ما يحدث في قبيلة همدان عن قرب

09:42 2022/08/09

في البداية، من الضرورة والواجب أن يعلم المجتمع الدولي والرأي العام الإقليمي والعالمي بتوسع خطر ارهاب مليشيات الحوثي الإيرانية في الجمهورية اليمنية، الذي أصبح أكثر وضوحاً منذ  اللحظة التي احتلت فيها العاصمة صنعاء؛ حيث مارست مليشات الحوثي أبشع الجرائم من قتل ونهب وسلب واقتحام واعتداء وتدمير ، وعلى من ينتقد ويواجه هذه الممارسات الإجرامية أن يستعد لتقبل تهمة كونه “متعاونا ومناصرا لداعش” حسب توصيف عصابات الحوثي الإرهابية لخصومهم السياسيين وجميع من لا يوافقهم مشروعهم التدميري لليمن. ولنا ان نرى عدد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها تلك المليشيات الارهابية والتي حدثت فقط اثناء ما يسمى الهدنة خلال الفترة الماضية.
فجرائم مليشيا الحوثي لم تطل فقط القبيلة اليمنية ومنها قبيلة همدان، فقد طالت جرائم الحوثيين الارهابية مؤسسات حكومية مدنية وعسكرية ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية، ومساجد ومنازل سكنية ومؤسسات طبية وتعليمية ومقار حزبية، وغيرها الكثير لا يتسع الوقت لسردها بالتفصيل.
وقبائل همدان المعروفون بانتمائهم للجمهورية والثورة والوحدة ومقارعتهم للمشاريع الامامية منذ الأزل نرى اليوم كيف يتم استهدافهم من قبل مليشيا الكهنوتيين بصنعاء وأقصاؤهم والتنكيل بهم، حيث ينعتون كل من يخالف مشروع ولاية الفقية الإيرانية "بالدواعش" لاسيما منطقة وادعة همدان لأنهم لا يدفعون بأبنائهم للجبهات ومحارق الموت الحوثية.
تعددت الصور البشعة والأكثر دموية للجرائم والانتهاكات الحوثية بحق همدان أرضا وإنسانا، كما هي في بقية المناطق الخاضعة لاحتلال المليشيات الحوثية الإيرانية؛ حيث وصل الاستهداف المنهج على همدان الأرض والإنسان إلى حد الممارسات اللا إنسانية القائمة على شعار الإمامة الكهنوتي الأزلي الذي تفرضه على المواطنين تحت سيطرتها، وهو الفقر والجوع والمرض. لقد عمدت هذه المليشيا إلى ممارسة سياسية التجويع والافقار وسلب ونهب أملاك وحقوق المواطنين ومنعهم حتى من تعميق آبارهم الارتوازية التي هي أملاك خاصة في معظمها.
لا يسمح للمزارعين من أبناء همدان وأيضا في المناطق الأخرى من العمل على تعميق الآبار التي معظمها أملاك شخصية إلا بعد أن يخلسوا ظهره جزاءات وجبايات ومعاملة سنة كاملة ولجان تلو لجان تخرج تتخطط فوق الرعوي الهمداني، ولا يمنحونه الترخيص ةلا بعد مشقة وغرامة من خمسة إلى ستة ملايين ريال، وبعد أن تموت مزروعاته.
هذه المماراسات العنصرية من هذه المليشيات بسبب أن أبناء همدان كانوا ومازالو وسيظلون صفا واحدا صلبا وحجر عثرة أمام مشاريع الموت والتدمير الحوثية،
بعكس القبائل الاخرى المحددة لهمدان والموالية لهم كأرحب وبني حشيش،لا يطلبون منهم ترخيصا ويحفرون آبارهم بكل أريحية ومدعومين وشركاء للأولياء بالسلطة!
وها هي الحملة الامنية وأطقم السلطة المطلقة المتفرعنة تعربد منذ أيام بقرية العرة بوادعة همدان، وتلاحق أبناءها وتعتقلهم وتزج بهم في السجون، لأنهم رفضوا تسليم أرضهم "المخلابة" مساحة ألف وخمسمائة لبنة لمؤسسة الشهيد التي قامت بتسويرها بقوة وجبروت السلطة، وقام أهالي العرة بمقاضاتهم، وصدر حكم قضائي لصالحهم من محكمة همدان.
وقاموا قبل ايام بهدم السور، كما فعل إخوة لهم من قبل هم سكان مدينة الحمدي بصنعاء والذين قاموا بهدم الأسوار الأسمنتية من جزر المدينة التى بنتها الأوقاف ليلا، ولم يتم ملاحقتهم ولا سجن أحد منهم!
فلماذا تستخدم سلطة الأولياء بصنعاء سياسة العصا الغليظة مع همدان وقرية العرة؟ لماذا استضعاف همدان والتنكيل بهم؟!
ارفعوا خطاطكم وعساكركم (عبيدكم) عن قرية العرة بهمدان، فالأرض أرضهم والبلاد بلادهم وليسوا مجرمين ولا قطاع طرق حتى تزجوا بهم في السجون.
ومع اتساع جرائم وانتهاكات المليشيا الحوثية في اليمن عامة وفي قبيلة همدان على وجه الخصوص، نجدد النداء إلى المجتمع اليمني بكافة أطيافه بأن يقفوا صفا واحد في مواجهه مليشيات الحوثي الإيرانية، وأدعوهم بان يحافظوا على ابنائهم من الانجرار إلى محارق الموت الحوثية خدمة لمجرم مران وعبيد طهران.
كما أناشد مشائخ قبيلة همدان والوجهاء والأعيان والشخصيات الاجتماعية استجلاب الدور  التاريخي المشرف لقبيلة همدان في مناهضة الإمامة والكهنوتية ومقارعتها ودحرها منذ ثورة ٢٦ سبتمبر، فاليوم يتوجب على كل أبناء القبيلة الأحرار والشرفاء أن يقوموا ويقفوا صفا واحداً في مواجهة الفكر الضال للمليشيا الحوثية ومشروع ولاية الفقيه الإيرانية في اليمن، ونحو استعادة الجمهورية ومؤسسات الدولة المختطفة وتثبيت الأمن والاستقرار في جميع ربوع اليمن، فالتاريخ لم ولن يرحم أحدا، فالدور المعول عليهم في حماية والحفاظ على مكتسبات الجمهورية أمر لا تهاون فيه..
 
باحث أكاديمي
أحد أبناء قبيلة همدان