الوحدة اليمنية.. قيمة لا تقبل القسمة

04:25 2022/05/20

تكمن أهمية الوحدة اليمنية في قيمتها التي لا تقبل المساومة أولًا: كفكرة، ثانيًا: كعمل يمكن تجزئته أو التعاطي معه على أنه ممكن وغير ممكن، وهي نواة وامتداد لمسلمات يقوم عليها تكامل الفطرة السليمة والرؤى الصائبة الباعثة للحقيقة في أبهى صورها. 
 
الوحدة مسألة جوهرية تؤسس لمجتمع غير قابل للانكسار، يستطيع التغلب على كثير من المشاكل والانقسامات الحادة سواء كانت أفقية أو هرمية يتم تغذيتها نتيجة لظروف سياسية معينة أو مصالح وتخادمات واسعة منها صراعات بينية وإقليمية ودولية.
 
اليوم ونحن نشارف على الاحتفاء بحدث الوحدة اليمنية العظيمة والخالدة التي تأسست في يوم الخميس 22 مايو 1990، نقف إجلالا أمام هيبة الزمان وهيبة الحدث، مهما اظهرت دعوات فك الارتباط بؤسها وتحميل هذه القيمة كافة التبعات والخلافات التي صاحبت ثلاثة عقود من الحراك الثقافي والسياسي والزخم الديمقراطي والتنمية والعلاقات الدولية والتحولات التي لا يمكن نكرانها أيا كانت.
 
وحتى لا نكون متشائمين كثيرًا ولا متفائليين حد الأماني فإن هناك سياجات ومضبطات يجب تجاوزها برؤى وحوار جزيل وعميق فقط حتى لا نفقد هذه القيمة بطريقة التجريف وكأنها كانت جريمة وليست روابط وانسجة وهوية أصيلة وفطرة سليمة.
 
والحقيقة لقد أدى غياب القيادة الشجاعة والقوى السياسية الحية، إلى تناثر روابط المجتمع التي تنبثق من الوحدة، بمعنى أن هناك فضاء مفتوح لكنه غير صحي منح العديد من الفاعلين تصدر المشهد على حساب أصحاب التجربة والفكر والمعرفة وعلى حساب كثير من القيم الأصيلة والمرجعيات الكفيلة بإحداث متغير له أهدافه وتصوراته.
 
أثق تماما بأن هناك من لا يزال يحن للململة الشتات ولديه استعداد للمجابهة ومواجهة كل هذه المخرجات التي تعكس أزمة تفكير وأزمة هوية، وكما أن التنظير بدون قيادة في الميدان غير مجدي وضرب من الأماني والأحلام، فإنه أيضا لا يمكن أن يؤسس لفك ارتباط مستقر، وستظل المعاناة ما لم تكن هناك محددات وموجهات واضحة تراعي مصالح الفرد بمعزل عن الجماعة والقبيلة والطبقية والمناطقية وحسابات الجغرافيا الضيقة والثروات المكنوزة.
 
اليوم يجب على اليمنيين البناء على القرارات الدولية التي صدرت على الأقل خلال العشر سنوات الأخيرة، والتي جاءت كلها لتؤكد وحدة البلد وحريتهم وسيادة الجغرافيا غير منقوصة؛ وهي بمثابة مسار فقد أكدت تلك القرارات منذ 2014 مرورا ب16 و17 و2018 وكذلك 19 حتى 2022 على وحدة اليمن وسيادة أراضيه.
 
لذا يجب الحفاظ على وحدة البلد وما تبق من مكتسبات وآفاق رحبة بالطريقة التي لا تؤسس لاحقاد وصراعات مستقبلية، لأن الناس تريد أن تحيا بأمان وحركة تمكنها من انتزاع حقوقها بسهولة تحت ظل الأمن والأمان والتنقل والبناء.
 
وهذا لن يتأتى ما لم تتفق جميع الجهود على أن المشروع الحوثي المدعوم من قبل النظام الإيراني هو العدو الأبرز والأول لجيل كامل من الشباب ولهوية البلد ولوحدة المجتمع والجغرافيا ولثورتي سبتمبر وأكتوبر وهو العدو للإنسان اليمني والمرأة والطفل والتعليم والنهضة بكافة أشكالها.