40 عاما من الشموخ والعطاء

09:19 2022/08/22

يحتفل المؤتمر الشعبي يوم 24 أغسطس بعيده الـ40 على تأسيسه كحزب وطني جامع نابع من التراب اليمني والثقافة اليمنية والمصلحة اليمنية والثوابت الوطنية والمبادئ السبتمبرية والأكتوبرية، ليس له مثيل ولا فكر مستورد أو مستوحى من الشرق او الغرب.
منذ تأسيسه على يد الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح، ظل المؤتمر يقود اليمن كمظلة لكافة القوى وأبناء الشعب، ككيان سياسي جامع لكل مشارب اليمن واتجاهاتهم بنهج وسطي معتدل ومتسامح، همه وهدفه الأول الوطن والشعب لا غير، والمصلحة العامة يقدمها على المصلحة الخاصة للحزب.
متغيرات كثيرة عصفت باليمن والعالم، وكان المؤتمر بقيادة زعيمه الصالح يقود السفينة إلى بر الأمان، وفي أحلك الظروف والعواصف يصنع إنجازا جديدا للشعب والوطن يظل تاريخا وفخرا، ويجسد اللحمة الوطنية وإعلاء قيم الإنسان اليمني ومواطنته.
كل المؤامرات التي كانت تستهدف اليمن كان لها هذا الحزب وقيادته صخرة صماء، أفشلها رغم تكالب الأعداء وخبث المخططات وتشارك المنفذين من الداخل والخارج، منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي ومخططات إغراق اليمن في التخلف والحروب الاهلية وإشعالها في المناطق الوسطى وإغراقه في حروب مع شطره الجنوبي، ليخرج بقيادة حكيمه بالحوار والسلم بإنهاء حروب المناطق الوسطى وقطع الطريق على تجار الحروب والمخططات الخارجية، كما خرج باتفاق عبر الحوار مع الشطر الجنوبي بتوقيع اتفاق الترتيب لإعادة الوحدة عام 86 مع المرحوم عبدالفتاح إسماعيل.
وعندما اختل النظام العالمي وسقط الاتحاد السوفييتي وتحول العالم نحو القطب الواحد مطلع التسعينيات وبداية تغير خرائط العالم وتفكك كثير من الدول، كانت اليمن بقيادة زعيم هذا الحزب مع قيادة الحزب الاشتراكي في الجنوب يرفعون علم الوحدة ويعلنون للعالم اندماج الجسد اليمني والتحامه، وكانت من المنجزات العظيمة لليمن، وتحقيق واحد من أهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين.
وتوالت المؤامرات والأزمات على اليمن والتي كانت بفضل هذا الحزب وقيادته وزعيمه يتجاوزونها ويمضمون في تعميق التجربة الديمقراطية والتنمية والبناء للإنسان اليمني وللوطن، وتحقيق المنجزات في مختلف المجالات السياسية والثقافية والتعليمية والصحية والاقتصادية والسياسة الخارجية. وأصبحت اليمن من الدول التي يعتد بها في الساحة الدولية رغم فقرها، وكانت لاعبا مهما نحو الحفاظ على التقارب العربي والمشروع العربي للوحدة وتقليل الخلافات بين الدول العربية.
أربعون عاما من الإنجازات في مختلف المجالات يتذكرها كل يمني، وأدركها كل غافل عنها بعد أن فقد معظمها هذه السنوات، بدءا بالأمن والأمان ومرورا بالحرية والكرامة، ثم التنمية والإعمار والمشاريع، وتطوير الخدمات الأساسية وسهولة حصول المواطن عليها، وفتح فرص العمل للمواطن اليمني والوظائف وقداسة حقوقه ومرتباته والعمل على رفاهيته وزيادة المرتبات في كل منعطف.
الآن تمر علينا هذه الذكرى والوطن يمر بمنعطف خطير، والجمهورية والهوية اليمنية في خطر، ومكتسبات الثورة والإنجازات العظيمة تدمر، والمبادئ التي انتهجها حزب المؤتمر وعمل على تعميقها تتعرض للتجريف والبيع.
كما أن المؤتمر يمر في أصعب مرحلة له من الانقسام والاستهداف من الداخل والخارج بهدف تصفيته، كما جرى تصفية البعث في العراق بعد صدام حسين. 
لكن تجذر هذا الحزب وإنجازاته التي صنعها والتي افتقدها من كان أعمى أو يزايد عليها ناهيك عمن كان ينعم بها، أعادت للناس التمسك بهذا الحزب وتعليق الآمال العريضة عليه للعودة وإخراجهم من النفق المظلم الذي انزلقوا فيه بفعل انجرارهم خلف المشاريع الخارجية بشعارات براقة مخادعة.
تعلق الآمال الكبيرة الآن أن يستفيد المؤتمريون وقياداتهم من التجربة والخيانات التي جرت في صفوفهم من المتسلقين والمنتفعين من هذا الحزب وممن صنع منهم أناسا مهمين وكشفت الأحداث خساستهم وحقدهم على هذا الحزب والعمل على تمزيقه، والعمل حاليا على لملمة الصفوف وتصويب المسار وتوحيد الهدف لإعادة إنقاذ الوطن وقيادة المرحلة؛ فهو الحزب القادر على التوافق واستيعاب الجميع والعمل مع الجميع وتحديد الاهداف وحشد الجهود لتوحيدها.
الآن تعلق الآمال داخليا وخارجيا على هذا الحزب وكوادره وتجربته العريقة ونهجه الوسطي والمعتدل وثقافته المتسامحة والمتصالحة، وثوابته الوطنية، ومبادئه الجمهورية السبتمبرية والأكتوبرية، يعول عليه في توحيد صفوفه وأخذ البيرق لقيادة الأمة اليمنية للخروج من هذا النفق، وإنقاذ وطن تكالب عليه الأعداء والمؤامرات من الداخل والخارج بعد سقوطه لتمزيقه بين العجم والعرب والعودة به إلى قرون سحيقة وجعل أهله في ظلمات الجهل والجوع والخوف والصراعات المذهبية والقبلية والمناطقية وغيرها.