هروب الفتيات من أسرهن ظاهرة تتفاقم

07:38 2023/07/14

نظراً لضروف الحرب الكارثية التي يمر بها الوطن وآثارها السلبية والمأساوية التي يدفع ثمنها المواطن، تضاعفت كل الكوارث والمأسي والظواهر السلبية والإجرامية وغير الأخلاقية واللا إنسانية، ومنها ظاهرة هروب الفتيات التى أصبحت تحدث وتتكرر وتتضاعف بصورة مستمرة ودورية في معظم المناطق والمدن والمحافظات اليمنية.
 
ويعود تضاعف وشيوع وانتشار وتزايد حوادث هذه الظاهرة الإجرامية وغير الأخلاقية، بالإضافة إلى السبب الرئيسي المتمثل بظروف الحرب واثارة السلبية لعدد من الأسباب الاخرى أهمها:
- ضعف الوازع الديني والجانب الأخلاقي عند بعض الأسر والذي قد يصل إلى درجة الانفتاح الكامل الذي يجيز الاختلاط ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الماجنة والمائعة التى تصور حياة الهرب بأنها حياة سعيدة ومثالية والسماح بخروج البنات من المنازل بصورة دائمة وبدون إشراف ولا متابعة أو التشديد الزائد الذي قد يصل إلى درجة الكبت المفرط وما يصاحبه من قساوة وتعسف أسري جسدي أو نفسي أو الحبس داخل المنازل بصورة تعسفية ومهينة ومذلة.
 
- الهروب من الواقع الذي تعيشة الفتاه بسبب ألفقر والعوز الاقتصادي أو بسبب تفكك الأسرة وانفصال والديها.
 
- مرافقة صديقات السوء والتجرؤ على ربط العلاقات غير الشرعية مع الشباب المنحرفين والتي تبدأ بالصداقة وتنتهي بالفضيحة وحدوث الجريمة.
 
- تورط الفتاة بعلاقة عاطفية مع شاب ترفض أسرتها زواجها منه.
 
- وعدم معرفة الفتاة للنتائج الكارثية التى تعقب عملية هروبها من بيت أسرتها والانتقال للعيش في مجتمع مجهول الوجهة سواء كان داخل الوطن أو خارجه، الأمر الذي يجعلها تعيش وحيدة ضعيفة ذليلة بدون مأوى وبدون أب أو أم أو أخ أو قريب يخاف عليها ويدافع عنها، بالإضافة إلى عدم معرفتها بالعواقب الوخيمة لهذه الجريمة والتي تبدأ بالفضحية التى تنتشر في المجتمع المحيط بها ويتناقلها المجتمع بأكمله وسقوط سمعة أهلها وسحق مكانتهم المجتمعية وتعرضها للتشرد ومواجهة حياة الشوارع بكل ما تحتوية من مخاطر وظروف قاسية قد تهدد صحتها وحياتها إلى أن تنتهي بخسران شرفها واستغلالها جنسياً وتحويلها إلى اداة رخيصة للمتاجرة بها وإلى لعبة سهلة يتناوب عليها شيطان الأنس إلى أن تنتهي صلاحيتها فيتم التخلي عنها ورميها على أرصفة الشوارع بشكل مهين وبدون أي رحمة أو إنسانية.
 
ومن أجل وضع حد لتفاقم هذه الظاهرة الماساوية والمخزية لا بد أن تقوم السلطات الحكومية بدورها وخاصة في منع إصدار جوازات سفر للنساء بدون موافقة أولياء أمورهن وفرض رقابة مشددة على سفر النساء في المنافذ والمطارات وخاصة على كل من يشتبه بها أو من لم تثبت موافقة اسرتها على سفرها بطريقة مشروعو 
وقيام الأسرة بدورها في تقوية الوازع الديني في نفوس الابناء والاهتمام بالبنات وتلمس أحوالهن وتوفير احتياجاتهن وحل مشاكلهن وأبعادهن عن صديقات السوء
وتعريفهن بالنتائج الكارثية والعواقب الوخيمة لهذه الجريمة البشعة والمصير المهلك الذي ستصل إليه كل من تسلك هذا الطريق الإجرامي المظلم.