Image

بعد ٥٥ عاما من الاستقلال: عصابة الحوثي تعيد الوصاية الإيرانية على اليمن

يستحضر اليمنيون كل عام وهم يحتفلون بذكرى الاستقلال المجيد في ٣٠ نوفمبر التضحيات الجسام التي قدمها الشعب اليمني، من أجل نيل الحرية والتحرر من الاستعمار البريطاني البغيض الذي ظل جاثما على جنوب الوطن لفترة تصل إلى ١٢٨ عاما.

وتوج يوم ٣٠ نوفمبر عام ١٩٦٧ نضال اليمنيين ومقاومتهم للاستعمار البريطاني منذ سنوات طويلة بالاستقلال المجيد.

وبدأ طريق الاستقلال بإعلانه الشعب اليمني في جنوب الوطن الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني في ١٤ أكتوبر عام ١٩٦٣ بانطلاق أول شرارة لهذه الثورة المباركة من جبال ردفي الأبية، والتي شارك فيها أبناء اليمن من المحافظات الشمالية والجنوبية، واستمرت حتى رحيل آخر جندي بريطاني عن اليمن في ٣٠ نوفمبر عام ١٩٦٧م.

ورغم مرور ٥٥ عاما على عيد الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني عن أرض الوطن، مايزال اليمنيين يكافحون حتى اليوم للخلاص من التبعية الإيرانية، التي عملت عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، منذ سنوات على رهن اليمن أرضا وإنسان خدمة للمستعمر الإيراني الذي يتضاعف خطره في البلاد كونه مستعمرا ينهب ثروات الوطن، ويسعى بكل قوته إلى نشر أفكارها الطائفية وتجريف هويتنا اليمنية لصالح مشروعه الاستعماري القديم وبأيدي عصابة باعت نفسها للشيطان الإيراني.

يجدد اليمنيون العهد وهم يحتفلون كل عام بذكرى الاستقلال المجيد في ٣٠ نوفمبر على تحرير وطنهم من المحتل الإيراني الذي مكن عصابة الحوثي منذ سنوات طويلة وزودها بالسلاح والمال وكافة الإمكانات للانقلاب على الدولة اليمنية والسيطرة على عاصمتها التاريخية صنعاء في ٢١ سبتمبر عام ٢٠١٤، كما ناضلوا من قبل ضد المستعمر البريطاني وأجبرتها على الرحيل من أرضهم.

سيطر البريطانيون على عدن عام 1839 عندما قامت شركة الهند الشرقية بإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ المدينة وكانت تُحكم كجزء من الهند البريطانية إلى سنة 1937 عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني.

عقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن وكعادتهم كانوا يدعمون من تبدو فيه بوادر التعاون معهم ضد الآخرين وكانوا يرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل مباشر ومارسو سياسة عرفت تاريخيا بسياسة "فرق تسد"

وأصبحت "فرق تسد" سياسة ملازمة للاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، حيث عمل حيث عمل على تطبيق هذه السياسة بعد ما بدأ له من أطماع السلاطين ولهثهم وراء الأموال وتحقيق مصالحهم الشخصية والضيقة على مصلحة الوطن.

ونجح الاستعمار البريطاني في جعل الصراعات والخلافات بين كل سلطنة وسلطنة أخرى وظلت هذه السياسة هي مفتاح سيطرته على جنوب اليمن بأكمله لحوالي ١٣٠ عاما.

سعت عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، منذ سيطرتها على صنعاء وبقية المحافظات منذ حوالي ٨ سنوات إلى فرض سياسة إيران على اليمنيين بقوة السلاح، وعملت على إدخال المفاهيم الطائفية في المناهج الدراسية وفق أجندات إيرانية، وأنشأت أقسام للغة الإيرانية في الجامعات والمعاهد، وغيرت أسماء الرموز الوطنية التي أطلقت منذ ٦٠ عاما على المدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات وغيرها من مؤسسات الدولة واستبدالها بأسماء طائفية إيرانية أو بأسماء قياداتها الطائفية.

ولم تكتف بذلك بل إنها تفاجئ اليمنيين كل فترة بفرض رؤاءها الطائفية بدلا عن القوانين والتشريعات الوطنية وإجبار اليمنيين على القبول بها ومنها ما بعرف ب "مدونة السلوك الوظيفي" التي تهدف إلى تسريح ما تبقى من موظفي الدولة في مناطق سيطرتها واستبدالها بأشخاص يتبعونها، وذلك من خلال اشتراطاتها على اليمن بالقبول بمبدأ "ولاية الفقيه" والذي تعتبره المعيار الأساسي لاستحقاق الوظيفة العامة بدلا من المعايير المتعارف عليها عالميا مثل: "الكفاءة والتحصيل العلمي" وغيرها من المعايير الإدارية.

سيظل ذكرى عيد الاستقلال في ال٣٠ من نوفمبر، ذكرى لا معنى لها ما دام جزء من اليمن خاضعة لاحتلال نظام الملالي في إيران والتي أصبحت تستغل عصابة الحوثي في اليمن لتحقيق مكاسبها من خلال تنفيذ أجندتها داخل وخارج اليمن، كما هو الحال في الاعتداءات المتكررة لهذه العصابة على طرق التجارة العالمية واستهدف وموارد النفط والغاز في اليمن وفي دول الجوار لدعم المفاوض الإيراني من تحقيق مكاسب سياسية في الملف النووي الإيراني.

واليوم وبعد سنوات من سيطرة هذه العصابة التي تسببت لليمنيين بمعاناة كبيرة، جراء قطع رواتب موظفي الدولة وافتعال الأزمات لرفع أسعار المشتقات النفطية والغاز والمواد الغذائية وغيرها من السلع والخدمات ومنها الحرب على اليمنيين وقتلت آلاف المدنيين معظمهم أطفال ونساء وحاصرت المدن والمحافظات وأبرزها محافظة تعز المحاصرة منذ ٨ سنوات ورفضها لعملية السلام يتضح لليمنيين بشكل واضح وجلس أن هذه العصابة راهنت مصير اليمن لإيران، وأنه لا خلاص لليمنيين من هذه العصابة الباغية سوى باستمرار مقاومتها لها واجتثاثها من الأرض اليمنية، كما طردوا المستعمر البريطاني في ٣٠ نوفمبر عام ١٩٦٧.