08:32 2020/12/04
11 فبراير .. لماذا نكبة ؟
10:14 2022/02/11
أولا .. لأنها كانت حركة فوضوية غوغائية لا تحمل مشروع و لا هدف و لا رؤية للمستقبل .. غير إسقاط و هدم و بس ..
يرحل و بعدين سهل ..
يرحل و كل المصايب ستحل ..
يرحل و بعدين عنسد ..
إذا صح أن نسميها ثورة فهي ليست ثورة بشر و إنما ثورة قطعان .. قطعان تسيرها شمطاء بالمكرفون و شيخ قبلي مراهق بالمال ومشايخ دين بفتاوى القتل والتكفير و أحزاب سياسية فاشلة و عميلة و حركات ناشئة عائدة من عصور سحيقة تحمل طموحات و مشاريع جامحة و أنانية و متخلفة..
ثانيا ..
لأنه تاريخ دخول اليمن في سنواته العجاف التي لم تنتهي ..
استيقظت الفتن .. تشرذم الشعب .. تشظى المجتمع و كره بعضه ..تفرق الإخوة و اﻷحبه و اﻷصدقاء و الزملاء ..
انتشرت البطالة و تفشى الفقر ..
أصبح القتل و الدمار شيء طبيعي كحوادث السير ..
دخلت البلد في حفرة مظلمة سحيقة يتجرع فيها اليمنيون كل الوان العذاب .. تحت رحمة من ليس في قلبه رحمه من أمراء الحروب الذين تتملكهم شهوة مقدسة للدماء ..
في البداية هتفوا بشعار شبقي يحتفل بالدم .. كلما زدنا شهيد ..
ثم تفرقوا لكن الشبق نحو الدماء ظل يلازمهم ..
كلما سفكت الدماء أكثر زاد شبقهم و تضاعفت شهوتهم ..
لأن الدماء تمنحهم القوة و السطوة و تجعلهم يوغلون في الظلم و العنجهية و التجبر ..
شيء كالأساطير الخيالية المرعبة التي يشاهدها العالم في أفلام بينما يعيشها اليمنيون واقع ..
لكن، و مع كل ذلك ، فالمشكلة ليست هنا ..
المصيبة والكارثة و النكبة أننا لم نكن مجبرون على كل ذلك ..
كانت الخيارات و البدائل و الحلول و المبادرات و التنازلات التي تنقذ البلد موجودة و متاحة و متوالية.. غير أن الغوغاء و رعاتهم رفضوا كل الحلول ..
إستكبروا و عموا و صموا و أبوا إلا الوقوع في الكارثة و هم يعلمون تمام العلم ماذا يفعلون ، بسبب الطمع و الحقد و العمالة و الخيانة و المشاريع الفئوية الخبيثة ..
و أخيرا ..
لماذا 11 فبراير نكبة حلت باليمن و اليمنيين ؟
لأننا مع كل ذلك لازال فينا من يحتفل بهذا التاريخ كإنجاز ..
المشكلة هنا ليست في الإحتفال نفسه ، بل في دلالته ..
و دلالته هي أننا ، بعد كل هذا الخراب ، لازال هناك من يحمل نفس العقلية نفس الحمق نفس الاستكبار و نفس الجنون و كأننا لم نتعلم شيء ..
و لو رُدُّوا لعادُوا ..
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك