ما الذي يحتاجه العرب في حرب أوكرانيا؟
08:22 2022/03/04
"إذا لم تكن معي فأنت ضدي"
من الواضح أن روسيا وأمريكا تتعاملان بمبدأ "إن لم تكن معي فأنت ضدي" في القضية الأوكرانية مع الدول العربية تحديدا ومع الدول النامية، لكنهما لا تستطيعان أن تتعاملا بهذا المبدأ مع الصين والدول المركزية في العالم.
كيف نخرج بأقل الخسائر؟
لا شك أن منطقتنا في قلب العالم ومخزونه الرئيسي من الطاقة التي هي جزء من الحرب الاقتصادية الدائرة، وأحداث أوكرانيا تلقي بظلالها على وضعنا العربي. وهناك مأزق سياسي بالغ الحساسية إذا تم اصطفاف بعض الدول العربية، لاسيما المركزية منها مع أو ضد في هذه الحرب.
لن يخرجنا من هذا المأزق سوى تثبيت خطوط عريضة موحدة في الموقف العربي مجتمعا، تحدد هذه الخطوط اتجاه السياسة العربية ومصلحة المنطقة، وتصوغ موقفا متزنا من هذا الصراع المجهول النهاية.
من المؤكد أن العالم سوف يخسر كثيرا في هذا الصراع، لاسيما اقتصاديا.
لذا، يجب أن يضع الموقف العربي الموحد في اعتباره الخروج بأقل الخسائر الممكنة وعدم التورط في الدعم بأي طريقة كانت لإحدى الجبهتين.
الانتقال من الصمت إلى الموقف الموحد
حاليا، هناك صمت عربي له ما يبرره بالطبع؛ على أمل أن تحل المشكلة سريعا. لكن إن طالت القضية واتسعت فلا مفر من تشكيل موقف سياسي واضح يضمن لنا الحياد الإيجابي، وإحياء مبدأ "عدم الانحياز" القديم من جديد. وسوف نجد دولا كثيرة في العالم تنتهج ذات الموقف، وهو ما يشكل مساندة لهذا الموقف العربي.
ليس من مصلحة العرب أن يركعوا للضغط الأمريكي الذي يطالبهم بالدعم والموقف، فليس هناك مصلحة عربية في المضي في هذا الدور سوى الخضوع للأمريكان والغرب عموما، الذين طالما استثمروا في أرضنا وشعوبنا حربا وسلما ولا يزالون.