Image

برميل الشريجة شاهد على ويلات التشطير ونيران ذات البين !

 ظل برميل الشريجة  عنوان تمزق اليمنيين لعقود عدة لا يستطيع احد تجاوزه كشاهد على ويلات التشطير ونيران ذات البين حينما كانت نقطة تماس بين الشمال والجنوب 
في نقطة  الحد  يفتش الركاب ونقلهم بين الشطرين ممن يحملون رخص التنقل من الجهاز الامني الذي يدقق في هوية كل مسافر ومن استحال عليه الحصول على ترخيص الامن السياسي الذي نقلت اليه المهمة في منتصف السبعينات للتدقيق في تراخيص السفر مابين الشطرين والذي كان يعدم أمراً صعب المنال مما حذا لمثل هؤلاء هو تحديد موعد مع أمهاتهم وأزواجهم و أقربائهم للالتقاء عند منطقة الشريجة جدار برلين الانفصال
تلك الإجراءات  كانت تحرم الأخ من الالتقاء بأخيه وهو يبعد عنه مسافة كيلو مترات 
لا احد يستطيع العبور الا بعد استيفاء شروط معقدة لتجاوز
برميل فرق بين الاب وابنه والاخ بأخية كعنوان قسم اليمن الى شمال وجنوب سجل البرمل في ذاكرة اليمنيين العديد من الماسي والمعاناة وقصص الهروب من نظام الى اخر في رحلة البحث عن الاستقرار والامن بين ربوع اليمن
 ففي الوقت الذي كان الشعب اليمني موحد تربطهم ببعضهم روابط القربى وصلة الرحم ظل نظام الحكم المختلف أيديولوجيا الشمال كان اقرب الى الرأسمالية والجنوب الاشتراكي نظامين مختلفين اسهما  في تمزيق الوطن وفرض القيود الامنية التي تحول دون تنقل المواطنين في ارضهم اليمنية الموحدة بحسب الجغرافيا والتاريخ 
 ووسط الاجواء المشحونة وما خاضته من حروب قتل الاخ اخاه برزت قيادات  وحدوية سعت الى إزالة برميل الشريجة من الحدود الشطرية
 لم تكن إعادة توحيد اليمن وليدة لحظة بل كانت لقاءات واتفاقات وجهود بدأت بعد الثورة ضد الإمامة في الشمال 1962 والثورة ضد المستعمر في الجنوب 1963 لقاءات هدفها عودة اليمن الى ما كان عليه قبل الاستعمار البريطاني وحكم الأئمة الذين ارادوا وطن ضعيف ممزق يتناحر أبنائه
الكل في الشمال والجنوب رفع شعار تحقيق الوحدة اليمنية ضمن أهدافه في ثورتي سبتمبر واكتور
وعلى الرغم من اختلاف نظامي البلدين الا ان وطنية قادتها جعلتهم يسعون الى الوحدة منهم من راى تحقيقها بقوة السلاح واخرون وجدوا ان المفاوضات اقرب الطرق للوصول بالوطن الى الوحدة حلم الثوار والمناضلي ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين 
في ذلك البرميل سالت الدموع انهار حسرة على فراق الاحبة لم يعرف ابناء الشمال او الجنوب فرحة او ابتهاج الا في عهد الشهيد علي عبد الله صالح صانع الوحدة الذي توجه الى الشريجة وعقد لقاءات تاريخية مع قادة الجنوب الوحدويين أثمرت باول انفراجة  
حين تم تدشين أول مسافر من كلا البلدين لشطر الآخر بالبطاقة الشخصية بحضور وزراء خارجيتي كل من البلدين والاتفاق على تحديد نقاط مشتركة للعبور بين شطري اليمن لتسهيل تنقل المواطنين
 توافذ اليمنيون كالسيل العرم مشاهد فرائحية  كل واحد في اشتياق لأهلة ولا يبعد عنهم سوى أمتار قليلة
 هبوا من كل فج من الشمال في اتجاه الجنوب ومن الجنوب في اتجاه الشمال بمجرد الإعلان عن الاتفاق بالمرور بالبطائق الشخصية هتف الناس بالتكبير  الجميع دخل دون بطاقة من شدة الفرح ولم يعد بمقدور برميل الشريجة العتيق ان يفرق بين الشمالي من الجنوبي وتعانق الأخوة والأحبة عناق الاشتياق بعد فراق طويل في موقف يصعب على أي شخص نسيانه 
 تلك الخطوة ايذانا بتسريع انجاز الوحدة ومحو آثار 
"منطقة الشريجة" سيئة الصيت التي
ترتبط في مخيلة اليمنيين ببرميلها الذي كان يفصل دولتي الشمال والجنوب الى ان  أزيل البرميل العنصري إبان تحقيق الوحدة اليمنية و نقل إلى المتحف الوطني بصنعاء حتى يتذكر من عاش و عانا  ويلات الم التشطير كيف لبرميل ان يقسم الجسد اليمني الواحد  وليعلنوا لا رجعة عن الوحدة
 بعد ان اثمرت كل تلك الجهود في إعلانها في ال22من مايو1990م حينما رفع الزعيم على عبد الله صالح علم الوحدة مع علي سالم البيض معلنين اقتلاع برميل الشريجة وعودة الوطن موحدا 
شعب واحد وعلم واحد يرفرف في سماء اليمن وتعانق تحت ظله الأحبة بعد فراق طويل 
 اليوم بعد ان انقلب الحوثيين على الشرعية نصبوا اكثر من برميل وقسموا اليمن سلاليا وطائفيا وصل الى مستوى البيت الواحد والمحافظة الواحدة تلك المليشيات اشعلت الحرب في كل جزء من ارض الوطن في مخطط
تخريبي هدفه تمزيق الوحدة  التي أضحت حقيقة ملموسة انها حلم الأجداد و نعمة للأبناء والأحفاد  وحقيقة ساطعة كشمس يوم ولادتها 22 مايو اليوم العظيم والتاريخ الأعظم لدى شعوب المنطقة والأمة الإسلامية والعالم أجمع