Image

شباب باعوا أنفسهم للشيطان وحولهم الحوثي إلى قتلة أهلهم وذويهم

سجلت محافظات صنعاء وإب وعمران، التي تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ارتفاعا كبيرا في معدلات جرائم القتل الأسري، في ظاهرة تعتبر دخيلة على اليمن، بعد أن كان من النادر أن تسمع عن ابن يقتل أباه أو أخاه. صرنا نسمع عن تلك الحوادث باستمرار، ولا يمر شهر إلا ونفذ شاب مراهق جريمة قتل في أقرب المقربين إليه.
 
 دوافع ارتكاب الجريمة
يؤكد مختصون في علم الاجتماع لـ"المنتصف" أن التعبئة الخاطئة التي تقوم بها المليشيات في صفوف الشباب والأطفال هي وراء تحول كثير من الأطفال ةلى مجرمين وقتلة يتم تحريضهم على أسرهم ومجتمعهم، ولم يعد للأب حكم على ابنه إذا كان قد باع نفسه إلى المسيرة الشيطانية. فقد استطاع الحوثيون خلال فترة بسيطة تحويل الشباب إلى مجموعة قتلة ومجرمين يرتكبون جرائهم بدم بارد في أكثر من منطقة تقع تحت سيطرة مليشيا الموت والإرهاب.
ويرى محللون نفسانيون لـ"المنتصف" أن من الأسباب الرئيسية في ارتفاع معدل ارتكاب الأطفال للجرائم ينبع من أنماط التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي تمارسها المليشيا مع الأطفال في إدخاله بدورات تحث على القتل وسفك الدماء باعتباره جهادا مقدسا، فهذا يختزل العنف في البناء النفسي للطفل وبنضوجه يمارس العنف على أقرب الناس إليه، إضافة إلى أن زج الأطفال إلى جبهات القتال في سن مبكرة يهدد السلم الاجتماعي، حيث إن ارتكاب مسلحي الحوثي ممن هم في سن الأطفال لجرائم القتل ضد ذويهم وأصدقائهم ما هو إلا نتاج تلك الممارسات الحوثية التي تنتهك الطفولة وتجعل من الأطفال وقودا في جبهات القتال.
 
ويؤكد المختصون في علم النفس أن مشاهدة الطفل إلى أقرانه في خطوط المواجهات يقتلون تسبب له أزمة نفسية تؤثر على سلوكه وتجعله ينظر إلى مجتمعه بنظرة عدائية، وهذا ما يدفع البعض منهم بعد عودتهم من جبهات القتال إلى إعدام أقرب الناس. 
جرائم القتل في مناطق سيطرة الحوثيين أخدت في الارتفاع وبشكل ملفت يستدعي دراسة تلك الحالات، كونها أصبحت تهدد سلامة المجتمع الذي أصبح شبابه ضحية زج الأطفال في معارك في أكثر من جبهة، إضافة إلى الدورات الطائفية التي تسعى المليشيا من خلالها إلى إحداث غسيل دماغ الشباب وتجعل منهم مجموعة قتلة لكل من يخالف مسيرتها الظلامية.
 
إن اليمن سوف تحتاج إذا ما انتهت الحرب إلى سنوات عدة لمعالجة الفكر المذهبي الطائفي الذي غزا عقول الشباب وغير في سلوكهم السوي، وحولهم إلى قنابل موقوتة تستهدف المجتمع الذي سيدفع الثمن غاليا، وهو يشاهد أبناءه مجموعة مجرمين يحلون ما حرم الله في قتل النفس.