الشباب المثقف واصطفافهم خلف فكر حوثي هدام
خلال فترة بسيطة من انقلابها على الشرعية، تمكنت مليشيا الحوثي من تغيير الكثير من المفاهيم لدى الشباب، إلى جانب العديد من المثقفين والشخصيات الاجتماعية والإعلامية، وجعلت منهم بوقا يردد الصرخة الحوثية ويؤمن بالفكر المتطرف الحوثي السلالي؛ في ظاهرة تستحق الدراسة والوقوف عليها لمعرفة الكيفية التي استطاعت مليشيا قادمة من الكهوف أن تجعل من حاملي الفكر النير مجرد بوق يدافع عن تراهات ما يسمونه قائد المسيرة القرآنية، صاحب الفكر الظلامي عبد الملك الحوثي يقول محللون اجتماعيون لـ"المنتصف" إن المليشيا أخضعت العديد من الشباب لبرامج مكثفة غسلت أدمغتهم وجعلتهم يؤمنون بكل ما تطلقه تلك المليشيات من أفكار هدامة، لدرجة جعلت الكثير من الشباب لا يتورع عن قتل أبيه أو اخيه أو صديقه لمجرد أنه يعارضه في الرأى. فقد أقنعوه بأن ما يقوله زعيم الإرهاب كلام مقدس، والدفاع عما يردده من خزعبلات نوع من أنواع الجهاد الذي يستلزم التضحية بالمال والنفس. ويؤكد المختصون أن الحقيقة تظل غائبة عند الكثير ممن غرر بهم، لا يبحثون عنها، فقط يستبقلون ما جاء من عند المشرف الثقافي، وما عليهم إلا الإيمان المطلق به. فقد تمكن الحوثي من عقول الشباب، وحتى من كنا نعتقد أنهم مثقفون وأصحاب رأي ودكاترة جامعات، وصار ما يأتي من مشرف ثقافي أمي لا يقرأ و لا يكتب هو من يشكل هويتهم وثقافتهم القرانية يرددون صرخة الموت أين ذهبوا وولوا وهناك من أغراهم بالمال والسطوة التي اكتسبوها من المليشيا؛ وهو ما جعلهم ينقادون خلف الجماعة الانقلابية رغم علمهم أن الحوثي لا يحمل سوى فكر ضلالي هدام؛ ومع ذلك يتماهون معه لتحقيق مصالح شخصية تعود عليهم بالفائدة. ونوهوا بأن ما يقوم به الحوثي سوف ينعكس أثره في مراحل لاحقة وسنحتاج إلى فترة طويلة لتخليص المجتمع من بذرة الحوثي الخبيثة في عقول أبناء المناطق التي تقع تحت سيطرته، بعد أن عمد على تغيير المناهج بمناهج طائفية تحت إشراف خبراء إيرانيين وأدخل الشباب في برامج غسل دماغ الطلاب في المراكز الصيفية واستقدام خبراء من حزب الله وتدريس المذهب الشيعي الاثناعشري. وفي الجانب الآخر لم تقم الشرعية بدورها في مواجهة الفكر الحوثي وأخطاره على المجتمع؛ فقط اكتفى الإعلام بنشر ما يعتمل في حق الشباب دون مواجهته. لذا كلما طالت الحرب طال الخطر الحوثي على اليمن ودول الجوار التي تسعى إيران لاستهدافها عبر ذراعها الحوثي وتنفيذ أجندتها لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.