المؤتمر شفرة بالغة الأثر يصعب تجاوزها في بناء اليمن

12:55 2022/08/25

كانت الثورة اليمنية منذ البدء بحاجة إلى أداة تنظيمية تستطيع أن تقود جموع الشعب نحو غاياته الثورية والوحدوية، تقوده نحو تقوية مداميك الجمهورية، ونحو تقوية عرى الإنسان اليمني الخلاق بينه وبين نفسه، وبينه وبين الآخرين. 
 
في 24 أغسطس 1982، استطاع  الزعيم الشهيد الخالد علي عبد الله صالح أن يحقق قفزات نوعية في مسيرة ثورة التغيير التي قادها وفق استلهام معطيات الواقع بسمات كل مرحلة وخصائصها على كافة المستويات وفي شتى الحقول والميادين، وحماية هذه المنجزات بحدقات العيون، وسط ظروف معقدة وبيئة صعبة مليئة بالتحديات والمخاطر التي‮ ‬لا‮ ‬تنتهي؛ وذلك من خلال تأسيس المؤتمر الشعبي العام في مرحلة تُعد من أشد فترات الصراعات السياسية التي عاشتها اليمن.. مرحلة كانت فيها المؤامرات الإقليمية والدولية تخوض حروباً ومواجهات توسعية بدم يمني. ولم تتوقف ويقفل سجل ضخم من التاريخ المأساوي لشعبنا إلاّ بقيام المؤتمر الشعبي، الذي جاء من وسط الشعب حاملاً سيفاً يزنياً رافضاً لكل مقاولي الصراعات الأساسيين أو مقاولي الباطن. تأسس المؤتمر الشعبي العام الذي استطاع أن يطفئ نيران الصراعات والتناحرات ويوقف نزيف الدم اليمني في ثمانينيات القرن الماضي، تأسس المؤتمر الشعبي العام يمني الفكر وطني الهوية، جمع الناس على كلمة سواء بمختلف قبائلهم ومناطقهم وأفكارهم وتوجهاتهم وتخصصاتهم، بعد أن كان الوطن ممزقاً والصراعات تعم أرجاءه. ذابت كل الخلافات وتوحدت الجماعات المختلفة سياسياً وعسكرياً وأكاديمياً وقبلياً، وأعلنوا للعالم‮ ‬بميثاق‮ ‬وطني‮ ‬يسيرون‮ ‬على‮ ‬نهجه‮.
 
أمتلك المؤتمر مرونة وقدرة على التكيف مع الاشتراطات المرحلية والتجاوب مع ضرورات التجدد المستمرين، مؤهلا وبامتياز لمحاورة ذاته وتجربته المديدة، وقراءة نفسه بصورة ناقدة تتحرى ملامسة جوانب القصور والإخفاق، للعمل على تجاوزها وتلافيها مستقبلاً، كما‮ ‬تحرى‮ ‬جوانب‮ ‬النجاح‮ ‬‮‬والتميز ‬للاحتفاظ‮ ‬بها‮ ‬من‮ ‬جهة‮، ‬ولمضاعفتها‮ ‬وإسنادها‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬أخرى‮.
 
أدار المؤتمر الشعبي العام منذ قيامه سياسة كفؤة حقق بها للوطن انطلاقه الحضاري، وهيأ من السبل والمناخات الكثير؛ الأمر الذي تمكن شعبنا وفي ظل مسيرة المؤتمر من إدراك طموحاته في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقد ارتكزت سياسة المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬على‮ ‬رؤية‮ ‬ثاقبة‮ ‬استلهمها‮ ‬واستوعبها‮ ‬من‮ ‬المُثل‮ ‬والقيم‮ ‬الميثاقية‮ ‬التي‮ ‬سطرها‮ ‬ميثاقه‮ ‬الوطني‮ ‬الدليل‮ ‬النظري‮ ‬والفكري‮، ‬والتي‮ ‬مثلت‮ ‬جميعها‮ ‬الاستجابة‮ ‬الحقيقية‮ ‬والمنطقية‮ ‬لمعطيات‮ ‬الحياة‮ ‬اليمنية‮. فيكفي بأن نعرف أنه وضع للمؤتمر أسس الديمقراطية وعرف ماهيتها، وكان ذلك منذ أربعة عقود، إذ عرفها بأنها تعني أن الدولة بمختلف سلطاتها حق الشعب، ومن ثم فالشعب مصدر السلطات جميعاً.
 
يحق‮ ‬لنا‮ ‬أن‮ ‬نفخر‮ ‬ونتفاخر‮ ‬ونباهي‮ ‬العالم‮ ‬اجمع‮ ‬بمؤتمرنا‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬حزب‮ ‬اليمن‮ ‬الكبير‮ ‬القائم‮ ‬على‮ ‬المحبة‮ ‬والإخاء‮ ‬والتسامح‮ ‬والتنمية‮ ‬والبناء.‮ ‬وسيظل‮ المؤتمر الشعبي العام صمام أمان واستقرار الوطن وقائداً للوسطية والاعتدال امتثالاً لقوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً). ولا يشعر ولا يدرك معنى هذه الآية الكريمة إلا من تشبع قلبه وروحه بالوسطية والاعتدال. وتأكد الجميع أن المؤتمر مؤسسة وطنية باقية بقاء الوطن، ومستمر لما أسس له؛ وهو الحفاظ على الوطن وأمنه وبنائه والتوجه الدائم نحو بناء السلام الاجتماعي والحفاظ على حق الجميع في الوطن والتشارك فيه، كمدخل شرعي وحيد في بناء الدولة وإعادة أمنها واستقرارها وترميم ما خلفته أدوات الخارج من دمار وتفتيت وعنصرية ورفع معاناة الشعب اليمني.
 
ومن خلال ذكرى التأسيس التي تصادف الـ24 من أغسطس من كل عام، نؤكد لأولئك المتذبذبين والمنتقمين أن المؤتمر لا تفت عضده مؤامراتكم، وأن هناك قاعدة شعبية عريضة لا ينكرها إلا أعمى. فالمؤتمر الشعبي العام في عيده الأربعين قادر على مواجهة التحديات بأنواعها وأشكالها المختلفة، معتمداً في ذلك على قواعده العريضة ومبادئه المنبثقة من الميثاق الوطني وشفافية تعامله مع الآخرين بقواسم وطنية مشتركة في وطن يتسع للجميع. لذلك فمن البدهي أن يظل المؤتمر الشعبي العام إلى ما شاء الله علامة فارقة ورقماً بالغ الأهمية ذا شفرة بالغة الأثر يصعب على أي كان تجاوزها أو النفوذ من خلالها إلى أي أهداف مشبوهة بأي شكل من الأشكال، مهما بلغت براعته في تقنيات الاختراق أو أعمال القرصنة المستوردة‮ ‬من‮ ‬الخارج‮ عبر الخونة والعملاء المأجورين الذين نفذوا مخططات لإسقاط النظام اليمني والدولة. وها هم اليوم يتحملون أسوأ مجاعة يتعرض لها الوطن في تاريخيه.
 
فقد علّمنا المؤتمر والقائد المؤسس الشهيد  الزعيم علي عبد الله صالح أن نحرص في جميع نضالاتنا وأعمالنا على إشراك جماهير شعبنا معنا في السرّاء والضرّاء. لهذا‮ ‬افتخروا‮ ‬بانتمائكم‮ ‬لحزب‮ ‬الوطن‮ ‬الرائد‮، ‬حزب‮ ‬الوسطية‮ ‬والاعتدال‮، ‬حزب‮ ‬السياسة‮ ‬والحوار‮، ‬حزب‮ ‬الإخاء‮ ‬والتسامح‮..
الرحمه والخلود للقائد مؤسس المؤتمر الشعبي العام زعيم شهداء الأمة العربية والاسلامية الوالد الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح ورفيق دربه الشهيد الأمين الوفي عارف عوض الزوكا، ولجميع شهداء الوطن والمؤتمر الشعبي العام، سائلين الله العلي القدير أن يرحمهم رحمة الأبرار ويسكنهم فسيح جنانه مع‮ ‬الأنبياء‮ ‬والمرسلين‮.‬