Image

انتصار القمح.. الحبوب الأوكرانية تتنفس الحرية فهل يتحقق"السلام الغذائي"؟

في الأول من أغسطس الجاري، أبحرت "رازوني" أول سفينة حبوب من موانئ أوكرانيا لتكون بارقة أمل لانفراج أزمة الغذاء العالمية، تلاها سبع أخريات حتى اليوم الأحد بفضل اتفاق لتصدير الحبوب والأسمدة بين موسكو وكييف بوساطة تركيا والأمم المتحدة الشهر الماضي.

وعلى الضفة الأخرى، أضاء رسو سفينة الشحن "فولمار إس" التي وصلت في وقت متأخر أمس السبت، إلى ميناء تشورنومورسك الأوكراني، شمعة أمل أخرى تحاكي تطلعات العالم في إنهاء القتال والتوصل إلى سلام غذائي دائم.

وتعتبر "فولمار إس" أول سفينة قادمة إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي.

وأبحرت أربع سفن تحمل شحنات من الحبوب في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد من موانئ أوكرانيا في البحر الأسود، في ثاني شحنة منتجات غذائية منذ توصل أوكرانيا وروسيا إلى اتفاق عبور آمن في 22 يوليو الماضي، بحسب ما ذكر وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف على "تويتر".

وتحمل السفن الأربع أكثر من 160 ألف طن من الذرة ومواد غذائية أخرى.

ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف قوله: "إن السفينة مصطفى نيكاتي التي ترفع علم ليبيريا والسفن ستار هيلينا وجلوري وريفا ويند التي تبحر تحت علم جزر مارشال انطلقت محملة بما يقرب من 170 ألف طن من المنتجات الزراعية.

وتتمثل خطوة كييف التالية في ضمان قدرة الموانئ الأوكرانية على التعامل مع أكثر من 100 سفينة شهريا، وفق كوبراكوف.

طحين وذرة

وسمح مركز التنسيق المشترك في وقت متأخر من أمس السبت بمغادرة خمس سفن جديدة عبر البحر الأسود بواقع أربع تغادر من ميناءي تشورنومورسك وأوديسا وعلى متنها 161084 طنا من المواد الغذائية، وواحدة قادمة.

وكان من بين السفن التي غادرت الموانئ الأوكرانية السفينة "جلوري"، التي تحمل 66 ألف طن من الذرة وستتجه إلى إسطنبول، فيما ستتجه السفينة ريفا ويند وعلى متنها 44 ألف طن من الذرة إلى الإسكندرونة، بحسب ما ذكرت وزارة الدفاع التركية.

وأشارت الوزارة إلى أن السفينتين الأخريين اللتين غادرتا أوكرانيا هما ستار هيلينا، التي تحمل 45 ألف طن من الطحين (الدقيق) وستتجه إلى الصين، والسفينة مصطفى نجاتي، التي تحمل ستة آلاف طن من زيت دوار الشمس وستتجه إلى إيطاليا.

اتفاق

وتستأنف أوكرانيا صادرات الحبوب المتوقفة منذ بدء الحرب، بموجب اتفاق وقعته روسيا وأوكرانيا في 22 يوليو الماضي بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحد

وينص الاتفاق على إنشاء ممرات آمنة للسماح بإبحار السفن التجارية في البحر الأسود، وتصدير بين عشرين و25 مليون طن من الحبوب.

ويشرف مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، حيث يعمل أفراد من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، على عملية استئناف تصدير الحبوب.

سفن عالقة

وتوجد 70 سفينة عالقة في أوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير بعضها محمل بالحبوب فعليا، وغادرت أولاها ميناء أوديسا إلى لبنان يوم الاثنين الماضي، كما غادرت ثلاثة سفن أخرى الميناء الجمعة الماضية.

وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في التوصل للاتفاق الشهر الماضي بعد تحذيرات من المنظمة الدولية من احتمال تفشي المجاعة في مناطق من العالم بسبب توقف شحنات الحبوب من أوكرانيا مما أدى إلى شح الإمدادات وارتفاع الأسعار.

ويشكل إنتاج روسيا وأوكرانيا معا ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية.

ويشرف على استئناف صادرات الحبوب مركز التنسيق المشترك في إسطنبول حيث يقوم موظفون من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة بفحص السفن وتفتيشها.

بارقة أمل

ولاقى إبحار سفن الحبوب الأوكرانية ترحيباً عالميا، وردود فعل إيجابية تتسق مع تطلعات للبدء في حوار ينهي الحرب في أوكرانيا، فقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بإبحار أول سفينة تحمل حبوباً من أوكرانيا من ميناء أوديسا الأوكراني إلى لبنان.

وأعرب عن أمل الأمم المتحدة في أن تتوالى سفن أخرى كثيرة.

كما رحب الاتحاد الأوروبي بإبحار السفينة الأولى داعيا إلى التنفيذ الكامل للاتفاق.

وثمن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، خروج أول سفينة شحن محملة بالحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا على البحر الأسود.

وكتب ستولتنبرج، الاثنين عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر "أشكر حليفتنا تركيا على دورها المحوري، مضيفاً أن شركاء الحلف يدعمون التنفيذ الكامل لاتفاقية التخفيف من أزمة الغذاء العالمية.

ووصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إبحار السفينة "رازوني" بأنها خطوة أولى مهمة، مضيفة "يجب أن تمر هذه السفن بحرية. لا يمكن استهداف ميناء أوديسا بمزيد من القصف".

ورحب البابا فرنسيس اليوم الأحد بإبحار أولى السفن التي تنقل صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود والتي كانت روسيا تفرض عليها حصارا كاملاً.

وتظهر الخطوة إمكانية إجراء حوار للتوصل إلى نتائج ملموسة تساعد الجميع على إنهاء الحرب وتحقيق السلام.

ويمثل هذا الحدث بارقة أمل وفق "رويترز"، نقلاً عن البابا فرنسيس في عظته الأسبوعية للزوار والسياح في ساحة القديس بطرس الأسبوعية، مضيفاً "أمنيتي الصادقة هي أنه باتباع هذا الطريق، سيكون من الممكن إنهاء القتال والتوصل إلى سلام عادل ودائم".

وفي يونيو، دعا بابا الفاتيكان إلى إنهاء الحصار المفروض على صادرات القمح المنقولة بحرا من أوكرانيا، قائلا إن الحبوب لا يمكن أن تُستخدم "سلاح حرب".

ويشهد تنفيذ الاتفاق تقدماً تدريجياً حتى الآن، وذلك مع افتتاح مركز في إسطنبول الأسبوع الماضي لمراقبة تصدير الحبوب. ويضم ممثلين من أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة وتركيا.

وسيشكل انطلاق سفن الحبوب الأوكرانية، وفق خبراء، بارقة أمل، لتحقيق السلام الغذائي.