فهل يدرك الخليج ضرورة إعادة الحسابات؟

04:53 2022/03/14

في قراءة بسيطة متواضعة للمشهد السياسي في وطني الذبيح من الوريد للوريد، تفصلنا أقل من عشرة أيام عن الولوج في السنة الثامنة لبدء عمليات عاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس 2015، ندخل في السنة الثامنة وشعبنا اليمني يعاني من التشرد والظلم والاضطهاد والفقر والجوع والمرض، تدمرت البنية التحتية والاقتصاد الوطني وقُتل مئات الآلاف من الشعب اليمني وشرد وهجر ثلاثة ملايين مواطن ومواطنة داخليا وخارجيا وبرزت مكونات ناشئة وطارئة بلا قاعدة جماهيرية على الأرض... والنتيجة تعلمونها.
 
لا أشك لحظة بأن الإخوة في مجلس التعاون الخليجي يريدون الخير لليمن، والسلام لهذا الشعب المنكوب، لكن ما يجب عليهم إدراكه هو ضرورة إعادة ترتيب الأوراق، لأن الضرر طال الجميع دون استثناء، وترك لعبة الحسابات الشخصية جانبا. فهذه الحسابات هي التي جعلت الخليج يخسر سياسيا وماديا وبشريا، وعملت على تفكيك اليمن على غرار النموذج الصومالي، وهى التي قسمت اليمنيين إلى مكونات جهوية ومناطقية وطائفية وشوفينية، وهى التي كرست نزعات تجزئة اليمن   دون إدراك لمشكلات هذا المجتمع وتنوعاته وتعقيداته. 
إن استخدام سياسية خلط الأوراق والحسابات الخاصة واستخدام عصا العقوبات الدولية ضد كل من يعارض هو سياسية الإخوان التفكيكية التي أوصلت البلاد إلى هذا المنزلق الكارثي الذي أصبح فيه اليمن خطرا على نفسه وجيرانه.
نقول لأشقائنا في الخليج: إيران زرعت مليشيا الحوثي حقل ألغام لتدمير أطفالنا وأطفالكم، وضررا لوطننا ووطنكم ولشعبنا وشعبكم، وتهديدا دائما لكم ولنا. 
ونقولها ناصحين: لقد حان الوقت لاقتلاع الشجرة الخبيثة وكسر خنجر الفرس بسواعد الرجال وبالأدوات الوطنية الصحيحة؛ حتى لا تظل هذه المليشيا خنجرا إيرانيا مسموما في الخاصرة العربية. وما بقاؤها إلا دمار للخليج، لأن فكرها العقائدي قائم على تدمير الجميع وترى في نفسها الحق وما دونها باطل.
وبسبب سوء اختيار من يقود المعركة سياسيا و عسكريا وأمنيا، أصبح جيل كامل من الشعب اليمني يخضع لمليشيا متطرفة وإرهابية تمارس في حقه كل أنواع الجرائم، وتحوّل مستقبله إلى ظلامٍ دامس وتيه دائم. 
هذه المعركة تحديداً تحمل عبئها المؤسسات الدولية والدول العظمى في العالم، التي لا تولي هذه الجرائم الخطيرة على واقع ومستقبل اليمن الاهتمام الكافي، وتحمل عبئها -كذلك- الشرعية اليمنية المدعومة عربياً ودولياً، وهي معركة حاسمة، ولكنها تحتاج إلى وعي وعمل استراتيجي طويل الأمد.