مغامرات مميتة.. قصص أطفال نجوا من الموت في جبهات الحوثيين
بين جبهات القتال في تعز ومارب وصنعاء، خاض الطفل محمد محمد الجهمي (14 عاماً) تجربة مليئة بالمخاطر والأحداث المرعبة؛ وهو يقاتل في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية.
كانت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، قد استدرجته- فور وصولها منطقته في إحدى الأرياف بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن- إلى دورة ثقافية (تعبوية) استمرّت شهراً كاملاً، تلاها دورة أخرى قتالية استمرّت أيضاً شهراً. وبعدها أعطته سلاحاً و20 ألف ريال، ودفعت به للقتال في صفوفها بجبهة تعز.
ومع تراجعها في تلك الجبهة، نقلته إلى أحد معسكراتها في العاصمة صنعاء، قبل أن ترسله مع آخرين لتعزيز مقاتليها في جبهات صرواح غرب محافظة مارب شرق العاصمة صنعاء، وجبهات صلب وحريب القراميش في نفس المحافظة، ليقع بعد أشهر من المغامرة المميتة أسيراً في قبضة القوات الحكومية.
من جهتها، القوات الحكومية أرسلته ضمن مجموعة أطفال آخرين أسرتهم إلى مدينة مارب، للالتحاق ببرنامج تأهيلي نظّمه مشروع مركز الملك سلمان لإعادة تأهيل الأطفال المجنّدين.
الإفلات من الموت
في سبتمبر 2017، ظهر الطفل الجهمي، بين زملائه بإحدى قاعات إعادة التأهيل بمدينة مارب، متحدّثاً في مقابلة بثّتها قناة "بلقيس" الفضائية، عن بعض جوانب مغامرته الكارثية، وكيف كان يقضي أيامه ولحظاته الصعبة في مواجهة الموت إما بالقذائف أو الغارات أو في الاشتباكات المباشرة. مستذكراً عشرات الأطفال الذين شهد مقتلهم أو إصابتهم في الجبهات التي تنقّل فيها.
ومن ضمن المشاهد المرعبة التي كشف عنها، أنه- ذات يوم- تعرّض وآخرين للحصار من قبل الجيش في أحد المتارس بسوق صرواح، ورفض تسليم نفسه خوفاً من تعرّضه للذبح كما لقّنه الحوثيون في دورات التعبئة، ولم يجد أمامه خياراً سوى الانسحاب تحت وابل الرصاص، ليرمي بنفسه في حفرة ويختبئ فيها ليومين، تاركاً وراءه اثنين من رفاقه جرحى ومثلهم قتلى سقطوا بجانبه.
بصوت متهدّج وملامح شاحبة تكسوها براءة الطفولة، تحدث عن موقف أمّه الذي كان رافضًا لالتحاقه بالحوثيين، ومحاولتها حبسه في المنزل إلا أنه أفلت منها، ولم يتمكن من زيارتها إلا بعد شهر ونصف، إذ عمد الحوثيون لأخذ هواتفهم في الجبهة ومنعوهم من التواصل بعائلاتهم.
وحتى في الزيارة، يقول إن الحوثيين لم يسمحوا له بالبقاء سوى أسبوع واحد وبعدها "جاؤوا بالأطقم لأعادتنا إلى الجبهة، ولم تكن أمي تعلم أني ذاهب للقتال إذ أخبرتها أني أعمل في نقطة أمنية".
القائمة السوداء
في نهاية 2018، قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن مسئولًا في مليشيا الحوثي وصفته بـ"الرفيع" اعترف لها بمسئولية جماعته عن تجنيد 18000 طفل منذ بداية حربهم في اليمن عام 2014.
وكشف تقرير للمرصد الأورومتوسطي ومنظمة سام الحقوقية، نشر في فبراير 2021، عن تجنيد مليشيا الحوثي لـ10333 طفلًا يمنيًا منذ 2014 في 19 محافظة، منهم 248 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 8-11 عامًا، و3838 طفلاً بين 12-14 عاما و6247 طفلاً بين 15-17عامًا.
ونشر التقرير، الذي حمل عنوان "عسكرة الطفولة"، قائمة تتضمن أسماء 111 طفلًا قتلوا في صفوف الحوثيين خلال يوليو وأغسطس 2020 فقط، و"اعترف إعلام الحوثيين بمقتلهم". منوّهاً إلى أن هذه الإحصائيات "لا تقدّم سوى سردًا جزئيا لحجم وطبيعة تجنيد الأطفال في اليمن".
لم تتوقف عمليات التجنيد عند الأطفال الذكور، بل كشف التقرير عن تجنيد مليشيا الحوثي "34 فتاة (تتفاوت أعمارهن بين 13 و17 عاماً) خلال الفترة من يونيو 2015 إلى يونيو 2020".
ومن جانبه، كشف فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، في تقريره للعام 2021، عن تلقّيه قائمة بأسماء 1406 أطفال جنّدهم الحوثيون ولقوا حتفهم في المعارك عام 2020، وقائمة أخرى تضم 562 طفلاً جنّدهم الحوثيون ولقوا حتفهم في المعارك بين يناير ومايو 2021، وتتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و17 سنة.
وكانت الأمم المتحدة أدرجت المليشيا الحوثية في يونيو 2021، على "القائمة السوداء" للجماعات المنتهكة حقوق الأطفال، بسبب جرائمها وانتهاكاتها لحقوق أطفال اليمن.
لماذا تجنيد الأطفال؟
وحول سبب إصرار ميليشيا الحوثي على تجنيد الأطفال، حدد الأورومتوسّطي ومنظمة سام أربعة أسباب لذلك، أوّلها: سهولة التأثير على قناعات الأطفال من خلال الدورات الثقافية والعقائدية.
وثانيها "استغلال ظروفهم الاقتصادية (الفقر) والاجتماعية (غياب أو موت المعيل)". فيما تمثّل البقيّة في "إمكانية استقطابهم عبر وعود كاذبة ومضللة، والطاعة وتنفيذ الأوامر دون تفكير".
وإضافة إلى ذلك، يقول رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة، أحمد القرشي، إن "جماعة الحوثي تأخذ نصيب الأسد في عمليات تجنيد الأطفال، لأسباب عديدة من ضمنها الكثافة السكانية العالية، والوضع الاقتصادي بالغ التدهور، وانهيار العملية التعليمية، وفقد غالبية الأسر لمصادر دخلها".
وأضاف القرشي، في تصريح خاص، أن من ضمن الأسباب التي تساهم في استمرار تجنيد الأطفال "عدم وجود معالجات وحماية للأطفال في ظل النزاع المسلح وما بعده".
دورات التعبئة.. خطوة نحو الهاوية
وكما حدث مع الطفل الجهمي، توضح شهادات كثير من الأطفال الضحايا، أن الحوثيين عادة ما يلحقون الأطفال بدورات التعبئة الأيدولوجية، يليها دورة عسكرية يدرّبونهم فيها على استخدام الأسلحة وكيفية زراعة الألغام والعبوات، قبل أن يزجوا بهم في ساحة المعركة إما كمقاتلين في الخطوط الأمامية أو في زرع الألغام أو مهام أخرى كنقل الإمدادات أو الحراسة.
ومن هؤلاء الطفل سعيد صالح علي فلاح (15 عامًا) الذي ينحدر من مديرية خولان بصنعاء. يقول في مقابلة أجراها معه المرصد الأورومتوسطي ومنظمة سام، إن الحوثيين جاؤوا إلى منزل والده في ديسمبر 2019 بينما كانت العملية التعليمية متوقفة بسبب انقطاع رواتب المعلمين، وطلبوا من عائلته السماح لهم بأخذه إلى "دورات تعليمية".
وبعد ذهابه معهم، يقول: بدأت بتلقي الدورات والتي كانت تتحدث عن قتال "العدوان والمرتزقة" (قوات الحكومة اليمنية والتحالف العربي)، ولم أفهم منها شيئًا، وبعد 10 أيام تمكنت من الهرب.
لم يدم هروب "سعيد" طويلاً إذ استطاع الحوثيون الوصول إليّه مرة أخرى، وهنا يقول: اقتادوني هذه المرة لنقل الإمداد والتموين لجبهات القتال وكانت مهمتي صباحاً ومساء. وتقديراً لنشاطي في أداء المهام التي كانت توكل إلي، أعطاني مشرف الجبهة "أبو جهاد" دراجة نارية لأنقل عبرها الغذاء و"القات" إلى المقاتلين.
ويضيف: استمرت فترة تجنيدي 5 أشهر، وفي إحدى المرات تعرضت لحادث سير أدى إلى انقلاب الدراجة النارية التي أقودها وأصبت بـ"كسور" في قدمي خضعت على إثرها لثلاث عمليات جراحية. وبعد انتهاء فترة علاجي، عدت إلى البيت، وقامت عائلتي بتهريبي إلى مأرب حتى لا يتم تجنيدي مجدداً من قبل الحوثيين.
ولا يختلف الأمر كثيراً عند الطفل أ. د (15 عاما)، والذي ينحدر من مديرية نهم شرق صنعاء. يقول في شهادته للمرصد، إنه حضر العديد من الدورات الفكرية والثقافية التابعة للحوثيين بدءً من العام 2018 وآخرها في فبراير 2020، إذ أن والده ينتمي إلى الحوثيين و"اعتاد أن يشركني في دورات فكرية معه، ما جعلني أتأثر بفكر الجماعة".
وبعد حضوره الدورات يقول: أخذني شخص يسمى "أبو الكرار" وهو من نفس منطقتنا (نهم)، إلى دورة عسكرية خاصة، تعلمت فيها فك وتركيب الأسلحة واستخدامها، وزرع الألغام، وأساليب تمويه الطيران.
وأضاف: استمرت الدورة 5 أشهر، وكانوا يعطونا الكثير من المحاضرات الفكرية والعقائدية، ويأخذونا إلى الاحتفالات الخاصة بالجماعة في صنعاء، واكتشفنا أنهم يضعون لنا حبوب في المشروبات الغازية لا نعرف ماهيتها، لكن كنا نشعر بالطاقة عند تناولها.
وتابع: في إحدى المرات أعطوني مكافأة مالية متواضعة، ومن ثم أرسلوني إلى دورة تثقيفية أخرى لمدة 15 يومًا درسنا فيها عدد من "الملازم"، وكانوا يأخذوني لزيارة قبور قيادات حوثية.
وبعد ذلك، يقول: أعادونا إلى جبهة "حريب- نهم" تحت قيادة "أبو الكرار" وقاتلت فيها شهرين بلا توقف، وفي النهاية نجحت في الهرب منهم عبر قريب لي، وعدت إلى أسرتي التي هربتني إلى حضرموت للعلاج، حيث كنت أعاني من الكوابيس والقلق، وبعدها نقلوني إلى بيت خالي في مأرب.
أساليب التجنيد
تعددت وسائل وأساليب الحوثيين في تجنيد الأطفال، ووفقاً للمرصد الأورومتوسّطي ومنظمة سام، فأنهم (الحوثيين) يعتمدون على عدة معايير خاصة أهمها "العمر والوضع الاقتصادي"، وذلك ما جعل الأطفال وأسرهم "هدفًا سهلًا للحوافز المالية والتلاعب".
وسجّل المرصد حالات أخرى جنّد الحوثيون خلالها أطفال من عائلات فقيرة قبلت بمبلغ مالي للبقاء على قيد الحياة، وأخرى قايضت ابنها بأسطوانة غاز تحت ضغط الأوضاع المعيشية.
وفي السياق ذاته، كشف فريق الخبراء البارزين في التقرير المشار إليه آنفاً، عن تلقّيه 10 حالات اقتيد فيها أطفال للقتال في صفوف الحوثيين "بذريعة أنهم سيلتحقون بدورات ثقافية أو أخذوا من تلك الدورات إلى ساحات المعارك".
وإضافة إلى ذلك، قال الفريق إنّه وثق "9 حالات قدمت فيها أو منعت مساعدات إنسانية إلى عائلات فقط على أساس ما إذا كان أطفالها يشاركون في القتال أو إلى معلمين فقط على أساس ما إذا كانوا يدرسون منهج الحوثيين".
وبالإضافة إلى أسلوب الترغيب، ذكر تقرير المرصد أن الحوثيين يلجؤون في أحيان أخرى لاستخدام أسلوب التهديد مع العائلات لإجبارها على إرسال أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين 10- 17 عامًا إلى الجبهات، وكذلك يلجؤون لتجنيد الأطفال من مخيمات النازحين ودور الأيتام.
من ضمن الأساليب، قال المرصد إن الحوثيين عمدوا إلى إغراء كثير من الأطفال بتجنيدهم للعمل في نقاط أمنية داخل المدن قبل أن يقوموا بنقلهم لاحقاً للجبهات. موضحاً أنهم يقدمون أحياناً على "جر الأطفال إلى الجبهات دون علم عائلاتهم".
وكشف تقرير "عسكرة الطفولة"، عن افتتاح الحوثيين 52 معسكرًا تدريبًا- خلال 3 سنوات- لآلاف المراهقين والأطفال من عمر 10 سنوات، حشدوهم إليها عبر حملات مفتوحة وإجبارية في مناطق سيطرتهم بصعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وتهامة وحجة وذمار.
وأوضح أن عدد الأطفال المجندين عبر الترهيب بلغ 2039 طفلًا، وعبر الترغيب 6745 طفلاً، و639 طفلاً عبر التضليل، فيما تم تجنيد 832 طفلاً قسريّا عبر الاختطاف.
وفيما يتعلّق بالتجنيد حسب المستوى الاقتصادي، فقد سجّل التقرير تجنيد ميليشيا الحوثي لـ 5213 طفلاً من أسر معدمة، و2839 طفلاً من أسر محدودة الدخل، و1843 من أسر متوسّطة الدخل.
وفي الجبهات، ينتهج الحوثيون أساليب متعددة لتعبئة الأطفال معنوياً والدفع بهم للمشاركة في الهجمات القتالية وضمان بقائهم الدائم فيها، ومنها تشجيعهم على سماع الزوامل الحماسية بمكبّرات الصوت، واستدرجهم لإدمان الشمّه المخدّرة والقات وغيرها من المنشّطات.
يقول الطفل الجهمي: تعلّمنا من الحوثيين تعاطي "الشمة" تحت الإحراج، وكنت أفقد الوعي حينما بدأت بتعاطيها أول ثلاثة، كما كانوا يوفّروا لنا القات بكثافة، وكنّا نستمع باستمرار للزوامل وكانت تثير حماسنا، وكانت أهم ما يجعلنا نبقى في الجبهات ونشن هجمات بلا شعور.
مهام خطرة
ومن خلال شهادات الأطفال الضحايا والتقارير الحقوقية يمكن حصر أبرز 7 مهام يوكلها الحوثيون للأطفال المجندين وهي: استخدامهم كمقاتلين في الخطوط الأمامية للجبهة، وفي زراعة الألغام والعبوات المتفجّرة، وفي مهام نقل الامدادات للمقاتلين، وفي مهام استخباراتية، وقيادة المركبات القتالية، وفي نقاط التفتيش، وكمرافقين للقيادات الحوثية الأمنية والعسكرية.
وكشف تقرير المرصد عن تعرّض الأطفال لعقوبات قاسية في حال عدم تنفيذهم أوامر القيادات الحوثية في الجبهات ومنها: "السجن، والحرمان من الأكل، والاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والتهديد بالسلاح".
وفيما يتعلّق بمهام الفتيات المجنّدات، كشف التقرير عن استخدام الحوثيين لهن "كمخبرات، ومجنّدات، وحارسات، ومسعفات، وأعضاء فيما يعرف بـ"الزينبيات". وهي تشكيلات نسائية حوثية مسلّحة توكل لهن مهام تفتيش النساء والمنازل وتلقين النساء أفكار الجماعة، وحفظ الأمن في سجون النساء".
أضرار متعدّية
وعن الأضرار والمخاطر المباشرة وغير المباشرة التي تلحق بالأطفال المجنّدين، أوضّح رئيس منظمة سياج، أنهم يتعرّضون لأضرار نفسية واجتماعية وجسدية كبيرة جداً، ومنها القتل أو الإصابة والإعاقة وغيرها، فضلاً عن حرمانهم من التعليم والرعاية والحياة الآمنة.
وقال: إذا كانت الحرب تلحق بالبالغين المنتمين للجيوش للنظامية كالجيش الأمريكي والروسي والجيوش الكبيرة، أضرار نفسية واجتماعية وعلى جميع الأصعدة، فما بالك بأطفال لا يزالون في مقتبل العمر.
وأوضح القرشي، أن "هذه الأضرار متعدية من الأطفال إلى ذويهم وإلى المجتمع ثم إلى مستقبل البلاد بشكل عام". وقال: هناك حزن وفقد ومعاناة شديدة على الصعيد النفسي والاجتماعي لأسرة الطفل الضحية ولمجتمعه.
ومن الأضرار غير المباشرة، يعاني الأطفال الذين اشتركوا في القتال "حالات اضطراب نفسي، التفكير في الانتحار، والانطواء والعدوانية، التبول اللاإرادي، الكوابيس في المنام"، وفقاً للمرصد.
غياب الرؤية
وحول ما يجب فعله لحماية الأطفال ومنع تجنيدهم، قال رئيس منظمة سياج، "نحن اليوم مطالبون كمجتمع دولي، وحكومة شرعية معترف بها دولياً، وكمنظمات دولية وأممية ومنظمات وطنية أن يكون هناك رؤية استراتيجية موحدة وخطة قائمة على تقييم ودراسة للحد من تجنيد الأطفال وإشراكهم في النزاع المسلّح".
وشدد على ضرورة أن يكون "هناك عمليات رقابية تركز على نتيجة الأموال الطائلة التي تقدم لليمن باسم المساعدات الإنسانية الطارئة، ما هي نتيجتها فيما يخص ملف الأطفال وبالذات عمليات تجنيدهم وإشراك الأطفال في النزاع المسلح".
وقال: يفترض أن يكون التركيز من قبلنا كنشطاء حقوق الإنسان وكإعلاميين على النتيجة، هل هذه النفقات الكبيرة جداً والبرامج التي يعلن عنها أدت إلى تراجع هذه الانتهاكات أم ما زالت في تزايد؟".
وأكّد الحقوقي القرشي، على ضرورة أن "تنظر الدول العربية وخاصة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية على أن ما يحدث للأطفال في اليمن مهدد حقيقي لأمنها واستقرارها في المستقبل على الصعيد الاقتصادي والأمني".
مؤكّداً أن ما تقدمه الدول العربية وخصوصاً دول الخليج من مساعدات لليمن "ليس شفقة ولا منّه ولكن تجاه أمنها القومي أولاً قبل أن يكون تجاه الأطفال وتجاه اليمن".
جريمة حرب
ويحظر القانون اليمني والقانون الدولي الإنساني تجنيد الأطفال دون الـ18 سنة واستخدامهم للعمل بوصفهم جنودًا، ومحظور أيضاً طبقًا للمعاهدات والأعراف الدولية، وتعرّفه المحكمة الجنائية الدولية بوصفه جريمة حرب.
وفي 2003، حددت الأمم المتحدة قائمة الانتهاكات الجسيمة الستة لحقوق الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، وهي: قتل الأطفال أو تشويههم، وتجنيد الأطفال أو استخدامهم جنودًا، واختطاف الأطفال، والاغتصاب وغيره من الانتهاكات الجنسية الخطيرة التي يتعرض لها الأطفال، ومهاجمة المدارس أو المستشفيات، وقطع سبيل المساعدات الإنسانية عن الأطفال.
ورغم حجم الضحايا، والمناشدات المحلية والدولية، إلا أن الحوثيين يواصلون استقطاب الأطفال وتجنيد المزيد منهم وحشدهم للجبهات رغم عدم امتلاكهم القدرة وافتقادهم للخبرة.