مازال الحلم يراود المليشيا في السيطرة على مأرب
يبدو أن الحوثيين غير مستعدين لوقف عملياتهم العسكرية في مأرب التي
تمثل لهم هدفا استراتيجيا يسعون إليه دون توقف، للسيطرة على مدينة النفط والغاز والمعقل الهام للشرعية.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار التي رعته الامم المتحدة، إلا أن تلك الهدنة الهشة لم توقف المليشيات من حشد المسلحين وتنفيذ الهجمات العسكرية التي استهدفت المدنيين بالصواريخ والقذائف المدفعية والطائرات المفخخة، أو من خلال إرسال خلاياها الإرهابية والتي تسعى إلى إسقاطها من الداخل بفعل زعزعة الأمن وتنفيذ الاغتيالات وزرع العبوات الناسفة.
مأرب، بعد أن كانت مسرحا لمعارك طاحنة بين القوات الحكومية ومليشيات الحوثيين المدعومين من إيران توقفت فيها القتال من جانب الشرعية التي تؤكد التزامها باهدنة وضبط النفس الذي يقابله من الطرف الآخر تعنت وانتهاك يومي للهدنة التي وجدتها المليشيا فرصة سانحة لإعادة ترتيب صفوفها، بعد ما تلقته من هزائم متلاحقة لأنساقها القتالية التي أحرقتها الصحراء وصمود رجال القبائل الذين قدموا الآلاف من أبنائهم كجدار صد منيع حال دون تقدم الحوثيين صوب مركز المحافظة.
وليس غريبا أن يشدد الحوثيون الخناق على هذه المنطقة، لما تشكله من مخزن لغالبية الموارد النفطية لذا تدرك المليشيا، بحسب نصيحة الحرس الثوري الإيراني بأن إسقاط مأرب تكون أسقطت الشرعية التي لن تجد ما تفاوض عليه لو جلست على طاولة مفاوضات السلام. فسقوط مأرب سوف يجعلها مكبلة غير قادرة على التفاوض وهي في موقف ضعيف، لذا يحذر خبراء عسكريون الحكومة الشرعية بعدم الاستناد على الهدنة في إيقاف القتال والبقاء دون يقظة من أي عمل عسكري حوثي مفاجئ للسيطرة على مركز المدينة بعد أن وقفت الهدنة وطيران التحالف، وأعطي الوقت الكافي للحوثي للاستعداد وتحشيد مقاتليه.
فعدم الانتباه من قبل الشرعية لمثل تلك التحركات الحوثية وأخد الحيطة والحذر والاستعداد العسكري سوف يكون بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير. فسقوط مأرب مازال حلما يراود مليشيا الحوثي لتعزيز التهامه ما تبقى للشرعية على الأرض.