الحوثي لن يتوقف عن حربه

03:50 2021/02/07

الحوثي لا يحمل بندقية وحسب، حتى يمكن التفاوض معه لوقف حربه ضد اليمنيين، ولا يحمل مشروعا سياسيا حتى يمكن التفاوض على منحه الفرصة لتنفيذ مشروعه وبرامجه السياسية، هو جماعة تعتنق فكراً دينياً يرى القتال نهجاً ووسيلة لتحقيق ما يريده من الوصول إلى السلطة والثروة ليس في اليمن وحسب، بل وفي البلاد العربية كلها. 
 
النهج الحوثي المسلح لن يتوقف بمجرد الجلوس معه للتفاوض، لأنه يحمل عقلية مبرمجة على الحرب، يعيش بها ويقتات منها، ولا يحمل صورة واحدة، يتعدد في كل الاتجاهات، وأهمها الاتجاه الديني والاجتماعي، ويعمل على التحرك من خلال إيديولوجية وليس مشروعا سياسيا. 
 
بعد ست سنوات من الحرب ضد اليمنيين، فشلت الشرعية في إيقاف تلك الحرب، وفشلت الخطة السعودية في اجتثاث الخطر الذي يحدق بها من جنوبها، وها هي الآن تحاول أن تبحث عن وسيلة أخرى للحد من ذلك الخطر، حيث تعتقد أن التفاوض يمكن أن يصنع  ما فشلت به الشرعية. 
 
تتحمل الشرعية مسؤولية الفشل أمام الإرهاب الحوثي، وقد تحولت إلى صفه والتعاون معه في حربه ضد اليمن وضد السعودية، لا يجدي التفاوض من أجل الحصول على مكاسب، لأن الحوثي سيلتهم الجميع، ولن يتوقف عند نقطة معينة ويتنازل من أجل أن يحصل البقية على قطعة صغيرة من الحلوى. 
 
ستأتي مرحلة التفاوض والطرف الأقوى عسكرياً هو الحوثي، وهذا يشكل حرجاً كبيراً للسعودية، أما الشرعية، التي نخرها الإخوان، فالحرج سيكون عندها مجرد ورقة لن تجد من يكتب فيها إلا فشلها وفسادها. 
 
سينتج عن ذلك التفاوض وضع سياسي مخيف، قد يتجاوز الوضع اللبناني، ولن تتوقف عندها آلة الحرب، لأن الطرف الأقوى لا يحمل مشروعاً سياسيا، وله أجندته وارتباطاته المباشرة بإيران، ويعتبر نفسه مجنداً لخدمة المصالح الإيرانية في البوابة الجنوبية للسعودية وفي البحر الأحمر. 
 
تسعى أمريكا إلى حل سياسي للحرب في اليمن، ومنح الحوثي شرعية في السلطة والثروة، لأنها تثق به كثيراً وتعتبره شريكاً قوياً لمحاربة تنظيم القاعدة، لهذا تريده أن يكون الطرف الأقوى، حيث فقدت أميركا ثقتها بالشرعية وقدرتها على حسم المعركة. 
 
لا يمثل الحوثي إلا مصالح الآخرين، فهو يرتبط بإيران إرتباطاً مباشراً، ومع ذلك يعمل على تحقيق المصلحة الأمريكية في جانب محاربة تنظيم القاعدة، لأن أمريكا تنظر إلى اليمن من منظور أمني بحت، ولديها هواجس أمنيه قديمة، لهذا وجدت في الحوثي شريكاً لها، كان ذلك برغبته أو بدون رغبته.