لماذا ترتعب ميليشيات الحوثي من السلام؟
حتى اُذكر المواطن اليمني الكريم أن الميليشيات هي سبب وأساس وجذر النكبة والأزمة والفتنة والحروب العبثة؛ التي طالت البشر والشجر والحجر في اليمن، أحببت أن أوضح له أسباب خوفها من القبول بالسلام، ورفضها إنهاء الحرب، وفتح المطارات والموانئ، وتسليم الرواتب وعودة الدولة وخدماتها.
لا يريد الحوثيون السلام؛ لأن كوادرهم ليست مؤهلة إلا للقتل والتلغيم، ومشروعهم مشروع طائفي سلالي، يرتكز على الحرب والموت الفوضى وبث الأحقاد والخلافات بين الناس، ويدّعون تميزهم ونقاء دمائهم، وأن الله خلقهم ليِحكموا، وخلق بقية البشر ليُحكموا وليكونوا خدم ورعية لهم.
قدمت لهم الحرب فرصة وحيدة لحيازة ونهب كل مؤسسات الدولة اليمنية ومواردها، ومصادرة ممتلكات التجار والساسة والأحزاب والشركات التجارية، والمؤسسات التعليمية والحقوقية والثقافية والاجتماعية، ونهب ممتلكات ومدخرات الناس، وفي المقابل يحكمون بدون مسئوليات والتزامات، ومتنصلون عن مغارم السلطة وواجباتها، من خدمات ورواتب، والتزام بالدستور والقانون، بينما السلام سيأتي بدولة عادلة لجميع اليمنيين، ومهمتها الأساسية تقديم الخدمات والرواتب والأمن والأمان والسلام والحرية لجميع المواطنين لا قمعهم وإذلالهم ونهب ممتلكاتهم وتلغيم طرقهم.
السلام سيحرمهم من حكم الناس بالقوة ومن نهب ممتلكاتهم، بمبررات التفرغ للجبهة الخارجية، ومواجهة العدوان، وأن الحرب أهم من الراتب وخدمات الدولة، وهي مبررات وجدوا فيها مخارج لجرائمهم واحتيالهم على الناس.
السلام سيأتي برئيس منتخب، يرى الناس ويرونه، يُطالب بالخدمات والرواتب والأمن والأمان، ويُساءل عن القصور، وهم يريدون إمام غائب معصوم عن المسائلة والمحاكمة، يُسمع ولا يُرى، يحكم كل شيئ في اليمن من خلف شاشة، ولا يُطالب ولا يُساءل عن أي قصور، ويتخفى خلف قداسة مزعومة، وقصص الآل والحسين، لا خلف الدستور والنظام والقانون.
السلام سيأتي برئيس منتخب إلى القصر الجمهوري، يظل تحت سمع وبصر المواطن ومجلس النواب والصحافة، وهم يريدون رئيس كرتوني؛ يعينه إمام الشاشة، ولا يمتلك سلطة اخراج مختطف فيسبوكي من معتقل أصغر مشرف قرآني.
السلام سيأتي بحكومة، تُطالب بتوفير الخدمات والراتب والدواء والغذاء والأمن، وتحاسب عند القصور، وهم يريدون حكومة بلا سلطات، يرأسها صنم كرتوني، ويحكمها من خلفه مشرف عتراوي (من العِترة المطهرة)، مهمتها الأساسية الاستيلاء والبسط على إيرادات الدولة كاملة، ولا تقدم للمواطن أي خدمات، وتُلقي بقصورها واخطائها وجرائمها على الاعداء والسعودية والإمارات وأمريكيا وإسرابييل وزيمبابوي واليههوود واعداء الإسلام.
السلام سيأتي بحق المواطنة المتساوية للجميع، وهم يريدون دولة ميليشاوية، ومجتمع طبقي، ينقسم بين سادة هاشميون يحكمون ويملكون، وعبيد يمنيون يعملون ولا يملكون، ويخدمون ولا يتكلمون. السلام سيأتي بدولة لجميع اليمنيين، وهم يريدون دولة سلالية، تحكمها أسرة واحدة؛ تُدين بمذهب واحد، ورؤية واحدة، وإمام واحد، ومشرف واحد، وزامل واحد. السلام سيأتي بدولة تحمي سيادة اليمن، وتنسج علاقات متكافئة مع جميع دول العالم، وهم يريدون دولة تحكمها مليشيات طائفية، تتبع إيران، وتمثل سجن كبير لليمنيين.
السلام سيُنهي غياب الدولة وخدماتها، ويُلغي حضور الميليشيات وفسادها. تمنحهم الحرب حق قمع الناس وتخديرهم وإسكاتهم، وتسويق انتصارات كرتونية على العالم، لغرض استمرارهم في نهب الدولة وتغييب خدماتها وقمع معارضيهم.
السلام سيُعيد للعلم والكفاءة مكانتهما، بينما هم يريدون بقاء السلالة وعنصريتها. هم يعرفون أن لا قبول لهم شعبيًا، أو إقليميًا أو دوليًا، ويعرفون أننا نعرف أنهم يعرفون ذلك، ولذا فهم يتمترسون خلف الحرب، لقناعتهم أنها الخيار الأوحد والأنسب، لقدراتهم ولمشروعهم ولإمكانياتهم القرآنية، لضمانة بقائهم واستمرارهم جاثمون على رقاب وممتلكات اليمنيين. #ثورة_الجياع_تطرق_الأبواب