اعتذروا للوطن وفبراير واتركوا شماعة "عفاش"

06:28 2021/02/12

في البداية علينا جميعاً أن نتفق أن ما قد راح راح.. ولن نستطيع إعادة شيء مما ذهب أو كنا نعيشه إلا إذا وجدت الإرادة والعزيمة والانتماء الوطني الذي يجب أن يطغى على كل شيء، فعندها فقط سنتجاوز الماضي والحاضر وسنكون المستقبل الذي نريده.
 
 
 
خرجتم وناديتم بإسقاط النظام واليوم نعيش بلا نظام ولا دولة ولا وطن، كنتم تنظرون لنا نظرة دونية كأننا أعداؤكم، وبالمقابل كنا في الطرف الآخر ننظر للوطن القائم وبتلك النزعات الوطنية وكنا نقابل نظرتكم لنا بالمثل واختلفنا ونصحناكم وحذرنا مما يحدث الآن ولكن..! ماذا حدث..؟
 
 
أخذتكم العزة الثورية والعنفوان الشبابي لعدم تصديقنا، وذلك ليس تقصيرا بمفهومكم أو حتى عدم دراية، ولكنه كان بسبب تراكمات قضايا أنتم كنتم ترونها مضرة بالوطن.. في حين الدولة والنظام  كانا يحرصان على إرساء مبادئ الحكم والديمقراطية والحرية والأمن والاستقرار و ... الخ من أساسيات الحكم الحديث للدولة والجمهورية والديمقراطية.
 
 
 
ثُرتم وماذا بعد أن ثُرتم..؟ إسألوا أنفسكم وجاوبوا على الأسئلة.. لا تصدقوا من غادر اليمن وتاجر بمعاناتها.. لا تجعلوا من سكن الفنادق بالدول الأخرى والشقق المفروشة واستقر به المقام في وطن غير اليمن أن يجيب على أسئلتكم لأنفسكم...!
 
 
لا تُكابروا وتأخذكم العزة بالخطأ وتواصلوا كيل التهم وشتم النظام والدولة.!
 
خذوا الأمر بوطنية ولو لمرة واحدة..
 
أليس بعد ثورتكم سقط الوطن..؟
 
ألم يسقط المواطن في مستنقع الصراعات الدولية..؟
 
ألم يمت البريء ويُنادى عليه بالشهيد ويظل المتاجر بالوطن هو وعائلته وأقاربه بعيدا عن هذه المعاناة..؟
 
ألم تُصبح عائلة ذلك الشهيد مشردة وتُعاني المُر الدائم والحاجة والسؤال وابنها أو عائلها ضحى بدمه..؟
 
لماذا وصل بكم الحال الآن للتخوين والقتل والانخراط في اقتتال لا ناقة لكم فيه ولا جمل سوى دماء أبرياء تنزف وتغرق في مستنقع الصراعات..؟
 
لماذا وصل الحال بأن يخاف المواطن أن يعود لمنزله بعد أن نزح منه وتشرد بغير موطئ قدمه..؟
 
لماذا أصبح عزيز القوم ذليلاً منتظراً دوره بطابور طويل ليستلم الفتات من معونات المنظمات التي تاجرت وتتاجر بمعاناة كل المواطنين في مناطق الحرب..؟
 
لماذا أصبحنا بلا مرتبات.. بلا وظائف.. بلا وطن.. بلا دولة.. وتحت رعاية دول اخرى..؟
 
لماذا ولماذا ولماذا..؟!
 
ليس عيبا أن تسألوا أنفسكم ونسأل أنفسنا ونجيب بوطنية خالصة عن كل الأسئلة التي ممكن أن تقال في ظروفنا هذه لنصل بعدها للإجابة والحلول الواجب عملها للخروج وإنقاذ الوطن من المستنقع الغارق فيه..؟
 
مات الرئيس السابق وراح بكل خيره وشره وبكل لبنة وحجر بقت عملها للوطن وظلت منجزاته رغم تدميرها سواء بالقصف أو الحرب  لنبقى نحن الآن.
 
اتركوا الرئيس السابق علي عبدالله صالح "عفاش" كشماعة لكل خطأ وقعتم به ولنعترف جميعا بأننا يجب أن نكون للوطن والمواطن.
 
فعفاش مات واذكروا محاسن موتاكم لنتجه لكل كلمة ناديتم بها في ثورتكم المنشودة وناديتم بها كأهداف.
 
قلتم لا للتوريث، فورثوا أكثر وتقاسم الأب والابن والخال والعم والصهير والأقارب جميعا كل المناصب من حول المسؤول.
 
قلتم لا للفساد الذي كنا نعيشه ونستلم رواتبنا ونؤدي وظائفنا، ففسدوا أكثر بعد ذلك ونهبوا رواتب الموظفين وتاجروا بمعاناة المواطن.
 
قلتم لا لسرقة الثروات فجاء بعد ثورتكم من باع الوطن ونهب وسرق كل ثرواته وجعلها مسخرة له ولعائلته ومقربيه ممن يسكنون الخارج والداخل والمواطن طز فيه.
 
إننا اليوم ونحن نستذكر مرور 10 سنوات لما تقولون عليها ثورة فإننا نحتاج للوطنية أن تُزرع بداخلكم وتتنبهوا أن الوطن أغلى وأعلى من الجميع وأنه يجب تكاتف الجهود للخروج مما وضعتمونا فيه جراء اندفاع شبابي نتج عنه تشرد وضياع ودماء أبرياء.
 
أفيقوا  ودعونا ننسى كل ما يقال في المهاترات الإعلامية الحاصلة بين أبناء اليمن.
 
تناسوا أن علي عبدالله صالح كان رئيسا وثرتم عليه وعلى النظام.
 
تناسوا أن هناك شبابا في فبراير خرج ليثور وطالب بالأفضل ولكنه فشل وكان سببا في دمار الوطن.
 
تناسوا كل شيء حدث منذ فبراير 2011م وحتى الآن ولتسموا جميعا بجراحكم ونكباتكم وصراعاتكم من أجل اليمن.
 
أخيراً:
 
في أي ثورة قامت حتى وإن طالت يحتفل أهلها بتحقيق أهدافها ومنجزاتها لا أن يحتفلوا بجراح ودماء ووطن مدمر.
 
في 26 سبتمبر 1962م ثار الشعب اليمني وظللنا نحتفل بالثورة حتى الآن، لأنها حققت أهدافها..
 
أنتم في فبراير ماذا حققتم..؟ إسألوا 
 
أنفسكم ولا تُكابروا بالجواب.. فعندها فقط ستعلمون ماذا يجب أن نفعل لهذا الوطن كيمنيين.