة الوطنية، ومحافظاً على النسيج الإجتماعي، وعلى أمن واستقرار الوطن وسيادته وسلامة أراضيه، وإقامة أوثق علاقات الإخاء والتعاون والتعايش والسلام مع الأشقاء والجيران والأصدقاء.

إن مستقبل المؤتمر الشعبي الرائد، اليوم يرتبط إرتباطاً عميقاً ومصيرياً بمستقبل الدولة الوطنية اليمنية الموحدة. وهو أساس لا غنى عنه لأي نجاح، أو محاولة حقيقة تهدف إلى إحياء تجربة الدولة الوطنية التى أخذت تتداعى بفعل ضربات خبيثة من معول الطائفية والمناطقية والتدخلات الخارجية.

تُعدُ هذه المناسبة فرصة للاحتفاء بالإنجازات العظيمة التي حققها المؤتمر على مدار السنوات الماضية في خدمة الشعب اليمني، ودعم استقرار البلاد، وتحقيق الاستقرار السياسي، وتعزيز قيم العدالة والمساواة في جميع محافظات اليمن.

تاريخ المؤتمر الشعبي العام يتسم بالتحديات والتضحيات التي واجهها الحزب وأعضاؤه، ومع ذلك، استطاع البقاء قائمًا وسط الصعاب، والصراعات السياسية المستمرة في اليمن. تظل قوة الحزب وتأثيره ذات أهمية بالغة في الساحة السياسية اليمنية، ويحقق الحزب مساهمة نشطة في صياغة مستقبل البلاد.

وفي هذه الذكرى العظيمه لا يمكن أن ننسى دور الزعيم، القائد المؤسس الشهيد علي عبدالله صالح  المؤسس لهذا الحزب الكبير، وجميع الشرفاء في حزب المؤتمر الشعبي العام في تاريخ اليمن المعاصر. فقد قدموا تضحيات جسام لخدمة وطنهم وشعبهم، وعبروا عن الصوت الواحد للشعب اليمني.

إن حزب المؤتمر الشعبي العام خلال 41 عامًا، مازال وسيظل هو حزب الوسطية والاعتدال والتسامح، وينبذ العنف والتطرف .. لهذا، حق له، ولجميع من ينتسب إليه الفخر والاعتزاز لأنهم ينتمون إلى هذا الحزب الكبير.