Image

جزيرة «يوناغوني» اليابانية على خط المواجهة في نزاع تايوان

يمكن أن تشعر يوناغوني، وهي أقصى جزيرة في اليابان، بأنها جنة هادئة، فهي مغطاة بالغابات الاستوائية، بينما تعيش أسماك القرش ذات رأس المطرقة، عبر مياهها اللازوردية. ولكن هناك مشكلة تلوح في الأفق. وتقع الجزيرة على بعد 70 ميلاً تقريباً من تايوان، وهي دولة تتمتع بالحكم الذاتي والتي تجد نفسها مرة أخرى في عناوين الأخبار. ويوم الخميس، سقطت ستة صواريخ باليستية صينية في المياه بالقرب من جزر جنوب غرب اليابان، أحدها بالقرب من يوناغوني، وخمسة أخرى داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، وفقاً للسلطات اليابانية.

وكانت الصواريخ جزءاً من مناورات عسكرية واسعة النطاق، تجريها الصين، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، لتايوان، الأسبوع الماضي، وهي أعلى مسؤولة أميركية منتخبة تزور الجزيرة منذ 25 عاماً. وترى الصين أن زيارة بيلوسي هي استعراض لدعم القوات الانفصالية التايوانية. وهدّدت بكين في الماضي بغزو الجزيرة إذا أعلنت استقلالها.

وفي غضون ذلك، يخشى سكان يوناغوني، البالغ عددهم 1700 نسمة، من أن تكون جزيرتهم على خط المواجهة في أي صراع. وخلال حرب فيتنام «جاء ركاب القوارب إلى هنا»، كما يقول ريويتشي إيكيما، الذي يدير متحف التاريخ في الجزيرة، متابعاً «في حالة حدوث طارئ في تايوان، يمكن لملايين التايوانيين القدوم إلى هنا، فنحن أقرب جزيرة، وأتساءل: كيف يمكننا التعامل مع هذا الوضع؟».

لقرون، كانت يوناغوني جزءاً من مملكة «ريوكيو» شبه المستقلة، وهي دولة رافدة للصين واليابان، ولم تصبح جزءاً من الدولة اليابانية الحديثة حتى أواخر القرن الـ19. ولمدة نصف قرن، وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت تايوان مستعمرة لليابان وازدهرت التجارة بين تايوان ويوناغوني.

ولكن في كل عام، يحتفل سكان يوناغوني بذكرى انتهاء معركة الحرب العالمية الثانية على جزيرة أوكيناوا القريبة. ولقي ما يقرب من ثلث سكان أوكيناوا مصرعهم في القتال، وأسهم ذلك في إحساس قوي بالسلام في يوناغوني.

إلا أن صعود الصين غيّر المعادلة، وعززت اليابان دفاعاتها عبر جزرها الجنوبية الغربية، والتي تُشكل سلسلة من نقاط الالتقاء بين بحر الصين الشرقي وبقية المحيط الهادئ، وفي عام 2016، بنت الحكومة قاعدة عسكرية في يوناغوني وتمركز فيها نحو 160 جندياً مكلفين بمراقبة الممرات المائية والمجال الجوي.

وسكان الجزيرة منقسمون حيال الوجود العسكري. وفي ذلك، يقول ماساتيرو ناكازاتو، الذي يدرس في مدرسة محلية ومن بين طلابه أطفال جنود في القاعدة، إن طلابه يسألونه أحياناً عما يمكن أن يحدث في حالة نشوب نزاع على تايوان «أقول لهم، لهذا السبب لدينا قوات دفاع عن النفس»، في إشارة إلى أفراد الجيش الياباني، متابعاً «سيحمينا الجيش وستحمينا أميركا». في المقابل، تعتقد يوكا، زوجة ناكازاتو، أن بناء القاعدة قد أضر بالبيئة الطبيعية للجزيرة ولم يسهم كثيراً في الاقتصاد المحلي.

كما أدى شعور اليابان بالتهديد المتزايد من الصين إلى تحول تاريخي في تفكير طوكيو بشأن تايوان. وفي العام الماضي، بدأ المسؤولون اليابانيون علانية ربط تايوان بأمنهم. وجادل البعض بأنه إذا غزت الصين تايوان، فيجب على الولايات المتحدة واليابان الدفاع عن تايوان معاً. ومِن هؤلاء، نائب ومدير قسم الشؤون الخارجية في الحزب الليبرالي الحاكم، ماساهيسا ساتو، الذي يقول إنه إذا هاجمت الصين تايوان، فقد تصبح جزيرة يوناغوني والجزر المجاورة الأخرى أهدافاً، موضحاً «قد تهاجم الصين جزيرة تايوان من كلا الجانبين، وإذا هاجموا من الشرق، فإن الجزر الجنوبية الغربية لليابان ستصبح ساحة معركة».