11 فبراير 2011م انتقال من ديمقراطية الصناديق الى ديمقراطية الشوارع :

09:34 2022/02/11

لحياة السياسية الديمقراطية التي تسود فيها المساواه والعدالة ويسود فيها مفهوم حكم الشعب لذاته هي الحياة السياسية التي تقوم على ديمقراطية الصناديق وفيها يتوجه كل أبناء الشعب بكل حرية وبسرية تامة لاختيار من يرونه مناسبا ليدير شؤون حياتهم وهذه هي ارقى ماتوصلت إليه البشرية في النظم السياسية .
 
هذه الحياة السياسية كانت قد بدأت تمارس في اليمن رغم مافيها من شوائب ، وتلك الشوائب هي طبيعية فالحياة السياسية الديمقراطية كانت لاتزال في بدايتها .
 
 فالحياة السياسية الديمقراطية في أفضل البلدان ممارسة لها تطلب الأمر مايقرب من مأئة عام حتى ترسخت وتجذرت ونضجت  وأصبحت سلوك سياسي مجتمعي له قوانين صارمة ومؤسسات تحميه  ويصعب أن يتم التلاعب به وتجاوزه كما في بريطانيا وغيرها من البلدان  .
 
حقيقة ما جرى في اليمن في 11فبراير 2011م هو انتقال من ديمقراطية الصناديق الى ديمقراطية الشوارع ، وبمعنى ادق انقلاب على الحياة السياسية الديمقراطية ووئدها وهي لا تزال في المهد واستبدالها بديمقراطية الشوارع .
 
لقد انقلبت على الحياة السياسية الديمقراطية تلك القوى السياسية التي أوجدتها الديمقراطية وهي أحزاب المعارضة والتي نشأت على العمل السري وعندما اتيحت لها الفرصة للعمل بشكل علني وممارسة حقها في المنافسة وفشلت في الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع عادة إلى العمل خارج إطار القانون وانقلبت على الحياة السياسية الديمقراطية  .
 
الشعب يريد اسقاط النظام هكذا كان شعار تلك القوى السياسية !! 
 
كيف يمكن أن تكون تلك ثورة وهذه القوى هي المكون الرئيسي للنظام السياسي فبدون وجود أحزاب معارضة لايمكن أن يكون النظام السياسي نظام ديمقراطي على من ثارت على ذاتها !!!!.
 
نعم هي فعلا ثارت على ذاتها باستبدالها ديمقراطية الصناديق بديمقراطية الشوارع و مخرج انقلابها على ذاتها أتى سريعا .
 
في 2011م وفي ديمقراطية الشوارع رحبت أحزاب المعارضة بالحركة الكهنوتية الأمامية التي لم تكن جزء من النظام السياسي الديمقراطي لأنها ترفض هذا النظام وتؤمن بأنها مكلفة من الله لحكم البشر و كانت هذه هي الجريمة الأولى لديمقراطية الشوارع ، جعل الحركة الغير قانونية قانونية وفق ديمقراطيتهم .
 
أصبحت ديمقراطية الشوارع مشرعنة بحكم المبادرة الخليجية التي انتصرت لديمقراطية الشوارع واوصلتها الى السلطة ، وفي أول مطب وقعت فيه سلطة ديمقراطية الشوارع بتلك الزيادة في أسعار المشتقات النفطية لجاءت الحركة الحوثية لديمقراطية الشوارع لكي تصل إلى السلطة بنفس الآلية التي وصلت بها أحزاب المعارضة بعد أن تم الاعتراف بها من قبل السلطة التي وصلت للحكم عن طريق ديمقراطية الشوارع .
 
وفعلا وصلت إلى السلطة مثلها مثل أحزاب المعارضة ولكنها كانت خطوة أولى بالنسبة لها ونتج عن ديمقراطية الشارع في دورتها الثانية  اتفاق السلم والشراكة ، الذي أوصول الحركة الكهنوتي إلى السلطة في 21 سبتمبر 2014م 
 
 لكن هذه الحركة لا تؤمن حتى بديمقراطية الشوارع وسريعا ما انقلبت على شركائها في السلطة مستخدمة القوة العسكرية لكي تفرض حقها الإلهي، وبعد فرض هيمنتها على السلطة  عندها اسميت ديمقراطبتها  التي أوصلت الحركة الحوثية الى السلطة  ، من قبل مؤسسي ديمقراطية الشوارع  بانقلاب 21 سبتمبر 2014م  رغم أن في هذا التاريخ قبلت أحزاب المعارضة هذه الحركة شريكة لها في السلطة باتفاق السلم والشراكة ما هذا الغباء السياسي هل نسيتم ذلك الاتفاق الذي وقعتم عليه  .
 
انقلاب الحركة الحوثيو لم يحدث إلا حين قامة الحركة بوضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية ومنع مجلس النواب من الانعقاد وتشكيل ما سمي باللجنة الثورية في 6 فبراير 2015 م عبر بيان الإعلان الدستوري الذي بث في الفضائية اليمنية، بعد سيطرة الجماعة على صنعاء وغيرها من محافظات اليمن، وفشل محادثاتها مع شركائها في السلطة الذين وصلوا إليها عبر ديمقراطية الشوارع ، فانقلاب الحركة الحوثية كان في 6 فبراير 2015م ، لان اعتبار 21سبتمبر  2014م انقلاب وهو انقلاب غباء سياسي ، لان ذلك هو مثل  ماحدث في 11 فبراير 2011م  اذا كان الامر كذلك فام 11 فبراير هو انقلاب  أن كنتم تعقلون.