الوحدة اليمنية مكسب تاريخي لا يمكن التفريط به

11:11 2023/05/22

نحتفل اليوم بالعيد الـ33 للوحدة اليمنية التي تعد الإنجاز والمكسب التاريخي الأكبر والأعظم في تاريخ الأمة اليمنية والأمتين العربية والإسلامية في التاريخ الحديث. 
 
فلم تتحقق هذه الوحدة وتشاهد النور بسهولة ويسر ولم تكن وليدة ليلة وضحاها ولم تأت كتحصيل حاصل أو من ذات نفسها، وإنما هي مطلب جماهيري منذ الأزل وحلم راود جماهير الشعب اليمني جيلاً بعد جيل وقدر تحقق بكفاح ونضال الشعب اليمني وبتقديمه قوافل من الشهداء طيلة عقود كفاحة ونضالة. 
 
إنها القضاء والقدر الإلهي الذي أراده الله تعالي لوحدة الأرض اليمنية ولتلاحم واندماج ما عليها من مجتمعات سكانية. 
 
وهي القاعدة الصلبة والمنطلق الرئيسي لبناء الدولة اليمنية الحديثة والجمهورية الدائمة المستقرة.
 
وهي الإرادة الحقيقة والنتيجة الطبيعة لنضال وكفاح وجهود ومعانات وتضحيات الشعب اليمني بأكمله من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وهي ملك كل أبناء الوطن وحقهم الديني والوطني والدستوري ولم تكن ولن تكون في يوم من الايام ملك فرد بعينه أو حزب أو جماعة بمفردها، وإنما هي ملك ومصير كل أبناء الوطن أفراداً وجماعات، احزاباً ومكونات، حكاماً ومحكومين، عمالا وموظفين، أغنياء وفقراء ومعدمين، ذكوراً وإناثاً، مشايخ ورعية، ووجاهات ومثقفين. 
 
إن الشعب اليمني وفي ظل هذه المتغيرات الكارثية والظروف الاستثنائية يعتبر قضية الوحدة اليمنية قضية مصير ووجود، فهي منبع ومصدر أمنه ونهضته وتقدمه وازدهاره واستقراره وهي الهدف الأجمل في حياته والضمان الوحيد لأمان وجوده وبقائه. 
 
ومن أجل بقائها واستمرارها وبغض النظر عن المؤامرات والمخططات الخارجية المشبوهة وعن الاختلافات الدائرة بين بعض قياداته أو التمرد والانقلاب الحاصل من أسوأ مكوناته، فإن الشعب اليمني على استعداد بأن يضحي بأغلى ما يملكه في حياته وأن يبذل ماله ودمه وحياة أبنائه رخيصة في سبيل استعادة الجمهورية وترسيخ وتثبيت دعائم الوحدة اليمنية
ومهما كلفه الثمن فلن يقبل بأن تطفأ أنور وحدته وأن يدفن تاريخ أمجاده ويدمر أكبر وأعظم منجزاته والمستقبل المضمون والأمن لأبنائه وأحفاده، ولا يمكن أن يرتد أو يتعثر  عن إكمال مشوار وحدته وأن يعود لماضي تمزقه وشتاته.