حقيقة المليشيات الإيرانية وخطرها والدرس اللبناني!
لم تتمكن إيران من تحقيق توسعها وهيمنتها على بعض الدول العربية إلا من خلال خيانة أبناء تلك الدول لأوطانهم! و«الخميني» في مقر لجوئه في «باريس» قبل تسلمه السلطة كان يهدد بتصدير ثورته إلى الخارج! ولذلك جاء «الدستور الإيراني» حاملاً لذلك التصور الخطير، وسرعان ما بدأ العمل عليه بانتهاز فرصة الفوضى في لبنان بعد الحرب الأهلية، لتأسيس حزب تابع له وذراع تنفيذ خطيرة للطموحات والأطماع الإيرانية في المنطقة، وهو «حزب اللات» في بداية الثمانينيات!
} هذا الحزب لكي ينجح في دوره الخطير باختراق لبنان وكل دول المنطقة كان بحاجة إلى (سيناريو تمويهي) يستقطب الجماهير العربية والإسلامية، المتعطشة لمقاومة الكيان الصهيوني والطغيان الأمريكي، فجاء الشعار لمقاومة «إسرائيل وأمريكا» والصراخ بالموت لهما، وإنشاء ما سميّ تيار «المقاومة والممانعة»، والذي انطلى فترة من الزمن على كل مناهض للكيان الصهيوني وللسياسة الأمريكية، فيما الوقائع وبعض الوثائق التي انكشفت حتى الآن تدلل على حجم التبادل والتنسيق الإيراني بل والتحالف مع الكيان الصهيوني والشيطان الأكبر! وبنظرة إلى حجم التبادل التجاري، وإلى وضع الحاخامات في إيران، وإلى ما حدث أثناء «فضيحة (إيران جيت) في الحرب العراقية الإيرانية، ثم ما حدث من تسليم العراق هدية لإيران بعد الاحتلال الأمريكي، ثم (الفضيحة الجديدة حول تمويل أمريكا للمليشيات الشيعية في العراق)، ومناقشة مسألة هذا التمويل مؤخرًا في (الكونجرس الأمريكي) وهذا موضوع آخر سنتطرق إليه لاحقًا، ثم تعطيل انتصار «التحالف العربي» على الإرهاب الحوثي التابع لإيران في اليمن.. كل ذلك وغيره يوضح أن (لإيران ومليشياتها) دورا جوهريا في (المشروع الأمريكي الإسرائيلي) لتفتيت دول المنطقة العربية، وخاصة بعد التفكير الجاد في ذلك بعد حرب 1973، وما رشح من أخبار عن أن (المخابرات الأمريكية والبريطانية والموساد) أسهمت في إسقاط الشاه، وفي الإتيان بـ(الخميني) الذي سرعان ما بدأ عمله في الأجندة الصهيونية، بتأسيس الحزب التابع له في لبنان! (ليكون هو الحزب القائد بعد ذلك لكل إرهاب مليشياوي في العديد من الدول العربية)! ولأن تلك الاستخبارات (تعمل بشكل تمويهي) كالعادة كان لا بد من (الخطاب الناري) المتبادل بينها وتحديدًا بين الشيطان الأكبر والكيان الصهيوني وبين إيران، فيما إيران تشرف على (زرع المليشيات الإرهابية في المنطقة) وتعمل على تخريب الإسلام من داخله!
ومن هنا يتضح أيضًا وفي دائرة الشكوك أن (حرب 2006) جاءت مسرحية حية متقنة انخدع بها الكثيرون، لعملقة هذا (الحزب الخطير) في العالمين العربي والإسلامي كما بدأت تقول الكثير من التحليلات الجديدة!
} بنظرة فاحصة حتى العقوبات الأمريكية لم تفعل شيئًا تجاه إيران ولا تجاه تمرد الإيرانيين، ولا حتى ثورتهم استطاعت خلخلة هذا النظام من جذوره، ولا الحصار الاقتصادي أدى وظيفته المطلوبة، فيما إيران تتهيأ لإعلان نفسها دولة نووية!
وبنظرة فاحصة أخرى يتضح دور المليشيات العميلة لإيران في كل دول المنطقة، فهي دمرت لبنان ودمرت العراق ودمرت سوريا ودمرت اليمن، وكادت تدمر البحرين والكويت وشرق السعودية! وساهمت في التعاون مع (الإخوان) لتدمير مصر لولا الانكشاف والانفضاح والمحاكمة!
} هذه الميليشيات هدفها بخيانة عناصرها لأوطانهم وعمالتهم لإيران والغرب هو تدمير كل الدول العربية التي تطؤها قدمها، ولذلك فخطورتها أكثر من أي عامل آخر في التدمير، والدرس اللبناني يكشف لنا حجم الخطورة، ومثله الدرس العراقي والسوري واليمني!
إنه (الحلف الشيطاني) لتحقيق ما لم يستطع الكيان الصهيوني لوحده تحقيقه! ولا المشروع الأمريكي الذي موّل إرهاب إيران والإخوان للإيقاع بدول المنطقة العربية!
هذه المليشيات لن يزول خطرها إلا بزوال «نظام الملالي»، الذي غسل عقول عناصرها، وجعل الخيانة للوطن والولاء للفقيه جزءًا من عقيدتها!
ومن هنا ربما ندرك سرّ تلاعب القوى الكبرى في الموقف من إيران وإرهابها، وإن كثرت (الخطابات الإنشائية) ضدّها!
أرض الواقع تقول إن تلك القوى تجندّ وتموّل عناصر الإرهاب الإيراني، وفضيحة الكونجرس الأخيرة فضيحة من المفترض أن تكشف الكثير حول التمويل الأمريكي للمليشيات التابعة لإيران، وتأسيس داعش لضرب الدول العربية! كما تكشف العلاقات السرّية بين إيران والكيان الصهيوني الكثير!
ونعيد السؤال المعتاد: متى يستفيق العرب؟
نقلا عن الخليج العربي