Image

أبرز ضحايا حرب المليشيا ووقود معاركها.. تجنيد الحوثيين للأطفال خطر يهد مستقبل اليمنيين

بعد قرابة ٨ سنوات من شن مليشيا الحوثي الإرهابية حربها على اليمنيين وانقلابها على مؤسسات الدولة اليمنية، مايزال أطفال اليمن في مناطق سيطرتها يدفعون ثمنا باهظا باعتبارهم وقود هذه الحرب.
 
تعتمد مليشيا الحوثي بشكل رئيسي على تجنيد الاطفال في صفوفها وفق تقارير حقوقية محلية ودولية. 
وكشف تقرير حقوقي جديد  عن المليشيات جندت حوالي ٣٦ ألف طفل خلال المراكز الصيفية التي أقامتها خلال الأسابيع القليلة الماضية في عدة محافظات تخضع لسيطرتها. 
 
وأشارت الباحثة السياسية أروي الخطابي، في ورقة عمل قدمتها إلى ندوة أقيمت على هامش الدورة الخمسين لحقوق الإنسان والتي عقدت مؤخرا  في جنيف خطورة المراكز الصيفية التي تقيمها المليشيات الحوثية باعتبارها المصدر الرئيسي لتجنيد الحوثيين للأطفال في اليمن. 
وقعت مليشيا الحوثي الإرهابية، مع الأمم المتحدة اتفاقيتين لمنع تجنيد الاطفال في صفوفها غير أنه - في ظل التراخي الأممي معها- لم تلتزم بشيء من هذه الاتفاقيات. 
وكان أول تعهد لمليشيا الحوثي بعدم تجنيد الاطفال في عام 2012؛ حيث تضمنت الاتفاقية التزام المليشيا بإنهاء استخدام ما يسمى (الجنود الأطفال) لكن لم تفِ بالتزاماتها وفق منظمة هيومان رايتس ووش الأمريكية. 
 
وآخر اتفاقية وقعتها المليشيا كانت في أبريل  الماضي؛ حيث قالت الأمم إنها وقعت في  ٢٠ أبريل الماضي مع مليشيا الحوثي خطة عمل تعهدت المليشيا بموجبها بإنهاء تجنيد الأطفال، لكنها لم تف بالتزاماتها واستمرت في تجنيد الاطفال كما دأبت عليه خلال سبع سنوات من حربها في اليمن.
تشير تقارير حقوقية إلى أن  مليشيا الحوثي بدأت بتجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب مع أول تمرد لها على الدولة في صعدة في 2004، وفق فكر ممنهج لتدمير الطفولة في اليمن، وتصاعدت وتيرة الاجرام الحوثي ضد الأطفال طوال هذه السنوات في ظل مواقف دولية متخاذلة.
تقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن  الحوثين جندوا آلاف الأطفال كجنود وأرسلوهم إلى المعارك. 
وقال أحد الأطفال لـ"هيومن رايتس ووتش" إنه جُنّد في سن 13 عاما، وأصيب برصاصة في صدره أثناء قتاله ضد الجيش اليمني.
 
كما  أفاد شهود عيان أنهم رأوا أطفالا مسلحين لا تتجاوز أعمارهم السابعة عند نقاط التفتيش.
وأفادت الأمم المتحدة أنه في الفترة  بين يناير/كانون الثاني 2020 ومايو/أيار 2021، لقي نحو ألفَيْ طفل جنّدهم الحوثيون مصرعهم في المعارك مع القوات الحكومية. 
وأكد رئيس منظمة ميون لحقوق الإنسان في عدن عبده الحذيفي، أن تجنيد الأطفال في ‎اليمن تشترك فيها العديد من الجهات.
 
وأوضح في تصريحات لبرنامج استديو الرياض،  على قناة إم بي سي، السعودية قبل أيام  أن عملية تجنيد الأطفال تبدأ من المدارس في إعداد المنهج الذي يحث على القتال والكراهية.
وأشار ‏رئيس منظمة ميون لحقوق الإنسان في عدن، إلى أنه يتم  استغلال الأطفال من قبل المليشيا الحوثية  لخدمة الإرهاب.
وأضاف أن تجنيد الأطفال في اليمن متقدم على كل الدول التي شهدت ظاهرت استهداف وتجنيد أطفال في القتال.
 
وأكد أن تجنيد الأطفال أصبح يسير بمنهجية واستيراتيجية تشترك فيها اغلب الوزارات والهيئات حد قوله. 
في ٢٧ مايو الماضي أطلقت الحكومة اليمنية، ومكتب الأمم المتحدة في اليمن، الحملة الدولية لمنع تجنيد الأطفال.
ودشنت وزارة الشؤون القانونية اليمنية الحملة من عدن، بهدف منع تجنيد الأطفال، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
 
ودعا بيان التدشين إلى إيقاف وإدانة انتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية لحقوق الأطفال وإغلاق كافة مراكز الحشد والتعبئة التي تقوم بتجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال.
وأكد البيان التزام الحكومة بالدستور والقانون اليمني وبالاتفاقيات الدولية التي تمت المصادقة عليها لإنهاء ظاهرة تجنيد الأطفال.
كما دعا «كل الفعاليات المحورية العسكرية والاجتماعية والسياسية والإعلامية الرسمية والشعبية في كافة المحافظات إلى المشاركة الفعالة لإظهار خطورة هذه الظاهرة على أجيال المستقبل».
وأكد البيان «أن مكان الأطفال في هذه المرحلة العمرية هو المؤسسات التعليمية والتربوية والتسلح بالمعرفة والعلم باعتباره البوابة الحقيقية للمستقبل وضمان جيل بلا عنف من جراء الحروب والصراعات».
 
سيظل أكبر خطر يواجهه الشعب اليمني مع مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران هو خطر تجنيد الأطفال وجعلهم وقود للحرب وتمرير المشروع الإيراني  في اليمن ولا بد ان يقف الجميع المواجهة هذا الخطر وفي المقدمة الأهالي وأولياء الأمور، وفق ناشطين حقوقيين.